اختُتم، أمس، أعمال ملتقى العشائر العربية الذي عقد في مدينة عين عيسى شرق سوريا، بدعوة البيان الختامي إلى تأسيس «دولة لا مركزية» و«نظام سياسي مستقر» والتوافق على «دستور سوري ديمقراطي» يصاغ بأيادي جميع القوى والفعاليات المجتمعية السورية.
وشدد البيان الختامي بأنّ «دم السوري على السوري حرام»، «أيادينا ممدودة للسلام وبنادقنا موجهة فقط لمن يتربص بأمننا وسلامنا وعيشنا المشترك»، والتخلص من «آثار الصراعات المسلحة وخلق شروط حياة جديرة لشعب سوريا على أساس العيش المشترك وأخوة الشعوب».
وعقد اللقاء بدعوة من «مجلس سوريا الديمقراطية» الجناح السياسي لـ«قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من التحالف الدولي بقيادية أميركية، وشارك ما يزيد على 5 آلاف شخصية ممثلين من 70 عشيرة عربية قدموا من مناطق شمال وشرق سوريا، إلى جانب مشاركة شخصيات من مؤسسات المجتمع المدني.
وأشار مظلوم عبدي، قائد «قوات سوريا الديمقراطية»، في كلمته أمام المشاركين بالدعم الذي قدمته العشائر العربية في المعارك الدائرة شرقي نهر الفرات للقضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي، وقال: «لولا العشائر لما تحقق النصر، سنكون أوفياء على عهدنا معكم وسنحميها كما قمنا بتحريرها»، منوهاً بأن أهالي منبج والطبقة والرقة ودير الزور، لعبوا دوراً بارزاً بالقضاء على «داعش»: «هذه العشائر الذين رحبوا بقواتنا وقدّموا لنا كل الدعم ووقفوا إلى جانبنا حتى تمكننا من تحقيق النصر».
واتهم عبدي النظام السوري بالتخلي عن المنطقة منذ بداية الأزمة السورية 2011، وقال: «المؤسسات العسكرية لم تقم بواجبها بالدفاع عن هذه المناطق، وخذلت شعبها وأهلها وتركتها فريسة للتدخل الخارجي واجتياح الفصائل الإرهابية»، لافتاً بأن هذه الدوافع الأساسية كانت «سبباً لقيام الشباب الكُرد إلى جانب مكونات الأخرى، بتأسيس (وحدات حماية الشعب)، بدلاً من الذين خذلوهم وتركوهم». وكشف عبدي عن حصيلة القتلى والجرحى في صفوف «قوات سوريا الديمقراطية»، وأوضح بأن هذه الانتصارات كانت باهظة الثمن، «حيث ارتقى أكثر من 11 ألف مقاتل من قواتنا، كما سقط ضحايا مدنيون كانوا هدفاً لإرهاب (داعش)، وأصيب أكثر من 21 ألف مقاتل بجراح وإصابات مستدامة».
وشدد البيان على أن خطر الإرهاب ما زال موجوداً طالما أن خلاياه النائمة منتشرة وذهنية الفكرية مؤثرة في المناطق التي كانت خاضعة لمسلحي «داعش» قبل طردهم نهاية مارس (آذار) الماضي: «فمن أجل هذا فإننا نجد أنفسنا كرؤساء عشائر ووجهاء لها بأنه من واجبنا دعم ومساندة قوات الأمن والإدارة المدنية حتى القضاء على (داعش) الذهنية والوجود»، بحسب البيان الختامي.
وعن تواجد قوات التحالف الدولي والقوات الروسية في المناطق الأخرى، أكد مظلوم عبدي بأنها تلعب دوراً إيجابياً في دحر الإرهاب، وقال: «لأن عفرين وإدلب وجرابلس والباب محتلة، وما زال (داعش) موجوداً في المنطقة، وتواجد القوات الدولية بهدف حماية شعبنا من الإرهاب تواجد مشروع، حتى يتم تطهير كافة الأراضي السورية من الإرهاب».
ورفض عبدي حل الأزمة السورية عبر المصالحات والتسويات المحلية، ورحب بالحوار مع الحكومة السورية بهدف الوصول إلى حل شامل يرضي جميع الأطراف، ولفت قائلاً: «لا يمكن الوصول إلى سوريا ديمقراطية من دون الاعتراف بحقوق الشعب الكردي دستورياً، ومن دون الاعتراف بالإدارة الذاتية؛ فالحل لا يتحقق إلا بقبول خصوصية (قوات سوريا الديمقراطية) ودورها في حماية منطقتها مستقبلاً».
وحمل البيان الحسم العسكري يؤدي إلى المزيد من الخراب والدمار: «أحد أهم العوائق والتحديات في ديمومة الصراع والأزمة تعود بسبب استبعاد وتغييب قوى الحل الفاعلة وممثلي مشروع الحل النهضوي المتمثل بجانب كبير منه بالإدارة الذاتية المؤكدة لسوريا الموحدة فيها الشعب سيد نفسه».
بدورها، لفتت إلهام أحمد، الرئيسة التنفيذية لـ«مجلس سوريا الديمقراطية»، بأن السوريين سيحددون مصيرهم بأنفسهم: «الحل السوري يملكه أبناء المنطقة، وسيكون الحوار ركيزة وقاعدة نحو الحل وليست تدخلات القوى الخارجية»، وأوضحت بأنهم يرفضون تقسيم الأراضي السورية، وأي خلافات تظهر بين المكونات على أساس عرقي وديني، وأضافت: «نوجه رسالتنا للرأي العام السوري والعالمي، بأن يساهموا في إنهاء كافة أشكال الاحتلال وفتح المجال أمام كافة النازحين والمهجرين للعودة إلى بيوتهم، والبدء بمفاوضات جدية للانتقال السياسي والتوجه لسوريا جديدة».
وطالب البيان بالإصرار على مواصلة محاربة الإرهاب وتجفيف منابعه الفكرية والمالية والمادية، وتقديم الجناة والفاعلين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وفق قانون الإرهاب النافذ، في حين نوهت إلهام أحمد في ختام حديثها: «نعلم أن المناطق المحررة حديثاً من الإرهاب في حاجة إلى الخدمات، وهذه المطالب يمكن حلها وتأمينها، ما دامت لغة الحوار موجودة بيننا فنحن منتصرون، وهذا يعني أننا قادرون على تجاوز المصاعب كافة».
7:57 دقيقة
«قوات سوريا الديمقراطية» تغازل العشائر العربية شرق الفرات
https://aawsat.com/home/article/1706956/%C2%AB%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%85%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D9%8A%D8%A9%C2%BB-%D8%AA%D8%BA%D8%A7%D8%B2%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B4%D8%A7%D8%A6%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%AA
«قوات سوريا الديمقراطية» تغازل العشائر العربية شرق الفرات
- عين عيسى: كمال شيخو
- عين عيسى: كمال شيخو
«قوات سوريا الديمقراطية» تغازل العشائر العربية شرق الفرات
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة