عباس يشدد على {وقف العدوان} ويطالب بجلسة لمجلس الأمن

أعمدة الدخان تتصاعد بعد غارة شنتها طائرات حربية إسرائيلية على مدينة غزة أمس (أ.ف.ب)
أعمدة الدخان تتصاعد بعد غارة شنتها طائرات حربية إسرائيلية على مدينة غزة أمس (أ.ف.ب)
TT

عباس يشدد على {وقف العدوان} ويطالب بجلسة لمجلس الأمن

أعمدة الدخان تتصاعد بعد غارة شنتها طائرات حربية إسرائيلية على مدينة غزة أمس (أ.ف.ب)
أعمدة الدخان تتصاعد بعد غارة شنتها طائرات حربية إسرائيلية على مدينة غزة أمس (أ.ف.ب)

قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إن الرئيس محمود عباس أوعز إلى مندوب دولة فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، بدرس طلب عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي بهدف «وقف العدوان الإسرائيلي المتصاعد بحق أبناء شعبنا». وعدّ أبو ردينة أن «الصمت المريب للمجتمع الدولي، هو الذي يشجع إسرائيل على التمادي بارتكاب جرائهما بحق شعبنا».
وكان الرئيس عباس دعا في وقت سابق أمس إلى وقف العدوان على قطاع غزة، قائلاً إن ما يجري هناك «مؤسف ومدان».
وأضاف عباس، خلال وضعه حجر الأساس لمبنيي هيئة مكافحة الفساد ومؤسسة إدارة وتنمية أموال اليتامى، في مدينة رام الله: «ما يجري في غزة شيء مؤسف ومدان، طالبنا العالم بوقف العدوان الإسرائيلي على أبناء شعبنا، وأتمنى على من يحكم غزة أن يفهم أن قضية تهدئة هنا أو هناك لا قيمة لها، ولا فائدة منها». وتابع: «لا بد من تحقيق مصالحة وطنية تاريخية تجمع شمل شعبنا الفلسطيني، لمواجهة كل المؤامرات التي تحيط بقضيتنا الوطنية، بدءاً من صفقة القرن، ومحاربة عائلات الشهداء والأسرى، وغيرها».
وجاء تصريح عباس في اليوم الثاني للمواجهة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، والتي شهدت قصفاً متبادلاً عنيفاً.
واستنكرت السلطة العدوان الإسرائيلي، وحذرت من جر المنطقة إلى دوامة عنف لا تنتهي.
كما حذرت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، من تبعات التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر، مطالبة بوقفه فوراً، واحترام القانون الدولي الإنساني. وشددت الخارجية الأردنية، في بيان، على أن «العنف لن يؤدي إلا إلى مزيد من التوتر والمعاناة».
ودعت الخارجية الأردنية إلى تحقيق التهدئة، مؤكدة «دعمها للجهود التي تبذلها جمهورية مصر العربية الشقيقة، والأمم المتحدة، لتحقيق ذلك». كما أكدت ضرورة وقف كل العمليات العسكرية «المدانة والمرفوضة ضد القطاع، الذي يعاني أهله أزمة إنسانية وحياتية لا يمكن القبول بها، جراء الحصار الجائر والعقوبات الجماعية التي تفرضها إسرائيل خرقاً للقانون الدولي».
إلى ذلك، ذكرت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية شبه الرسمية أن وزارة الخارجية الإيرانية أدانت ما وصفته بهجوم إسرائيل «الوحشي» على غزة، وأنحت باللوم في ذلك على «دعم أميركا المطلق» لإسرائيل، بحسب ما نقلت وكالة «رويترز». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي: «أدانت إيران بشدة الهجوم الوحشي للنظام الصهيوني... الذي أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين».
وفي إسطنبول، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان تنديده بتدمير مبنى في قطاع غزة يضمّ مكتب وكالة أنباء الأناضول الحكوميّة جرّاء قصف للطيران الإسرائيلي. وقال إردوغان على «تويتر»: «رغم هذه الهجمات، ستُواصل تركيا ووكالة الأناضول اطلاع العالم على الإرهاب والفظائع التي ترتكبها إسرائيل في غزة}.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.