المعارضة الإسرائيلية تتهم نتنياهو بالخضوع لـ«ابتزاز حماس»

صواريخ فلسطينية لدى إطلاقها على جنوب إسرائيل أمس (أ.ف.ب)
صواريخ فلسطينية لدى إطلاقها على جنوب إسرائيل أمس (أ.ف.ب)
TT

المعارضة الإسرائيلية تتهم نتنياهو بالخضوع لـ«ابتزاز حماس»

صواريخ فلسطينية لدى إطلاقها على جنوب إسرائيل أمس (أ.ف.ب)
صواريخ فلسطينية لدى إطلاقها على جنوب إسرائيل أمس (أ.ف.ب)

انتقدت المعارضة الإسرائيلية، أمس، سياسة حكومة بنيامين نتنياهو في التعامل مع قطاع غزة، وذلك في ذروة التصعيد بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية.
وقال عضو الكنيست زعيم قائمة «أزرق أبيض» بيني غانتس: «تعمل الحكومة الإسرائيلية، منذ وقت طويل، في حالة عدم استمرارية استراتيجية في مجال الأمن وفي مجال خلق أدوات سياسية واقتصادية». وأضاف: «يتعين على الحكومة اختيار اتجاه استراتيجي حازم لا هوادة فيه، لاستعادة الردع، والعمل عندها فقط، من أجل تسوية طويلة الأمد، دون تنازلات أمنية ومن دون ابتزاز».
ويلمح غانتس بذلك إلى إدخال الحكومة الإسرائيلية أموالاً قطرية إلى قطاع غزة، خشية إطلاق صواريخ منه، وهو الأمر الذي يعده كثير من الإسرائيليين «ابتزازاً».
ووصف غانتس خصمه نتنياهو بأنه يفتقر «إلى موقف سياسي ثابت». وأضاف: «إنه يفتقر لموقف سياسي، وهو مستسلم لابتزازات حركة حماس».
ودعا زعيم الحزب الذي خسر في مواجهة نتنياهو في الانتخابات العامة التي أجريت في أبريل (نيسان) الماضي، الحكومة الإسرائيلية إلى «استعادة قدرة الردع قبل أي شيء».
كما هاجم تسفي هاوزر، عضو الكنيست من نفس الحزب (أزرق أبيض)، نتنياهو، قائلاً إن رفض الأخير عقد اجتماع الكابينيت (المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية) منذ 3 أشهر، «أمر خطير، وغير منطقي أيضاً». واتهم هاوزر نتنياهو بأنه يلقي بـ«المسؤولية واللوم على أعضاء الكابينيت لعدم عقده، وفي الوقت ذاته لا يقوم بإطلاعهم حسبما يفرض القانون على المعطيات والتقديرات الأمنية».
وقال هاوزر إن نتنياهو بذلك «يمس بإجراءات نظام الحكم الأساسية».
وهجوم غانتس وهاوزر جاء في وقت هاجم فيه كذلك عضو الكنيست عمير بيرتس من حزب «العمل»، والذي يسكن في سديروت التي سُمع بها صافرات الإنذار، حكومة نتنياهو، قائلاً إنها تواصل «المحاولات الفاشلة لإدارة الواقع بدلاً من تغييره». وأضاف: «سياسة فرّق تسد بين غزة والضفة الغربية فشلت، وبالتالي ومع كل الصعوبات، يجب أن نعود إلى الحوار مع السلطة الفلسطينية، بالتنسيق مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي والدول العربية المعتدلة».
والدعوات المتشددة للتعامل مع «حماس» قابلتها دعوات إلى التريث. وشدد عضو الكنيست تال روسو من نفس الحزب (العمل)، على أنه «لا يوجد مصلحة لأحد الآن بوقوع عملية عسكرية»، مضيفاً: «لا نعرف إلى أين يمكن أن يؤدي بنا هذا التصعيد». ومضى يقول في منتدى السبت الثقافي الذي عُقد في تل أبيب أمس: «يمكن اتخاذ قرار بشأن استئناف الاغتيالات، ولكن السؤال هو التوقيت. أعتقد أنه ستكون هناك محاولة للتوصل إلى تسوية، حتى لا تشن عملية عسكرية كبرى، في مثل هذا الشهر الحرج».
وقالت رئيسة حزب «ميرتس» عضو الكنيست تمار زاندبيرغ، تعقيباً على التطورات في غزة: «أيضاً في هذا السبت، لا يوجد حل عسكري للنزاع». وأضافت: «ما يجري هو جولة أخرى عديمة الفائدة وهذا ليس حلاً بل العكس، الحل هو وقف إطلاق نار حقيقي، مع خطوات يتم الالتزام في إطارها بمنح تسهيلات إنسانية ورفع الحصار وعملية سياسية ملموسة».



الأردن باشر إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في العاصمة عمان

إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
TT

الأردن باشر إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في العاصمة عمان

إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)
إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج في الأردن (أ.ف.ب)

باشر الأردن، اليوم (الثلاثاء)، عملية إجلاء ألفي طفل من غزة لتلقي العلاج، كان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني تعهد بها خلال لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترمب في واشنطن الشهر الماضي.

ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، حطّت مروحيتان عسكريتان أردنيتان تحملان طفلين من غزة مبتوري الأطراف ومرافقين من عائلتيهما قبيل ظهر الثلاثاء، في مطار ماركا العسكري في عمان، تبعتهما مروحيتان أخريان بعد الظهر تحملان طفلين مصابين، وفق مشاهد بثّها تلفزيون «المملكة» الرسمي.

ونقل الأطفال مباشرة من المروحيات إلى سيارات إسعاف لنقلهم إلى مستشفيات لتلقي العلاج.

وعقب هبوط تلك المروحيات، قال وزير الإعلام والاتصال، محمد المومني، خلال مؤتمر صحافي: «قبل قليل، بدأ دخول الدفعة الأولى من الأطفال الغزيين الذين يعانون من أمراض مختلفة تنفيذاً للمبادرة التي تحدث عنها الملك في واشنطن».

وأضاف أن «هذه الدفعة الأولى من مجموعة من الأطفال الغزيين وصلت بالطائرات المروحية إلى مطار ماركا العسكري، وهناك مجموعة أخرى ستصل براً خلال فترة قصيرة إن شاء الله».

ومساء الثلاثاء، دخلت سيارات إسعاف تحمل أطفالاً من غزة، وحافلات تقلّ مرافقيهم إلى المملكة، عبر معبر جسر الملك حسين (اللنبي).

وقال مدير الإعلام العسكري العميد الركن مصطفى الحياري، خلال مؤتمر صحافي عند المعبر: «تم نقل 29 من الأطفال المصابين من قطاع غزة، و44 من مرافقيهم، وجرى تنفيذ هذه العملية من قبل القوات المسلحة بالشراكة مع وزارة الصحة».

وأوضح أن الإجلاء نفّذ «على مسارين، الأول مسار جوي انطلق من مهبط قريب من معبر كرم أبو سالم على الحدود الشرقية لقطاع غزة، وصولاً إلى مطار ماركا العسكري».

وأضاف أن المسار الثاني «هو مسار بري انطلق مباشرة من كرم أبو سالم من خلال مجموعة من سيارات الإسعاف والحافلات التي تتبع القوات المسلحة، والتي وصلت جسر الملك حسين».

ويتم توزيع الأطفال على مستشفيات المملكة الحكومية والخاصة بإشراف وزارة الصحة.

وقال أحمد شحادة (13 عاماً) من جباليا لوكالة الصحافة الفرنسية لدى وصوله في سيارة إسعاف إلى الأردن: «كنت ذاهباً لتعبئة الماء، ألقت مروحية جسماً مشبوهاً وانفجر فينا، بترت يدي وجرحت ساقي، وكان العظم ظاهراً».

وأضاف الطفل، الذي قتل والده وأعمامه وأخواله في الحرب وبقيت له أمه وشقيقتاه، أن «يدي بُترت ورجلي كانت ستحتاج للبتر، لكن الحمد لله (...) سافرنا إلى الأردن لأجل تركيب طرف (صناعي) وأعود لحياتي».

أما محمد العمواسي (43 سنة) الذي جاء مع ابنه بلال لعلاج عينه، فقال إن ابنه وابن اخته أصيبا بشظايا في عينيهما أثناء اللعب إثر «انفجار جسم مشبوه».

وأضاف بحرقة أن «المشهد لا يطاق، قطاع غزة كله مدمر (...) أنفسنا مكسورة، حياتنا مدمرة، بيوتنا تدمرت، مستقبلنا كله دمر».

وكان العاهل الأردني قال للرئيس الأميركي في 11 فبراير (شباط) إن بلاده مستعدة لاستقبال 2000 طفل مريض من غزة، وخصوصاً المصابين بالسرطان، ومن يعانون حالات طبية صعبة، للعلاج في المملكة.

وأدّت الحرب على قطاع غزة إلى مقتل 48388 شخصاً على الأقل، وإصابة أكثر من 111 ألفاً، معظمهم من المدنيين النساء والأطفال، وفقاً لبيانات وزارة الصحة التي تديرها «حماس» وتعدّها الأمم المتحدة موثوقة.