رئيس وزراء بريطانيا يعترف بتوتره بسبب اقتراب الاستفتاء حول استقلال أسكوتلندا
نتائج أحدث استطلاع للرأي تؤكد زيادة عدد أنصار الانفصال
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
رئيس وزراء بريطانيا يعترف بتوتره بسبب اقتراب الاستفتاء حول استقلال أسكوتلندا
اعترف ديفيد كاميرون، رئيس وزراء بريطانيا أمس، بتوتره بسبب اقتراب موعد الاستفتاء في أسكوتلندا الذي سيقرر في 18 سبتمبر (أيلول) المقبل، ما إذا كانت أسكوتلندا ستصبح بلدا مستقلا أم أنها تستمر كجزء من أجزاء من المملكة المتحدة. وفي تصريح لصحيفة «ديلي ميل» الأسكوتلندية على هامش زيارته التي استمرت يومين إلى أسكوتلندا، حيث دافع مجددا عن رفض الاستقلال، قال رئيس الوزراء البريطاني، «أنا متأثر ومتوتر لأن الأمر بالغ الأهمية». وشدد كاميرون أيضا على وجود «أكثرية صامتة»، خصوصا في صفوف أساتذة الجامعات وطلبتها التي تؤيد الوضع الراهن، لكنها تتردد في الإعلان عن ذلك «خشية التعرض للانتقام من جانب الحكومة الأسكوتلندية». أما أليستير دارلينغ، زعيم الحملة الرافضة للانفصال، فانتقد في مقالة نشرتها صحيفة «ديلي تلغراف» الضغوط «غير المبررة والمتزايدة» التي تمارس على مؤيدي الانفصال. وقد تحدث كاميرون بعد ساعات على صدور نتائج استطلاع أول من أمس في صحيفة «ديلي ميل» الأسكوتلندية، عن زيادة عدد أنصار استقلال أسكوتلندا، وقال إنهم يسجلون ازديادا مطردا. وفيما يسجل الفريق الرافض للانفصال تقدما يناهز 12 نقطة، بالاستناد إلى متوسط جميع استطلاعات الرأي الكثيرة، أفاد استطلاع مؤسسة «سورفايشن» أن 47 في المائة من الأشخاص الذين سئلوا عن آرائهم سيصوتون تأييدا للاستقلال، وأن 53 في المائة سيصوتون ضد الاستقلال. وقد أجري الاستطلاع بعد المناظرة التلفزيونية الثانية والأخيرة بين الفريقين، والتي هيمن عليها زعيم جناح الاستقلاليين ورئيس الوزراء الأسكوتلندي أليكس سالموند. لكن معظم الخبراء يفضلون اعتماد الحذر حول المضمون الحقيقي لهذا الاستطلاع. ولاحظ جون كورتيس، أستاذ العلوم السياسية الذي يتولى إدارة موقع ينشر فيه خلاصة جميع استطلاعات الرأي، أن معهد سورفايشن ما زال يميل إلى فريق نعم أكثر من مؤسسات الاستطلاع الأخرى. وكان استطلاع للرأي أظهر أن التأييد لاستقلال أسكوتلندا ارتفع بنسبة أربعة في المائة بعد مناظرة تلفزيونية أخيرة قبل الاستفتاء المقرر على الاستقلال بعد أقل من ثلاثة أسابيع، وأن ذلك أدى إلى تراجع التقدم الذي تحققه الحملة المناهضة للانفصال عن بريطانيا بواقع النصف. وجاء الحكم العام لصالح أليكس سالموند، زعيم الحزب الأسكوتلندي الوطني المؤيد للاستقلال، متفوقا على أليستير دارلينغ زعيم حملة «نحن معا أفضل» المعارض للاستقلال في المناظرة التي جرت بينهما في الخامس من أغسطس (آب) الحالي.
اتهامات أوروبية لمالك منصة «إكس» بالتدخل في الانتخابات
Donald Trump ve Giorgia Meloni, cumartesi günü Mar-a-Lago'da (Reuters)
يعوّل الكثير من قادة الاتحاد الأوروبي على العلاقة الخاصة التي بدا أنها تترسخ يوماً بعد يوم، بين الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني. لا، بل قد تعدّ علاقتها «الخاصة» أيضاً مع إيلون ماسك، حليف ترمب، الذي بدا أن الحكومة الإيطالية تجري محادثات مع شركته «سبيس إكس» بشأن صفقة بقيمة 1.6 مليار دولار تتعلق بخدمة الإنترنت «ستارلينك»، مدخلاً لتخفيف التوتر الذي بلغ أقصاه في الأيام الأخيرة، بعد تبادله الاتهامات والانتقادات مع الكثير من القادة الأوروبيين.
ترمب وميلوني
ترمب كان التقى ميلوني، قبل يوم من تصديق الكونغرس الأميركي على فوزه في الانتخابات، لإجراء محادثات غير رسمية. وهو ما عدَّه المراقبون تأكيداً للتوقعات واسعة النطاق، بأن الزعيمة الإيطالية اليمينية المتشددة ستكون جزءاً لا يتجزأ من علاقة الاتحاد الأوروبي بالبيت الأبيض بعد تولي ترمب منصبه في 20 يناير (كانون الثاني). ووصف ترمب ميلوني، بعد محادثاتهما، بأنها «امرأة رائعة اجتاحت أوروبا حقاً».
ورغم أن علاقتها بترمب، قد تطورت في الواقع على خلفية معتقداتهما الشعبوية اليمينية، لكن مما لا شك فيه أن علاقتها بالملياردير ماسك، الذي بات يلعب دوراً كبيراً بعد اندماجه بحركة «ماغا» (لنجعل أميركا عظيمة)، قد تمكنها من ترسيخ علاقتها مستقبلاً بالحركة التي بناها ترمب، وباتت تفيض خارج الولايات المتحدة.
جسر دبلوماسي
وفي الواقع، لم يتمكن سوى عدد قليل من القادة الأوروبيين من كسب مثل هذا الود لدى ترمب، مثل ميلوني، حيث يتوقع أن تلعب دور «جسر دبلوماسي» بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بحسب الكثير من وسائل الإعلام الأميركية والأوروبية. وأضافت أن ميلوني، التي طوّرت ملفاً آيديولوجيا «غامضاً استراتيجياً»، فاجأت منتقديها بتطوير علاقات دافئة مع قادة أوروبيين أكثر وسطية، بما في ذلك رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. في المقابل، فإن هذا الغموض يضع ميلوني في وضع جيد لجلب «الترمبية» إلى أوروبا مع تحول القارة نحو اليمين على أي حال، كما زعم كاتب عمود في صحيفة «نيويورك تايمز».
ومع ذلك، تواجه ميلوني مهمة موازنة علاقاتها الأميركية، مع القضايا الاقتصادية التي تهم إيطاليا. فهي لا تستطيع تحمل إبعاد حلفاء الاتحاد الأوروبي من خلال الميل إلى اليمين كثيراً، على حساب مصالح البلاد. ويزعم منتقدوها، سواء في إيطاليا أو في بروكسل، عاصمة الاتحاد الأوروبي، أن صفقة «ستارلينك» المقترحة، ستجعل روما تعتمد بشكل مفرط على إيلون ماسك. وذكر موقع «بوليتيكو» أن أحد الأعضاء الألمان التقدميين في البرلمان الأوروبي، كتب قائلاً إن الصفقة المقترحة، «تسلم الحكومة الإيطالية والدفاع والاتصالات العسكرية إلى فاشي بدائي لا يمكن التنبؤ به». إن صداقة ميلوني الواضحة مع ماسك تتعارض بشكل متزايد مع الطريقة التي ينظر بها القادة الأوروبيون الآخرون إليه.
تحذيرات واتهامات
في الأيام الأخيرة ومع تصاعد نفوذه بشكل كبير في السياسة الأميركية، وسعيه للتأثير على الخارج، عبر انتقاده عدداً من زعماء العالم من خلال منصته «إكس» ذات التأثير الكبير، اتهم القادة الألمان والفرنسيون والبريطانيون ماسك بالتدخل السياسي وحتى التدخل في الانتخابات.
وأدان رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الاثنين، ما عدّه «الأكاذيب والمعلومات المضللة» التي قال إنها تقوض الديمقراطية في المملكة المتحدة؛ وذلك رداً على سيل من الهجمات التي وجهها ماسك لحكومته، مقترحاً سجن ستارمر، ومتسائلاً عما إذا كان ينبغي للولايات المتحدة «تحرير» حليفتها.
وحث بعض كبار الساسة من الأحزاب السياسية في المملكة المتحدة حلفاء ترمب بشكل خاص على إعادة التفكير في علاقته بإيلون ماسك بعد تعليقاته هذا الأسبوع، حسبما ذكرت وكالة «بلومبرغ».
وتساءل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في خطاب أمام السفراء الفرنسيين عمن كان ليتخيل قبل عقد من الزمان «أن مالك إحدى أكبر الشبكات الاجتماعية في العالم سيدعم حركة رجعية دولية جديدة ويتدخل مباشرة في الانتخابات». لم يذكر ماكرون، الذي كانت تربطه في الماضي علاقة مع ماسك بالاسم، لكن كان واضحاً من هو المقصود.
ابتعد عن ديمقراطيتنا
وقوبلت تعليقات ماسك بغضب من الزعماء الألمان، حيث اتهمته برلين بمحاولة التأثير على الانتخابات المبكرة في البلاد الشهر المقبل في تعليقه على منصته، ومقال رأي كتبه يشيد بحزب البديل من أجل ألمانيا، اليميني المتشدد.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتز إنه يظل «هادئاً» وسط انتقادات شخصية من ماسك، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، لكنه يجد أن «أكثر ما يثير القلق» أن ماسك خاض في السياسة الألمانية من خلال «دعم حزب مثل حزب البديل من أجل ألمانيا، الذي هو في أجزاء متطرف يميني، ويدعو إلى التقارب مع روسيا بوتن ويريد إضعاف العلاقات عبر الأطلسي».
وحذَّر روبرت هابيك، مرشح حزب الخضر الألماني لمنصب المستشار، ماسك من التدخل في سياسة البلاد، قائلاً له: «سيد ماسك، ابتعد عن ديمقراطيتنا».
بدوره، قال رئيس الوزراء النرويجي يوناس جار ستور، الاثنين، إن «هذه ليست الطريقة التي ينبغي أن تكون عليها الأمور بين الديمقراطيات والحلفاء»، حسبما ذكرت وكالة «رويترز». وقال إنه «يجد من المقلق أن يتورط رجل يتمتع بإمكانية وصول هائلة إلى وسائل التواصل الاجتماعي وموارد اقتصادية ضخمة في الشؤون الداخلية لدول أخرى بشكل مباشر».