مطالب بتشديد العقوبات لدول منطقة اليورو المخالفة لقواعد انضباط الموازنة

TT

مطالب بتشديد العقوبات لدول منطقة اليورو المخالفة لقواعد انضباط الموازنة

وسط تخلف روما عن قواعد انضباط الموازنة المعمول بها في دول منطقة اليورو، قال المستشار النمساوي زباستيان كورتس في حوار أمس الاثنين، إنه يجب معاقبة دول منطقة اليورو التي تخالف قواعد انضباط الموازنة بصورة أكثر صرامة.
وكانت الحكومة الشعبوية الإيطالية قد تجاهلت طلبات الاتحاد الأوروبي بخفض نسبة ديون وعجز موازنة إيطاليا، حيث إنها تسعى لإنعاش الاقتصاد المتعثر من خلال زيادة الإنفاق على المعاشات والرعاية الاجتماعية. وقد تسببت هذه الموازنة في خلافات كبيرة مع بروكسل.
وقال كورتس لصحيفة «لا ستامبا» الإيطالية: «سوف نحرر أنفسنا من الأزمة إذا وجدت فقط عقوبات واضحة تجاه الدول الأعضاء التي تتسبب في وجود ديون... علينا أن نعمل جميعا للحد من مستويات الدين إلى إجمالي الناتج المحلي واحترام قواعد اتفاق الاستقرار». ويشار إلى أن اتفاق الاستقرار هو كتاب قواعد الاتحاد الأوروبي.
وأضاف كورتس أنه يجب فعل ذلك «للحيلولة على سبيل المثال دون أن ينتهى الأمر بأن تكون إيطاليا بمثابة اليونان الثانية عبر سياسة الديون غير المسؤولة»، مطالبا بإدراج قواعد انصياع أكثر حدة في معاهدة أوروبية جديدة.
وأضاف أن ذلك سوف يكون الوسيلة الوحيدة التي يمكن من خلالها «منع إيطاليا من تعريض منطقة اليورو بأكملها للخطر».
كما طالب كورتس بتوقيع «عقوبات واضحة» ضد الدول التي تسمح بدخول مهاجرين غير قانونيين لدولة أوروبية أخرى، في إشارة على ما يبدو أيضا إلى إيطاليا، التي تعد الخط الأول في أزمة الهجرة، كما أنها تتشارك الحدود مع النمسا.
يأتي هذا رغم تراجع معدلات الدين العام ونسب عجز الموازنات لدول منطقة اليورو خلال العام 2018 وفقا لوكالة الإحصاءات الأوروبية (يوروستات).
وفي المتوسط، سجلت دول منطقة اليورو، التي تضم 19 دولة، نسبة عجز موازنة تقدر بـ0.5 في المائة، مقارنة بـ1 في المائة في العام 2017، وبلغ متوسط الدين 85.1 في المائة مقارنة بـ87.1 في المائة في العام 2017.
وفي الحالتين، تظهر هذه البيانات تراجعا مستمرا منذ خروج منطقة اليورو من أزمتها المالية الطويلة. وكان متوسط نسبة العجز سجل 2 في المائة في العام 2015، ومتوسط الدين العام 90.1 في المائة.
وكانت إيطاليا، صاحبة ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، والتي تعاني من أزمة ديون، إحدى ثلاث دول سجلت ارتفاعا في معدل ديونها الذي وصل إلى 132.2 في المائة العام 2018، مقارنة بـ131.4 في المائة في العام 2017.
وسجلت اليونان أيضا ارتفاعا في معدل الديون، ولكنها تسجل فائضا في الموازنة منذ العام 2016، وقد خرجت البلاد رسميا من برنامج الإنقاذ الدولي العام 2018. وبلغ معدل ديون اليونان 181.1 في المائة العام 2018، في حين سجلت فائضا في الموازنة بلغ 1.1 في المائة.
وسجل الاتحاد الأوروبي المؤلف من 28 دولة انخفاضا في معدل الدين وعجز الموازنة حيث سجلا 80 في المائة و0.6 في المائة.
وتحسنت معنويات المستثمرين في منطقة اليورو في مايو (أيار) للشهر الثالث على التوالي لتبلغ أعلى مستوى لها منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2018.
وقالت مجموعة سنتيكس للأبحاث أمس الاثنين، إن مؤشرها لمعنويات المستثمرين لمنطقة اليورو ارتفع إلى 5.3 في مايو من - 0.3 في أبريل (نيسان). وكان محللون يتوقعون قراءة عند 1.4.
وقال مانفريد هوبنر العضو المنتدب لسنتيكس في بيان: «في مايو، واصل الوضع الاقتصادي التحسن عالميا وأيضا في أوروبا. وبالتالي تنحسر المخاوف من الركود».
وتحسن مؤشر فرعي لتوقعات منطقة اليورو للشهر الرابع على التوالي ليصل إلى - 0.3. وهو أعلى مستوى منذ مارس (آذار) العام الماضي. وارتفع مؤشر الأوضاع الحالية إلى 11 من 3.8.
وتحسنت أيضا معنويات المستثمرين في ألمانيا، إذ ارتفع مؤشر معنويات المستثمرين لأكبر اقتصاد في أوروبا إلى أعلى مستوياته منذ نوفمبر 2018 عند 7.9 من 2.1 في أبريل.



«المركزي الباكستاني» يخفض الفائدة إلى 13 % للمرة الخامسة

شعار البنك المركزي الباكستاني على مكتب الاستقبال بالمقر الرئيس في كراتشي (رويترز)
شعار البنك المركزي الباكستاني على مكتب الاستقبال بالمقر الرئيس في كراتشي (رويترز)
TT

«المركزي الباكستاني» يخفض الفائدة إلى 13 % للمرة الخامسة

شعار البنك المركزي الباكستاني على مكتب الاستقبال بالمقر الرئيس في كراتشي (رويترز)
شعار البنك المركزي الباكستاني على مكتب الاستقبال بالمقر الرئيس في كراتشي (رويترز)

خفض البنك المركزي الباكستاني، الاثنين، سعر الفائدة الرئيس بمقدار 200 نقطة أساس ليصل إلى 13 في المائة، في خامس خفض متتال منذ يونيو (حزيران)، في إطار جهود البلاد المستمرة لإنعاش اقتصادها المتعثر من خلال تخفيف التضخم.

وتجعل هذه الخطوة باكستان واحدة من أكثر الأسواق الناشئة عدوانية في خفض أسعار الفائدة هذا العام، مع استثناءات مثل الأرجنتين، وفق «رويترز».

وقالت لجنة السياسة النقدية في البنك في بيانها: «بشكل عام، تعد اللجنة أن النهج المتمثل في خفض أسعار الفائدة بشكل مدروس يساعد في الحفاظ على ضغوط التضخم والضغوط على الحساب الخارجي تحت السيطرة، بينما يدعم النمو الاقتصادي بشكل مستدام».

وأضاف البنك أنه يتوقع أن يكون متوسط التضخم «أقل بكثير» من نطاق توقعاته السابقة، الذي يتراوح بين 11.5 في المائة و13.5 في المائة في عام 2025، كما أشار إلى أن توقعات التضخم لا تزال عُرضة لعدة مخاطر، بما في ذلك الإجراءات اللازمة لمعالجة العجز في الإيرادات الحكومية، بالإضافة إلى التضخم الغذائي، وارتفاع أسعار السلع العالمية. وأوضح البنك قائلاً: «قد يظل التضخم متقلباً على المدى القريب قبل أن يستقر ضمن النطاق المستهدف».

وخلال مكالمة مع المحللين، أشار رئيس البنك المركزي الباكستاني، جميل أحمد، إلى أن المركزي لم يحدد مستوى معيناً لسعر الفائدة الحقيقي عند اتخاذ قرار خفض سعر الفائدة يوم الاثنين. ومع ذلك، أوضح أن البنك المركزي كان قد استهدف في الماضي معدل تضخم يتراوح بين 5 و7 في المائة على المدى المتوسط، وأن هذا الهدف بات في متناول اليد خلال الاثني عشر شهراً المقبلة.

وتسير باكستان، الواقعة في جنوب آسيا، على مسار تعافٍ اقتصادي صعب، وقد تلقت دعماً من تسهيل بقيمة 7 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي في سبتمبر (أيلول). وأشار البنك إلى أن «جهوداً كبيرة وتدابير إضافية» ستكون ضرورية لتمكين باكستان من تحقيق هدف الإيرادات السنوية، وهو عنصر أساسي في اتفاقها مع صندوق النقد الدولي.

وكان جميع المحللين الـ12 الذين استطلعت «رويترز» آراءهم يتوقعون خفضاً بمقدار 200 نقطة أساس، بعد أن شهد التضخم انخفاضاً حاداً إلى 4.9 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني)، وهو ما جاء أقل من توقعات الحكومة، وأقل بكثير من ذروة التضخم التي بلغت نحو 40 في المائة في مايو (أيار) من العام الماضي. وتأتي هذه الخطوة بعد سلسلة من التخفيضات المتتالية، بما في ذلك خفض بمقدار 150 نقطة أساس في يونيو، و100 نقطة في يوليو (تموز)، و200 نقطة في سبتمبر، و250 نقطة في نوفمبر، مما أدى إلى انخفاض سعر الفائدة من أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 22 في المائة في يونيو 2023، الذي ظل ثابتاً لمدة عام. وبذلك يبلغ إجمالي التخفيضات منذ يونيو 900 نقطة أساس.