توصيات بضريبة على {الثروة غير المنتجة} في المغرب

في مناظرة طرحت أيضاً تخفيض الرسوم والضرائب البلدية

توصيات بضريبة على {الثروة غير المنتجة} في المغرب
TT

توصيات بضريبة على {الثروة غير المنتجة} في المغرب

توصيات بضريبة على {الثروة غير المنتجة} في المغرب

قدم المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، والذي يضم ممثلي النقابات وجمعيات أهلية نشيطة في مجال الاقتصاد الاجتماعي، توصيات خلال المناظرة الوطنية للجبايات التي انعقدت أمس بالمغرب، تتعلق بسياسات جديدة للضرائب يمكن أن تساهم في زيادة الإيرادات العامة للبلاد، وأخرى تخفف الأعباء.
وشملت توصيات المجلس إقرار ضريبة على الثروة غير المنتجة، كالأملاك العقارية غير المستعملة، كما اقترح المجلس فرض رسم يناهز 50 في المائة على فائض القيمة الناتج عن قرارات إدارية، كارتفاع قيمة الأرض نتيجة قرار تحويلها من صنف الأراضي الفلاحية إلى صنف الأراضي القابلة للتعمير، والتي تدخل في نطاق التوسع الحضري للمدن. وأوصى بتخفيض الرسوم والضرائب البلدية التي يتجاوز عددها 36 ضريبة، إلى ضريبتين فقط، واحدة للسكن والثانية للنشاط الاقتصادي.
ودعا نور الدين بوطيب، الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، إلى إصلاح شامل للمنظومة الجبائية المحلية، وجمعها في إطار مدونة موحدة للضرائب البلدية. وأشار بوطيب إلى تعدد الرسوم والضرائب البلدية وتنوعها الكبير، داعيا إلى إدماج مجموعة من الرسوم المتشابهة وتبسيط النظام الجبائي، من أجل فعالية أكبر في جلب الاستثمار وتمويل البرامج التنموية ومشاريع البنية التحتية للجماعات، وتوفير إمكانيات تمويل البلديات عبر أدوات إقراض ملائمة.
واعتبر سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربي، أن المناظرة الوطنية للجبايات، والتي يشارك فيها رؤساء الأحزاب السياسية والغرف التجارية والمهنية والجمعيات المهنية والنقابات وهيئات المجتمع المدني، جمعت كل القوى الحية بالبلاد، مشيرا إلى أنها تشكل فرصة سانحة لحوار وطني شفاف ومفتوح حول موضوع أساسي بالنسبة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأشار إلى أن الهيئة العلمية التي أعدت المناظرة نظمت العديد من اللقاءات وجلسات الاستماع من أجل استقصاء جميع الآراء والاقتراحات والمواقف الخاصة بالإصلاح الجبائي المنشود. ويرتقب أن تتمخض عن هذه المناظرة توصيات ستستعمل في بلورة قانون إطار من أجل إصلاح جبائي منصف ومتوازن يطبق على مدى خمس سنوات المقبلة.
وكشفت المناظرة الوطنية للجبايات أن الضغط الجبائي في المغرب مرتفع وموزع بشكل غير عادل وغير متوازن بين مختلف شرائح مؤدي الضرائب. فحسب الأرقام التي قدمت خلال المناظرة فإن 6.12 في المائة فقط من الشركات تساهم بنسبة 95 في المائة من إجمالي مداخيل الضريبة على أرباح الشركات.
وبخصوص الضريبة على الدخل، والتي تحصل من أجور العمال والموظفين ومداخيل المهنيين، خاصة المهن الحرة والتجار، أوضح محمد بنشعبون، وزير المالية والاقتصاد المغربي أن مساهمة الأجير تناهز 5 أضعاف مساهمة المقاول المهني، وهو ما اعتبره بنشعبون منافيا لعدالة الضريبة ولمبدأ «ضريبة مماثلة للأجر مماثل».
وأشار بنشعبون إلى أن أحد الأهداف الأساسية للإصلاح الجبائي في المغرب هو تحقيق العدالة الضريبية، من خلال زيادة مساهمة المهن الحرة والتجار بشكل أكبر في الإيرادات الضريبية. وأضاف «ألتزم بأن كل درهم إضافي ناتج عن توسيع الوعاء الضريبي سيوجه بالأساس إلى تخفيض نسب الضرائب وأيضا إلى تمويل القطاعات الاجتماعية».
وحول إشارة بنشعبون إلى العدد الهائل للشركات المغربية التي تصرح بعجز مزمن ولا تؤدي الضرائب، رد عليه صلاح الدين مزوار، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، أن عليه أن يبحث عن الأسباب في الكيفية التي تطور بها النسيج المقاولاتي المغربي خلال العشرين عاما الأخيرة. وأضاف مزوار أن الإصلاح الجبائي لا يجب أن يتركز فقط على مقاربة جبائية دون الأخذ بعين الاعتبار لخلاصات تحليل النسيج الاجتماعي للشركات المغربية. ودعا مزوار إلى الشجاعة السياسية والجرأة في صياغة وتنفيذ الإصلاح، وطالب في هذا الصدد الأحزاب السياسية المغربية بإصدار إعلان حول التزامها بمواكبة الإصلاح الجبائي لتفادي إعاقته وتعثر تنفيذه.
ومع بداية العام الحالي انطلقت احتجاجات ضد إجراءات ضريبية أخيرة في المغرب، شملت احتجاجات أطباء ومحامين وتجار. ومع إضرابات التجار التي شلت الحركة الاقتصادية فتحت الحكومة حوارا مع جمعيات ونقابات التجار أسفر عن الاتفاق حول توقيف العمل بمجموعة من الإجراءات، واقترح وزارة المالية تنظيم «مناظرة وطنية حول الجبايات».
في غضون ذلك، تشكلت لجنة علمية لإعداد المناظرة تحت رئاسة وزير المالية الأسبق والباحث الأكاديمي محمد برادة، والتي قامت بإجراء سلسلة من المشاورات مع مختلف المعنيين بالإصلاح الضريبي. وتلقت اللجنة العلمية عشرات المساهمات، خاصة من الاتحاد العام لمقاولات المغرب وبعض الأحزاب الكبرى.
من جهة أخرى نفى العثماني أمس خبر سحب شركة بومبارديي الكندية لاستثماراتها في مجال صناعة الطيران بالمغرب، مشيرا إلى أن هذا الخبر لا أساس له من الصحة، محذرا من الإشاعات التي تسعى إلى بث الشك في قدرات الاقتصاد المغربي.
وأشار العثماني إلى أن الاستثمارات الأجنبية في المغرب ارتفعت بنسبة 28 في المائة خلال سنة 2018. معتبرا أن ذلك يعد مؤشرا على الثقة التي يحظى بها المغرب لدى المستثمرين، مضيفا «إن هذه الثقة ليست عفوية وإنما تستند إلى الإصلاحات التي قام بها المغرب».



بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)
سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)

قالت الصين الخميس إن تحقيقاتها في ممارسات الاتحاد الأوروبي وجدت أن بروكسل فرضت «حواجز تجارية واستثمارية» غير عادلة على بكين، مما أضاف إلى التوترات التجارية طويلة الأمد.

وأعلنت بكين عن التحقيق في يوليو (تموز)، بعدما أطلق الاتحاد تحقيقات حول ما إذا كانت إعانات الحكومة الصينية تقوض المنافسة الأوروبية. ونفت بكين باستمرار أن تكون سياساتها الصناعية غير عادلة، وهددت باتخاذ إجراءات ضد الاتحاد الأوروبي لحماية الحقوق والمصالح القانونية للشركات الصينية.

وقالت وزارة التجارة، الخميس، إن تنفيذ الاتحاد الأوروبي للوائح الدعم الأجنبي (FSR) كان تمييزاً ضد الشركات الصينية، و«يشكل حواجز تجارية واستثمارية». ووفق الوزارة، فإن «التطبيق الانتقائي» للتدابير أدى إلى «معاملة المنتجات الصينية بشكل غير موات أثناء عملية التصدير إلى الاتحاد الأوروبي مقارنة بالمنتجات من دول أخرى».

وأضافت بكين أن النظام لديه معايير «غامضة» للتحقيق في الإعانات الأجنبية، ويفرض «عبئاً ثقيلاً» على الشركات المستهدفة، ولديه إجراءات غامضة أنشأت «حالة من عدم اليقين هائلة». ورأت أن تدابير التكتل، مثل عمليات التفتيش المفاجئة «تجاوزت بوضوح الحدود الضرورية»، في حين كان المحققون «غير موضوعيين وتعسفيين» في قضايا، مثل خلل الأسواق.

وأوضحت وزارة التجارة الصينية أن الشركات التي عدّت أنها لم تمتثل للتحقيقات واجهت أيضاً «عقوبات شديدة»، الأمر الذي فرض «ضغوطاً هائلة» على الشركات الصينية. وأكدت أن تحقيقات نظام الخدمة المالية أجبرت الشركات الصينية على التخلي عن مشاريع أو تقليصها، ما تسبب في خسائر تجاوزت 15 مليار يوان (2,05 مليار دولار).

وفي سياق منفصل، تباطأ التضخم في أسعار المستهلكين في الصين خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فيما واصلت أسعار المنتجين الانكماش وسط ضعف الطلب الاقتصادي.

وألقت عوامل، تتضمن غياب الأمن الوظيفي، وأزمة قطاع العقارات المستمرة منذ فترة طويلة، وارتفاع الديون، وتهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، بظلالها على الطلب رغم جهود بكين المكثفة لتحفيز القطاع الاستهلاكي.

وأظهرت بيانات من المكتب الوطني للإحصاء، الخميس، أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 0.1 في المائة الشهر الماضي على أساس سنوي، بعد صعوده 0.2 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) السابق عليه، مسجلاً أضعف وتيرة منذ أبريل (نيسان) الماضي. وجاءت البيانات متسقة مع توقعات الخبراء في استطلاع أجرته «رويترز».

وظل مؤشر أسعار المستهلكين ثابتاً على أساس شهري، مقابل انخفاض بواقع 0.6 في المائة في نوفمبر، وهو ما يتوافق أيضاً مع التوقعات. وارتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والوقود المتقلبة، 0.4 في المائة الشهر الماضي، مقارنة مع 0.3 في المائة في نوفمبر، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر.

وبالنسبة للعام ككل، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين 0.2 في المائة بما يتماشى مع وتيرة العام السابق، لكنه أقل من المستوى الذي تستهدفه السلطات عند نحو ثلاثة في المائة للعام الماضي، مما يعني أن التضخم أخفق في تحقيق الهدف السنوي للعام الثالث عشر على التوالي.

وانخفض مؤشر أسعار المنتجين 2.3 في المائة على أساس سنوي في ديسمبر، مقابل هبوط بواقع 2.5 في المائة في نوفمبر، فيما كانت التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 2.4 في المائة. وبذلك انخفضت الأسعار عند بوابات المصانع للشهر السابع والعشرين على التوالي.

ورفع البنك الدولي في أواخر ديسمبر الماضي توقعاته للنمو الاقتصادي في الصين في عامي 2024 و2025، لكنه حذر من أن أموراً تتضمن ضعف ثقة الأسر والشركات، إلى جانب الرياح المعاكسة في قطاع العقارات، ستظل تشكل عائقاً.