اكتشاف أسماك يمكنها تمييز الألوان وسط الظلام الدامس

إحدى أسماك الأعماق السحيقة في صورة غير مؤرخة نشرت في براغ بجمهورية التشيك (رويترز)
إحدى أسماك الأعماق السحيقة في صورة غير مؤرخة نشرت في براغ بجمهورية التشيك (رويترز)
TT

اكتشاف أسماك يمكنها تمييز الألوان وسط الظلام الدامس

إحدى أسماك الأعماق السحيقة في صورة غير مؤرخة نشرت في براغ بجمهورية التشيك (رويترز)
إحدى أسماك الأعماق السحيقة في صورة غير مؤرخة نشرت في براغ بجمهورية التشيك (رويترز)

أعلن علماء أن بعض أسماك الأعماق السحيقة ربما تمتلك رؤية ثاقبة، تجعلها تميز الألوان وسط الظلام الدامس في بيئتها الصعبة، بفضل تكيف جيني فريد من نوعه، في حين يفتقر البشر وغيرهم من الفقاريات إلى القدرة على تمييز الألوان وسط الأضواء الخافتة.
وحلل الباحثون الخرائط الجينية (الجينوم) لعدد 101 من أنواع الأسماك، وخلصوا إلى أن ثلاثاً من سلالات أسماك الأعماق السحيقة، التي تعيش على عمق نحو 1500 متر تحت سطح البحر، تتمتع بنظام بصري خاص، يمكّنها من تمييز الألوان في الظلام الحالك.
والتمتع بالبصر الثاقب قد يعود بالنفع الكثير على هذه الأسماك، في بحثها عن الطعام والتزاوج، وحتى لا تصبح طعاماً لكائنات أخرى في الأعماق المظلمة.
وقالت زوزانا موسيلوفا، أستاذة علم تطور الأحياء في جامعة تشارلز في براغ بجمهورية التشيك، وأحد الباحثين في الدراسة المنشورة في دورية «ساينس» العلمية: «عيونها أكثر حساسية، لذا نعتقد أن بصرها في الأعماق جيد جداً».
وتستخدم الفقاريات نوعين من الخلايا مستقبلات الضوء في شبكية العين للرؤية، وهما الخلايا العصوية والخلايا المخروطية.
وتعمل الخلايا المخروطية في أجواء الضوء الساطع وتميز الألوان، فيما تعمل الخلايا العصوية في الأضواء الخافتة ولا يمكنها رؤية الألوان.
ووجد الباحثون أن 13 نوعاً من هذه السلالات الثلاث من أسماك القاع السحيق لديها وفرة في جينات معينة، تجعل الأسماك على ما يبدو تستخدم الخلايا العصوية في تمييز الألوان.
وأوضحت موسيلوفا، أمس (الخميس): «من المرجح بشدة أن بإمكانها رؤية الألوان باستخدام الخلايا العصوية فحسب، وهو أمر نادر بين الفقاريات».
وتكون هذه الأسماك صغيرة في الحجم، إذ يصل طولها إلى 30 سنتيمتراً فقط، وتتغذى على العوالق والروبيان (الجمبري)، وتعيش على عمق يتراوح بين 400 و1200 متر.



قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)
TT

قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)

جدد الحكم القضائي الصادر في مصر ضد شاب بتهمة ابتزاز وتهديد الطفلة «هنا»، ابنة الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسبب انتشاره بكثافة، ومدى المخاطر التي يحملها، لا سيما ضد المراهقات.

وقضت محكمة جنايات المنصورة بالحبس المشدد 3 سنوات على المتهم، وهو طالب بكلية الهندسة، بعد ثبوت إدانته في ممارسة الابتزاز ضد ابنة شيرين، إثر نجاحه في الحصول على صور ومقاطع فيديو وتهديده لها بنشرها عبر موقع «تيك توك»، إذا لم تدفع له مبالغ مالية كبيرة.

وتصدرت الأزمة اهتمام مواقع «السوشيال ميديا»، وتصدر اسم شيرين «الترند» على «إكس» و«غوغل» في مصر، الجمعة، وأبرزت المواقع عدة عوامل جعلت القضية مصدر اهتمام ومؤشر خطر، أبرزها حداثة سن الضحية «هنا»، فهي لم تتجاوز 12 عاماً، فضلاً عن تفكيرها في الانتحار، وهو ما يظهر فداحة الأثر النفسي المدمر على ضحايا الابتزاز حين يجدون أنفسهم معرضين للفضيحة، ولا يمتلكون الخبرة الكافية في التعامل مع الموقف.

وعدّ الناقد الفني، طارق الشناوي، رد فعل الفنانة شيرين عبد الوهاب حين أصرت على مقاضاة المتهم باستهداف ابنتها بمثابة «موقف رائع تستحق التحية عليه؛ لأنه اتسم بالقوة وعدم الخوف مما يسمى نظرة المجتمع أو كلام الناس، وهو ما يعتمد عليه الجناة في مثل تلك الجرائم».

مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «أبناء المشاهير يدفعون أحياناً ثمن شهرة ومواقف ذويهم، مثلما حدث مع الفنانة منى زكي حين تلقت ابنتها حملة شتائم ضمن الهجوم على دورها في فيلم (أصحاب ولاّ أعز) الذي تسبب في موجة من الجدل».

وتعود بداية قضية ابنة شيرين عبد الوهاب إلى مايو (أيار) 2023، عقب استدعاء المسؤولين في مدرسة «هنا»، لولي أمرها وهو والدها الموزع الموسيقي محمد مصطفى، طليق شيرين، حيث أبلغته الاختصاصية الاجتماعية أن «ابنته تمر بظروف نفسية سيئة للغاية حتى أنها تفكر في الانتحار بسبب تعرضها للابتزاز على يد أحد الأشخاص».

ولم تتردد شيرين عبد الوهاب في إبلاغ السلطات المختصة، وتبين أن المتهم (19 عاماً) مقيم بمدينة المنصورة، وطالب بكلية الهندسة، ويستخدم حساباً مجهولاً على تطبيق «تيك توك».

شيرين وابنتيها هنا ومريم (إكس)

وأكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، أن «الوعي لدى الفتيات والنساء هو كلمة السر في التصدي لتلك الجرائم التي كثُرت مؤخراً؛ نتيجة الثقة الزائدة في أشخاص لا نعرفهم بالقدر الكافي، ونمنحهم صوراً ومقاطع فيديو خاصة أثناء فترات الارتباط العاطفي على سبيل المثال»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «كثيراً من الأشخاص لديهم وجه آخر صادم يتسم بالمرض النفسي أو الجشع والرغبة في الإيذاء ولا يتقبل تعرضه للرفض فينقلب إلى النقيض ويمارس الابتزاز بكل صفاقة مستخدماً ما سبق وحصل عليه».

فيما يعرّف أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر، الدكتور فتحي قناوي، الابتزاز الإلكتروني بوصفه «استخدام التكنولوجيا الحديثة لتهديد وترهيب ضحية ما، بنشر صور لها أو مواد مصورة تخصها أو تسريب معلومات سرية تنتهك خصوصيتها، مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين».

ويضيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «مرتكب الابتزاز الإلكتروني يعتمد على حسن نية الضحية وتساهلها في منح بياناتها الخاصة ومعلوماتها الشخصية للآخرين، كما أنه قد يعتمد على قلة وعيها، وعدم درايتها بالحد الأدنى من إجراءات الأمان والسلامة الإلكترونية مثل عدم إفشاء كلمة السر أو عدم جعل الهاتف الجوال متصلاً بالإنترنت 24 ساعة في كل الأماكن، وغيرها من إجراءات السلامة».

مشدداً على «أهمية دور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية والتعليمية والإعلامية المختلفة في التنبيه إلى مخاطر الابتزاز، ومواجهة هذه الظاهرة بقوة لتفادي آثارها السلبية على المجتمع، سواء في أوساط المشاهير أو غيرهم».