تركيا تتأخر في تسليم القتيل الفلسطيني وشقيقه يعتقد بوجود مماطلة

عائلته قلقة وتشكو تأخيراً في منحها تأشيرة لتسلم الجثة

TT

تركيا تتأخر في تسليم القتيل الفلسطيني وشقيقه يعتقد بوجود مماطلة

قال زكريا مبارك شقيق الفلسطيني زكي الذي قالت تركيا إنه تم العثور عليه ميتاً في زنزانته في نهاية أبريل (نيسان) الماضي، إن السلطات التركية تماطل في تسليم جثته، حيث يطالبون بتسليمها لأحد أقاربه من الدرجة الأولى أو شخص موكل من أحد أفراد أسرته أيضا من الدرجة الأولى، في الوقت الذي تأخر حصوله على تأشيرة دخول لتسلم جثمان شقيقه القتيل.
وبين زكريا في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن السلطات التركية ترفض تسليمها للسفارة الفلسطينية، في الوقت الذي تؤكد الأعراف الدولية أن أي متوفى في دولة غير موطنه تكون سفارة بلاده هي المسؤولة عنه، ولا يحق لأحد منع السفارة من تسلم الجثمان، مشيراً إلى مناشدته عائلته ضرورة دفن القتيل من باب «إكرام الميت دفنه»، وقال: «رفض منح أبنائه أيضا تأشيرة لتسلمه».
ولفت إلى أن هناك مماطلة في تسليم الجثة، حيث تغيرت المطالبات بعد ما كان هناك وعود عدة لتسليمه نهاية الأسبوع، في الوقت الذي أبدى تخوفه من استمرار هذه المماطلة، حيث تمر عائلته بحالة معنوية سيئة نتيجة التأخر في دفن زكي، في ظل الممارسات التركية.
وكان زكريا قد طالب في وقت سابق إلى إظهار ما يثبت أن شقيقه انتحر، مع التأكيد أن رواية الانتحار لا تصدق، وقال: «نحن في الوقت الحالي لا نريد سوى دفن جثمان أخي، وهذا ما تريده عائلتنا».
وأشار قبل أيام إلى أنه في حال كان لدى السلطات التركية أي إثباتات من صور أو تسجيلات حول رواية انتحار أخيه الذي يبلغ من العمر 55 عاماً، عليها أن تظهرها أو «تسلمها لنا»، في الوقت الذي طالب بوحدة تحقيق دولية مستقلة في مقتل أخيه، موضحاً أن زكي كان هدفه العمل في إسطنبول وزيادة دخله.
وكان زكي وهو لواء متقاعد والذي يبلغ من العمر 55 عاماً قرر التوجه إلى تركيا بعد تقاعده من عمله للبحث عن «لقمة العيش» لإعالة أسرته. في حين كان مكتب الادعاء في إسطنبول قال إنه تم العثور على رجل، اتهمته السلطات التركية بالتجسس ميتا في زنزانته، مشيراً إلى أن «زكي يو إم حسن» شوهد خلال عملية تفتيش دورية الساعة الثامنة وست عشرة دقيقة صباحا بالتوقيت المحلي الثامن والعشرين من شهر أبريل الماضي في سجن سيليفري، بغرب إسطنبول، الذي يخضع لحراسة مشددة، حيث كان زكي محتجزا في زنزانة منفردة، ووجد مشنوقا في باب الحمام الساعة العاشرة واثنين وعشرين دقيقة صباحا لدى توزيع الطعام على السجناء.
وكانت وكالة الأناضول قد قالت قبل أيام إن القتيل انتحر، وإنه كان يواجه اتهامات بالتجسس العسكري والسياسي والدولي. وقال مكتب الادعاء إن التحقيقات بشأن وفاته مستمرة. والقتيل أحد اثنين تقول تركيا إنهما من المشتبه بهما وقت القبض عليهما في 19 أبريل الماضي، واعترفا بالتجسس على مواطنين عرب ووجهت لهما اتهامات بالتجسس، في الوقت الذي لم تكشف السلطات التركية عن أي من نتائج تحقيقها أو ما يثبت رواية الانتحار حتى الآن.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».