مصر لتقنين الدراجات النارية عبر إجراءات مشددة

للحد من العمليات الإرهابية «الخاطفة»

TT

مصر لتقنين الدراجات النارية عبر إجراءات مشددة

زادت مصر من إجراءاتها المشددة لتقنين أوضاع الدراجات النارية التي تشكل مصدر إزعاج دائم، نظراً إلى استخدامها من قِبل بعض التنظيمات في عمليات إرهابية «خاطفة» في وقت سابق. وتزامن ذلك مع تعديل أقرّه مجلس النواب (البرلمان) على مشروع قانون المرور، لمواجهة الدراجات الآلية والنارية التي يستخدمها «الإرهابيون» من خلال عقوبة الحبس والغرامة.
كانت محكمة مصرية قد أصدرت أحكاماً مشددة العام الماضي في قضية «كتائب أنصار الشريعة»، وقالت المحكمة إن «المتهمين نفذوا عمليات عدائية ضد رجال الشرطة والقوات المسلحة، باستخدام الدراجات النارية لتكون وسيلة مناسبة للهرب بعد التنفيذ». وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن «عناصر حركة (حسم) الإرهابية كانوا يستخدمون الدراجات النارية التي من دون لوحات في تنفيذ هجمات على الأكمنة الأمنية، كما أن عناصر تنظيم (أنصار بيت المقدس) في سيناء يعتمدون أيضاً على الدراجات النارية»، مضيفاً أن «الإجراءات التي تقوم بها الحكومة للحد من هذه الدراجات الخاصة غير المرخّصة، والتي تستخدم في أعمال إرهابية وخارجة عن القانون».
ووجهت الإدارة العامة للمرور في مصر أمس، حملات مرورية، بالتنسيق مع كل إدارات المرور بمديريات الأمن في ربوع البلاد، لضبط الدراجات النارية المخالفة. وأسفرت جهود الحملات عن تحرير 746 مخالفة متنوعة لدراجات نارية، وحجز 232 دراجة نارية مخالفة. وأكدت إدارة المرور أن «هذا للحد من العمليات الإرهابية التي تُستخدم فيها تلك الدراجات».
وسبق أن تقدم النائب محمد عبد الله، وكيل لجنة النقل والمواصلات بالبرلمان، بطلب إحاطة لرئيس مجلس الوزراء المصري، لتقنين الدراجات النارية بما يتفق مع اللوائح الأمنية. وقال إن «الدراجات النارية تساعد على انتشار الجريمة، وتستخدم في أغراض غير مشروعة كأعمال الشغب والبلطجة والإرهاب، وهو ما ظهر خلال الفترة الماضية بصورة كبيرة، الأمر الذي يتخوف منه البعض باعتبارها وسيلة غير آمنة، وتيسر ارتكاب الجرائم والحوادث دون مساءلة، خصوصاً مع ارتفاع وتيرة تلك الضبطيات من العمليات الإرهابية»، مؤكداً أن «التقنين سوف يتيح استخدام الدراجات النارية وتحقيق الاستفادة منها، سواء للترفيه أو كوسيلة مواصلات باعتبارها أرخص وأكثر راحة وأقل تلوثاً للبيئة، كما أنها تستطيع السير في الطرق الضيقة التي لا يمكن للسيارة أن تمر فيها، وتمكّن السائق من الوصول إلى المكان المراد في أقل وقت ممكن، فضلاً عن أنها تخفف وطأة الزحام، بالإضافة إلى أن استهلاكها للوقود أقل من السيارة».
وفي فبراير (شباط) الماضي، وافقت اللجنة التشريعية والدستورية بمجلس النواب، على مشروع قانون بتعديل بعض أحكام قانون المرور الصادر في عام 1973، لمواجهة ومحاربة سيارات الدفع الرباعي التي تستخدم في العمليات الإرهابية، وأيضاً الدراجات الآلية والنارية التي يستخدمها «الإرهابيون». وتضمن التعديل أن «يعاقَب بالحبس مدة لا تقل عن سنتين وبغرامة لا تتجاوز خمسة آلاف جنيه كل من أجّر دراجة آلية دون إخطار قسم الشرطة الذي وقع في دائرته الاتفاق على الإيجار خلال 12 ساعة... كما يعاقب بذات العقوبة كل من أجّر دراجة آلية دون تحرير عقد إيجار».



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».