السيسي يحذر من تبعات التظاهر على «استقرار» البلاد

TT

السيسي يحذر من تبعات التظاهر على «استقرار» البلاد

وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تحذيراً من أثر المظاهرات والاحتجاجات على «استقرار وهدوء» البلاد وخطط التنمية المقررة لها، ودعا الرئيس إلى ربط الحديث عن مصر بسياق «المنطقة التي تعيش فيها وما مرت به شعوبها».
وقال السيسي، في كلمة خلال افتتاح عدد من المشروعات في نطاق محافظات إقليم قناة السويس شرق مصر ومن أبرزها أنفاق جديدة أسفل القناة لتسهيل الانتقال إلى شبه جزيرة سيناء، إن «الشعب المصري على دراية كاملة وواع، ولم يسمح لأحد بانتهاك حقوقه، وكما تم التغيير في 25 يناير (كانون الثاني) 2011 و30 يونيو (حزيران) 2013 يستطيع الشعب المصري التغيير للمرة الثالثة والرابعة»، لكنه استطرد متسائلا: «من كان سيقف إلى جوارنا ليوفر لـ100 مليون مواطن متطلباتهم؟ ومن كان سيعوضنا في ظل حالة عدم الاستقرار مع الوضع في الاعتبار أننا كنا متأخرين قبل ذلك؟».
وأضاف: «الجميع كان سيتحدث ويواسينا بالكلام فقط، لكن لا أحد كان سيقوم بتعويضنا عن خسارتنا، إننا خسرنا منذ عام 2011 مليارات من الدولارات وليس الجنيهات، وهي خسارة اقتصادية وأمنية من كان من الممكن أن يقوم بتعويضنا عنها... ولا بد هنا أن أسجل أن الأشقاء العرب وقفوا إلى جوارنا وساعدونا في بداية الأمر، حيث كنا في حالة يرثى لها، لكن الآن يجب أن نعتمد على أنفسنا، ولن يتحقق ذلك إلا بالاستقرار والهدوء».
وتابع السيسي: «لو كانت المظاهرات تبني مصر، سوف أنزل بالمصريين لنقف بالشوارع ليلا ونهارا حتى نبني مصر، ولكن البلاد تُبنى بالعمل والإخلاص والاستقرار والسلام والجهد والعرق، وهو ما نقوم به إلى جانب أننا ندفع دما في مواجهة الإرهاب».
وأعلنت الحكومة أن تكلفة المشروعات التي يتم افتتاحها في 5 محافظات وتستكمل بعض مراحلها حتى 30 يونيو 2020 تبلغ 800 مليار جنيه.
وتعول مصر على تنمية محافظات القناة (بورسعيد، والإسماعيلية، والسويس) ومحافظتي شمال وجنوب سيناء، لخلق تجمع اقتصادي متكامل، وبما يساعد في تحويل شمال سيناء (المضطربة بفعل العمليات الإرهابية منذ سنوات) إلى موقع جاذب للاستثمار، وقال السيسي، في فبراير (شباط) 2018، إن عملية التنمية الشاملة بسيناء تقدر تكلفتها الإجمالية بنحو 275 مليار جنيه.
وشدد الرئيس المصري، على أن «كل المشروعات القومية التي يجري تنفيذها تتم بشركات مدنية مصرية 100 في المائة، وأن دور الجيش إشرافي وإداري فقط في بعض تلك المشروعات لتحقيق الإنجاز في وقت محدد». واعتبر السيسي أن «الصورة التي يتم تصديرها خارجياً هي أن القوات المسلحة هي من تقوم بتلك المشروعات الكبرى، ومن المهم أن يعلم الشعب المصري أن دور الجيش في تنفيذ تلك المشروعات هو دور إشرافي فقط، فهو يدير المشروعات ويكون ملتزما بالانتهاء منها في الوقت المحدد».
واستكمل الرئيس المصري: «يجب أن نكون مطمئنين أنه يتم تنفيذ المشروعات بواسطة شركات مدنية... فهل يعقل أو يتصور أحد أن لدينا عمالة في القوات المسلحة تكفي 5 ملايين إنسان، هذا كلام غير موضوعي وغير منطقي... والجيش له مهام كثيرة جدا سواء في داخل سيناء أو الحدود الغربية مع ليبيا أو الحدود الجنوبية مع السودان».



دفن جماعي لجثث مجهولة في معقل الحوثيين الرئيسي

عملية دفن جماعي لجثث في صعدة زَعَم الحوثيون أنها لمجهولي الهوية (إعلام حوثي)
عملية دفن جماعي لجثث في صعدة زَعَم الحوثيون أنها لمجهولي الهوية (إعلام حوثي)
TT

دفن جماعي لجثث مجهولة في معقل الحوثيين الرئيسي

عملية دفن جماعي لجثث في صعدة زَعَم الحوثيون أنها لمجهولي الهوية (إعلام حوثي)
عملية دفن جماعي لجثث في صعدة زَعَم الحوثيون أنها لمجهولي الهوية (إعلام حوثي)

مع تصاعد حملات الخطف والاعتقالات التي تقوم بها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في مناطق سيطرتها، أقرّت الجماعة بدفن دفعة جديدة من الجثث مجهولة الهوية في محافظة صعدة (معقلها الرئيسي)، وسط تجدد الشكوك حول حدوث تصفيات داخل المعتقلات بالمحافظة نفسها.

وذكرت وسائل إعلام الجماعة قبل يومين، أنه جرى دفن نحو 60 جثة مجهولة الهوية في محافظة صعدة، وأن النيابة الخاضعة لسيطرة الجماعة نسّقت عملية الدفن مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إذ إن هذه الجثث كانت موجودة في ثلاجة هيئة المستشفى الجمهوري بصعدة.

عمليات دفن سابقة لجثث مجهولة الهوية في الحديدة (فيسبوك)

ولم توضح الجماعة أي تفاصيل أخرى تتعلق بهوية الجثث التي جرى دفنها، سوى زعمها أن بعضها تعود لجنسيات أفريقية، في حين لم يستبعد ناشطون حقوقيون أن تكون الجثث لمدنيين مختطَفين لقوا حتفهم تحت التعذيب في سجون الجماعة.

وكانت الجماعة الحوثية قد أعلنت قبل عدة أشهر عن دفنها نحو 62 جثة مجهولة في معقلها الرئيسي، وادّعت حينها أنها كانت محفوظة منذ عدة سنوات في ثلاجات مستشفيات حكومية.

وتزامنت عملية الدفن الأخيرة للجثث المجهولة مع تأكيد عدد من الحقوقيين لـ«الشرق الأوسط»، أن معتقلات الجماعة الحوثية بالمحافظة نفسها وغيرها من المناطق الأخرى تحت سيطرتها، لا تزال تعج بآلاف المختطفين، وسط تعرض العشرات منهم للتعذيب.

وتتهم المصادر الجماعة بحفر قبور جماعية لدفن مَن قضوا تحت التعذيب في سجونها، وذلك ضمن مواصلتها إخفاء آثار جرائمها ضد المخفيين قسرياً.

وتحدّثت المصادر عن وجود أعداد أخرى من الجثث مجهولة الهوية في عدة مستشفيات بمحافظة صعدة، تعتزم الجماعة الحوثية في مقبل الأيام القيام بدفنها جماعياً.

وكانت الجماعة الحوثية قد أعلنت، مطلع ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي، عن عملية دفن جماعي لنحو 62 جثة لمجهولي الهوية في محافظة صعدة (شمال اليمن).

أعمال خطف

وكشفت تقارير يمنية حكومية في أوقات سابقة، عن مقتل مئات المختطَفين والمخفيين قسراً تحت التعذيب في سجون الجماعة الحوثية طيلة السنوات الماضية من عمر الانقلاب والحرب.

وفي تقرير حديث لها، أقرّت الجماعة الحوثية باعتقال أجهزتها الأمنية والقمعية خلال الشهر قبل الماضي، أكثر من2081 شخصاً من العاصمة المختطفة صنعاء فقط، بذريعة أنهم كانوا من ضمن المطلوبين الأمنيين لدى أجهزتها.

قبور جماعية لمتوفين يمنيين يزعم الانقلابيون أنهم مجهولو الهوية (إعلام حوثي)

وجاء ذلك متوازياً مع تقدير مصادر أمنية وسياسية يمنية بارتفاع أعداد المعتقلين اليمنيين على ذمة الاحتفال بالذكرى السنوية لثورة «26 سبتمبر (أيلول)» إلى أكثر من 5 آلاف شخص، معظمهم في محافظة إب، متهمة في الوقت نفسه ما يُسمى بجهاز الاستخبارات الذي يقوده علي حسين الحوثي، نجل مؤسس الجماعة، بالوقوف وراء حملة الخطف والاعتقالات المستمرة حتى اللحظة.

واتهمت منظمة «إرادة لمناهضة التعذيب والإخفاء القسري» في وقت سابق الجماعة الحوثية بقتل المختطفين تحت التعذيب وإخفاء جثثهم. وطالبت بتحقيق دولي في دفن الجماعة مئات الجثث مجهولة الهوية، محملة إياها مسؤولية حياة جميع المخفيين قسراً.

واستنكرت المنظمة، في بيان، قيام الجماعة وقتها بإجراءات دفن 715 جثة، وأدانت قيام اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالمشاركة في دفن تلك الجثث وغيرها، لافتة إلى أن دفنها بتلك الطريقة يساعد الجناة الحوثيين على الإفلات من العقاب، والاستمرار في عمليات القتل الممنهج الذي يقومون به.