قذيفة «حزب الله» لباسيل تثير جدلاً واستنكاراً

TT

قذيفة «حزب الله» لباسيل تثير جدلاً واستنكاراً

استدعت صورة وزير الخارجية اللبناني رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل حاملاً قذيفة قدّمها له مسؤولون في «حزب الله» خلال زيارته إلى منطقة جبيل في شمال بيروت، مواقف مستنكرة وجدلاً في لبنان.
وكانت صورة باسيل انتشرت أمس بعد الزيارة التي قام بها إلى منطقة راس قسطا، في جبيل شمال بيروت، وكُتب على القذيفة التي قدمها له مسؤول المنطقة في «حزب الله» محمد عمرو: «تحية تقدير ومحبة لمعالي الوزير المقاوم جبران باسيل»، مرفقة بعلمي «التيار» والحزب. والقذيفة هي من مخلفات معركة الحزب مع «جبهة النصرة» في منطقة عرسال في 2017.
ولاقت هذه الصورة ردود فعل مستنكرة، لا سيما من خصوم «حزب الله» وباسيل. وكتب النائب في تكتل «الجمهورية القوية» عن منطقة جبيل رئيس بلدية المدينة السابق زياد حواط عبر حسابه على «تويتر» متوجهاً إلى باسيل بالقول: «إلى ضيفنا الكريم المتوّج بصاروخ عابر لتاريخ جبيل وثقافتها. مهلاً، مهلاً. هديّة جبيل إلى لبنان واللبنانيين القداسة، الوطنية، الشهامة والعيش المشترك. ما رأيناه هو عبث بالتاريخ وانقلاب عليه».
وانتقد النائب السابق فارس سعيد عبر حسابه على «تويتر» الجولة التي قام بها باسيل في قضاء جبيل، معتبراً أن «إهداء صاروخ حزب الله لوزير الخارجيّة في جبيل وبحضور نواب من جبيل وكسروان محاولة غبيّة لإلباس منطقة جبيل كسروان صبغة حزب الله».
ودعا «أصحاب المصالح ومن يعترض على إلحاقنا بثقافة لا تشبهنا» إلى «رفع الصوت»، مضيفاً أن «جبيل استقبلت جورج موستاكي في السبعينيات. جونية الجمال والتليفريك، حريصا وبكركي ومار شربل، لا تختزل بصاروخ حزب الله. أناشد أهلنا التعبير السلمي عن رفضهم تسليم مفاتيح المنطقة لحزب الله البارحة وصاروخ لباسيل بحضور نواب اليوم»، وذلك في إشارة منه إلى تسليم حبيش مفتاح المنطقة إلى «حزب الله» العام الماضي.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.