حكومة المغرب تلتقي نقابات التعليم لحل أزمة الأساتذة المتقاعدين

TT

حكومة المغرب تلتقي نقابات التعليم لحل أزمة الأساتذة المتقاعدين

بعد شد وجذب دام أسابيع متواصلة بين الحكومة المغربية والأساتذة المتعاقدين، عقدت وزارة التربية والتعليم، أمس، لقاء مع النقابات التعليمية وممثلي التنسيقية الوطنية للأساتذة المتعاقدين، هو الثاني من نوعه، لبحث كيفية إيجاد مخرج للملف الذي أربك السير العادي للدراسة، في عدد من المؤسسات التعليمية بالبلاد.
ومثل حضور سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، للقاء، رسالة إيجابية أكدت رغبة الحكومة في التقدم نحو إيجاد حل لهذا الملف. وقال مصدر نقابي حضر الاجتماع لـ«الشرق الأوسط»، إن اللقاء «لم يأت بجديد، سوى أن وزير التربية الوطنية أكد أنه مستعد لحوار مباشر مع الأساتذة، واستمع إلى مقترحاتهم». ودعا أمزازي الأساتذة المتعاقدين إلى عدم الحكم على الحوار، أو تسقيفه في اتجاه مطلب واحد (الإدماج أو البلوكاج)».
وأضاف المصدر، الذي لم يرغب في ذكر اسمه، أن وزير التربية والتعليم التزم أمام الأساتذة وممثلي النقابات التعليمية بـ«رفع مطالب الأساتذة التي استمع إليها بشكل مباشر إلى الحكومة من أجل المدارسة، وبلورة رد يتجاوب مع مقترحاتهم»، مشدداً على أنه جرى الاتفاق على إجراء جولة جديدة من الحوار في 23 من مايو (أيار) الجاري، سيتم فيها تقديم رد الحكومة والوزارة على مطالب الأساتذة المتعاقدين، الذين أعلنوا تمسكهم بمطلب الإدماج في الوظيفة العمومية.
في السياق ذاته، التزم الطرفان بالاستمرار في العمل، وفق مخرجات اتفاق 13 أبريل (نيسان) الماضي؛ حيث تعهد وزير التربية والتعليم بتوجيه مذكرة «تجدد فيها الوزارة الدعوة للمديريات الجهوية والإقليمية للتربية والتكوين، لضرورة رفع كل القيود والإجراءات والمتابعات، وتيسير عملية عودة الأساتذة المتعاقدين إلى القيام بمهامهم بشكل طبيعي»، وفق المصدر ذاته.
وأشار المسؤول النقابي إلى أن تراكم «جلسات الحوار، بغض النظر عما شابها في البداية، والتواصل المباشر بين الوزارة والأساتذة المتعاقدين، قد يفضي إلى بلورة حل يحقق مطلب الإدماج للأساتذة بصيغة من الصيغ القانونية، التي تحقق المقصد وفلسفة الإدماج في النظام الأساسي لوزارة التربية الوطنية». ويرتقب أن ترفع الأجواء الإيجابية التي شهدها اللقاء منسوب الثقة بين الحكومة والأساتذة المتعاقدين، من أجل الدفع بالملف في المحطة المقبلة من الحوار، ونحو إحراز تقدم جديد في سبيل إنهاء الملف الذي شغل الرأي العام المغربي، بسبب حيوية القطاع ومكانته في البلاد. وتأتي الخلاصات التي خرج بها لقاء الحكومة مع الأساتذة المتعاقدين، متناغمة مع تصريحات مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، التي أكد فيها على أن الحكومة تملك «الإرادة من أجل التوصل إلى حل لملف الأساتذة، أطر الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين».
وأضاف الخلفي في اللقاء الصحافي الأسبوعي لمجلس الحكومة، أول من أمس، أن موضوع التعاقد «انتهى بالنسبة إلينا، والأساتذة لم يعودوا متعاقدين كما كان في السابق»، في إشارة إلى التعديلات التي أدخلتها الحكومة على نظام التوظيف بالتعاقد في قطاع التعليم، بعد الاحتجاجات الواسعة والإضرابات التي خاضها المعنيون به، دامت لأزيد من سبعة أسابيع متواصلة، قبل أن يقرروا إنهاءها والعودة للتدريس بدءاً من 29 أبريل الماضي.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.