إشادة أفريقية بجهود مصر في حقوق الإنسان ورعاية المحتجزين

TT

إشادة أفريقية بجهود مصر في حقوق الإنسان ورعاية المحتجزين

فيما عده مراقبون «نتيجة جهود القاهرة في ملف حقوق الإنسان، خصوصاً في السجون»، أشادت وفود أفريقية ومؤسسات دولية بجهود مصر في مجال حقوق الإنسان ورعاية المحتجزين.
جاء ذلك خلال انتهاء فعاليات الدورة 64 للجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب، التي احتضنتها مدينة شرم الشيخ، مساء أول من أمس، والتي ضمت وفود الدول الأفريقية والبعثات الدبلوماسية الأجنبية، ومنظمات الأمم المتحدة المعنية، و35 من المؤسسات الوطنية المعنية بحقوق الإنسان، وأكثر من 100 منظمة حقوقية غير حكومية أفريقية ودولية، بينها 12 منظمة مصرية.
وأكد وفد مصر خلال الاجتماعات أن «هناك اقتناعاً تاماً لدى الحكومة المصرية بأنه لا يمكن إقامة نظام ديمقراطي، دون مشاركة فاعلة للمجتمع، وهو ما يؤكده الدستور المصري... الذي يعلي من قيمة التنوع الثقافي الذي تفخر به مصر عبر تاريخها الطويل، وأن المواطنين متساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات، ولا تمييز بينهم».
وقال مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن «مصر أجابت عن جميع التساؤلات التي طرحتها اللجنة الأفريقية خلال الاجتماعات، والتي تتعلق بحقوق الإنسان بشكل واف جداً».
وأكد المستشار هاني جورجي، رئيس الإدارة العامة لحقوق الإنسان بمكتب النائب العام المصري، خلال مشاركته في الاجتماعات، أنه «لا توجد في مصر سجون سرية، والنيابة العامة تستطيع تفتيش أي مكان تحدث فيه جريمة، كما لا يوجد مكان محصن من ممارسة النيابة العامة لدورها، فضلاً عن أن النيابة العامة تقوم بتفتيش كل أماكن الاحتجاز بشكل دوري، ولا يمر عام إلا ويتم تفتيش جميع المؤسسات العقابية».
وحول أطفال السجينات المحكوم عليهن بالإعدام، أوضح جورجي أن «القانون يرجئ تنفيذ حكم الإعدام لحين بلوغ الطفل عامين»، لافتاً إلى أن «القضاء المصري لا يعرف ظاهرة المحاكمات الجماعية، والدستور المصري ينص على حرية التعبير».
وفي مارس (آذار) الماضي، ردت مصر على ما ورد بالتقرير السنوي لوزارة الخارجية الأميركية حول أوضاع حقوق الإنسان في العالم لعام 2018، وقالت حينها إن «ما جاء في التقرير لا يتسم بالموضوعية».
وسبق أن طالبت مصر، منظمة «هيومن رايتس ووتش» الأميركية، في يناير (كانون الثاني) الماضي، بتوخي الدقة فيما تنشره من بيانات، بشأن حقوق الإنسان في البلاد، وذلك على خلفية ادعاءاتها الأخيرة، وقيامها بإجراء مقابلات مع متهمين متورطين في قضايا إرهاب. كما نفت النيابة المصرية في فبراير (شباط) الماضي «تعرض مُتهمين للتعذيب كانت المنظمة قد تحدثت عن حالاتهم».
وأكد المستشار عمر مروان، وزير شؤون مجلس النواب المصري (البرلمان)، أنه «في إطار حرص الدولة المصرية على رفع الوعي بشأن حقوق الإنسان، عقدت وزارة الداخلية 139 ندوة للضباط عن مختلف مجالات حقوق الإنسان، إلى جانب عقد 2796 ندوة في مجال تنمية المهارات في العلوم الإنسانية والسلوكية، وعقد الكثير من الدورات التدريبية للضباط في مجال التعامل مع المسجونين».
وأكدت مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط»، أن «وزارة الداخلية في مصر عملت على تحسين أوضاع السجناء، في إطار احترام قيم وحقوق الإنسان... والداخلية ارتقت بالفعل بأوضاع النزلاء في المجالات الاجتماعية والثقافية والنفسية والصحية».
يُشار إلى أن لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب (البرلمان) المصري، تزور بانتظام السجون وأقسام الشرطة. وفي هذا السياق أكدت النائبة مارجريت عازر، وكيل لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان، لـ«الشرق الأوسط»، أن «اللجنة لم ترصد أي تجاوزات بحق المحتجزين أو المسجونين».
من جهتها، قالت الدكتورة مايا مرسي، رئيسة المجلس القومي للمرأة، خلال الاجتماعات، إن «مكتسبات المرأة المصرية تعرضت في فترة حكم تنظيم (الإخوان) إلى ردة، وحملة (لأني رجل) بدأت عام 2017، ووصلت إلى 10 ملايين متابع على مواقع التواصل الاجتماعي، كما وصلت حملة التوعية بحقوق المرأة داخل مترو أنفاق القاهرة إلى 2.5 مليون متردد على المترو يومياً».
في غضون ذلك، أشاد عبد الجواد أحمد، رئيس المجلس العربي لحقوق الإنسان، بما «ذكره الوفد المصري من تأكيده على دور ومشاركة المنظمات غير الحكومية في القيام والاضطلاع بمسؤولياتها، جنباً إلى جنب مع الآليات الوطنية المصرية، في تعزيز وتعظيم الجهود المبذولة على الصعيد الوطني والدولي، وفي الدفاع عن حقوق الإنسان وعن مصر ضد كل محاولات النيل منه، من أفعال إرهاب، أو تشويه لمكانة مصر على كل الأصعدة».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.