حمادة هلال: «ابن أصول» يقدمني بشخصية درامية جديدة

قال لـ «الشرق الأوسط» إن التمثيل لم يأخذه من الغناء

الفنان المصري حمادة هلال
الفنان المصري حمادة هلال
TT

حمادة هلال: «ابن أصول» يقدمني بشخصية درامية جديدة

الفنان المصري حمادة هلال
الفنان المصري حمادة هلال

أحد المطربين المصريين القلائل الذين استطاعوا حجز مكان شبه دائم على خريطة الدراما المصرية، لا سيما أن التمثيل بات يستحوذ على معظم اهتماماته الفنية أخيراً على حساب الغناء... الفنان المصري حمادة هلال كشف في حواره لـ«الشرق الأوسط»، عن تفاصيل دوره الجديد في مسلسل «ابن أصول» الذي سوف يُعرض بعد أيام قليلة في الماراثون الرمضاني.
وأوضح سبب ارتباطه بالمؤلف أحمد أبو زيد في معظم أعماله التلفزيونية، وإلى نص الحوار.
> في البداية... ما الذي حمّسك لمسلسل «ابن أصول» الذي سيتم عرضه بعد أيام قليلة؟
- المسلسل فكرتي، وتحدثت مع صديقي المؤلف أحمد أبو زيد، ليتولى كتابة السيناريو الخاص به، وبالفعل تحمس لفكرته جداً، لأنها مختلفة وفيها قيم اجتماعية مهمة نحتاج إليها في حياتنا.
> ولماذا تحب تكريس البعد الاجتماعي الدرامي في مسلسلاتك، بعيداً عن دور «الصعيدي»، و«الريفي» مثلاً؟
- أعتقد أن الدراما الاجتماعية هي التي تجمع الناس، وإذا لم يتوفر العنصر الاجتماعي في القصة المقدمة فلن تجذب الجمهور أبداً، فالخط الاجتماعي يمكن أن يقدَّم في سياق صعيدي، أو سياق ريفي، وحتى في سياق أكشن، وكل المسلسلات المقدمة اجتماعية، ولكن بزوايا معالجة مختلفة تماماً بعضها عن بعض، فضلاً عن اختلاف شخصية البطل طبعاً. القصص الاجتماعية نعيشها في حياتنا العادية من حيث الصراعات والمشكلات.
> ولكن ما أقصده أنك لم تقدم أي خط درامي آخر سوى الاجتماعي منذ بداية عملك في الدراما؟
- في النهاية نحن نقدم «دراما تلفزيونية» والخط الاجتماعي هو أساس الدراما في الأصل، لأن كل مشاهد يجد جزءاً يخصه في أي شخصية تقدَّم في هذه الأعمال، ولكنّ هناك فناناً يحصر نفسه في شكل ما سواء كوميدياً أو اجتماعياً أو تراجيدياً أو غيرها من الأنماط الدرامية.
> وما سر ارتباطك بالكاتب أحمد أبو زيد... تقريباً كل مسلسلاتك من كتاباته؟
- تجمعني به كيمياء خاصة، وفي مهنتنا هذه لا بد أن يتوافر عنصر التوافق والتفاهم بين أطراف العمل، وأنا أتعامل معه بسهولة ويفهم ما أريده فضلاً عن سلاسته وتفهمه، وقدمت معه مجموعة من أنجح مسلسلاتي ولعل أبرزها «ولي العهد» الذي لاقى نجاحاً لافتاً وصدى واسعاً، وشاركني فيه لوسي، وعلا غانم، وياسر جلال، وهبة مجدي، ومي سليم، وعبد الرحمن أبو زهرة، وريم البارودي.
> وما الجديد الذي تقدمه هذا العام في مسلسل «ابن أصول»؟
- أقدم دور الشاب الذي يعشق التملك ولا يتحمل مسؤولية، ويتزوج كثيراً، فضلاً عن معاناته من مشكلات نفسية كثيرة سببها أخطاء في التربية، وكلها أمور جديدة تماماً عليّ ولم أقدمها من قبل، والعمل كله يتم تقديمه بطريقة جديدة ستجذب الجميع خصوصاً مع وجود مخرج مخضرم مثل محمد بكير.
> المسلسل يُعرض حصرياً... ما رأيك في فكرة العرض الحصري، هل تجد أنها في صالح العمل الدرامي أم لا؟
- أجد أنها صورة لبطل العمل، أو صورة للعمل الدرامي كله، لأن العمل يشارك فيه أشخاص كثيرون، وبالنسبة إليّ فأنا أجد أن العرض الحصري يعطي قيمة كبيرة للمسلسل، على الرغم من أن العرض على أكثر من قناة مهم أيضاً لأنه يجعل كل الناس يشاهدونه في أي وقت وأي قناة يحبونها. لكن كثرة عرض المسلسلات على أكثر من قناة قد يغير نظرة الجمهور إلى البطل ويمل منه في بعض الأحيان، عكس العرض الحصري الذي يحصر متابعة المسلسل على جمهور الفنان بطل العمل فقط، لأنه بالتأكيد كل فنان له جمهوره الذي يحبه ويتابعه أينما عُرضت أعماله.
> معنى ذلك أنك راضٍ عن عرض مسلسلك هذا العام حصرياً؟
- أنا راضٍ جداً عن عرضه حصرياً، خصوصاً مع تأكدي أن قصة المسلسل مختلفة وجديدة ومهمة، وتمس أشخاصاً كثيرين، ومتأكد من أن المسلسل سيخرج في أبهى وأفضل صورة بسبب المشاركين فيه، هذا بالإضافة إلى أن شركة الإنتاج (سينرجي) وفّرت لنا كل التسهيلات الممكنة، لإخراج العمل في أفضل صورة، ولم يتدخلوا في مجريات المسلسل، وتركوا لنا كامل الحرية في بناء المسلسل درامياً.
> مسلسلات رمضان في مصر تتعرض لضغوط كبيرة بسبب تكثيف أيام التصوير لضيق الوقت هل سيؤثر ذلك على جودة «ابن أصول»؟
- إطلاقاً، الجودة لم تتأثر أبداً، لأنها أولوية الشركة المنتجة، فقد وفروا لنا كل الإمكانيات اللوجيستية ليخرج المسلسل في أفضل صورة، ولم أشعر للحظة أنهم يفعلون شيئاً قد يؤثر على جودة المسلسل، فمثلاً نقوم بالتصوير في أغلى وأفضل المواقع، وهذا بالطبع ما يشغل أي فنان لأنه إذا لم يكن مرتاحاً في التعامل مع الجميع بالتأكيد سيؤثر هذا على جودة العمل وسينتقل هذا الإحساس بالتأكيد إلى المشاهد، وفي الحقيقة كل المسؤولين في شركة الإنتاج على قدر عالٍ من الاحترافية والمهنية.
> وماذا عن الأجور... كيف تعاملت مع مسألة تخفيض أجور كل النجوم هذا العام؟
- لن أتحدث في هذا الأمر إطلاقاً، حفاظاً على سرية وتفاصيل العمل، ولكن كل ما أستطيع قوله: إن الشركة لم تفرض شيئاً على أحد والكل يعمل وهو مرتاح جداً، وحتى على مستوى المساعدين والعاملين. لأن الأهم هو توفير النفقات اللازمة للتصوير في مواقع متميزة، فالمخرج محمد بكير طلب طلبات كثيرة ومكلفة جداً، ومع ذلك لم تتأخر الشركة أبداً في توفير أي نفقات لأجله، لأنهم يعلمون جيداً أنه مخرج كبير ومخضرم ولا بد من التعامل معه بنفس القدر من خبرته وأهميته. والكل سيتأكد من كلامي هذا بمجرد النظر إلى البوستر الدعائي للمسلسل الذي خرج في أفضل حال.
> ولماذا أصبحتْ تركز في التمثيل على حساب الغناء؟
- الفترة الماضية بالفعل شهدت تركيزاً مني على التمثيل أكثر من الغناء، وأعترف بأن سبب ذلك كان عدم وجود كلمات جيدة لأغنية جديدة، فأنا ضد فكرة الغناء لمجرد الوجود على الساحة الغنائية، ولكن الأهم هو ما أقدمه، وهل هو جديد ومختلف ومؤثر أم لا. وأعتقد أن أغنيتي الأخيرة «اشرب شاي» حققت نجاحاً كبيراً. ومع ذلك أقول لجمهوري انتظروني في نهاية العام الجاري، الذي سيشهد عودتي القوية للغناء، وأتمنى يكون إحساسي في محله وتعجب الأغنيات الجمهور.
> هل تنتظر الوقت المناسب دوماً لتقديم الأغاني والمسلسلات؟
- كل فنان يستشعر اتجاهات الجمهور، لكن لكي أكون صادقاً وواقعياً فإن الأغنية لو كانت جيدة ومختلفة ستنجح متى قُدمت، فالأغنية التي تعد خارج الصندوق تقدَّم في أي وقت، ولذلك أبحث دوماً عن أفكار غنائية مميزة. كما أنني لم أكن أجهز لأي عمل درامي هذا العام، ولكن جاءت الفكرة في آخر لحظة، وبدأنا التصوير في وقت متأخر جداً.
> الفنانة السورية سوزان نجم الدين تقدم دور والدتك في «ابن أصول» كيف تعاونت معها؟
- هذا كان أول تعامل لي مع الفنانة سوزان نجم الدين التي وجدت أنها فنانة تحب عملها جداً وتخلص له، وأشعر أنها تخاف على مصير المسلسل أكثر مني شخصياً.
> وكيف تقيّم المنافسة في موسم رمضان المقبل خصوصاً أن أغلب المسلسلات من إنتاج شركة واحدة؟
- لا أفكر في هذا الأمر إطلاقاً، فكل ما يشغلني هو مسلسلي وأن أقدم أفضل ما لديّ ويخرج المسلسل في أفضل صورة، فمسلسل «ولي العهد» قُدم في عام كان يتنافس فيه ما يزيد على 50 مسلسلاً ومع ذلك حقق نجاحاً كبيراً.



محمد ثروت: الجمهور مشتاق لزمن الغناء الأصيل

مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)
مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)
TT

محمد ثروت: الجمهور مشتاق لزمن الغناء الأصيل

مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)
مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)

صدى كبير حققه حفل «روائع محمد عبد الوهاب» في «موسم الرياض»، سواء بين الجمهور أو مطربي الحفل، ولعل أكثرهم سعادة كان المطرب المصري محمد ثروت ليس لحبه وتقديره لفن عبد الوهاب، بل لأنه أيضاً تلميذ مخلص للموسيقار الراحل الذي لحن له 12 أغنية وقد اقترب ثروت كثيراً منه، لذا فقد عدّ هذا الحفل تحية لروح عبد الوهاب الذي أخلص لفنه وترك إرثاً فنياً غنياً بألحانه وأغنياته التي سكنت وجدان الجمهور العربي.

يستعد ثروت لتصوير أغنية جديدة من ألحان محمد رحيم وإخراج نجله أحمد ثروت ({الشرق الأوسط})

وقدم محمد ثروت خلال الحفل الذي أقيم بمسرح أبو بكر سالم أغنيتين؛ الأولى كانت «ميدلي» لبعض أغنياته على غرار «امتى الزمان يسمح يا جميل» و«خايف أقول اللي في قلبي» وقد أشعل الحفل بها، والثانية أغنية «أهواك» للعندليب عبد الحليم حافظ وألحان عبد الوهاب.

وكشف ثروت في حواره مع «الشرق الأوسط» عن أن هذا الكوكتيل الغنائي قدمه خلال حياة الموسيقار الراحل الذي أعجب به، وكان يطلب منه أن يغنيه في كل مناسبة.

يقول ثروت: «هذا الكوكتيل قدمته في حياة الموسيقار محمد عبد الوهاب وقد أعجبته الفكرة، فقد بدأت بموال (أشكي لمين الهوى والكل عزالي)، ودخلت بعده ومن المقام الموسيقي نفسه على الكوبليه الأول من أغنية (لما أنت ناوي تغيب على طول)، ومنها على أغنية (امتى الزمان يسمح يا جميل)، ثم (خايف أقول اللي في قلبي)، وقد تعمدت أن أغير الشكل الإيقاعي للألحان ليحقق حالة من البهجة للمستمع بتواصل الميدلي مع الموال وأسعدني تجاوب الجمهور مع هذا الاختيار».

وحول اختياره أغنية «أهواك» ليقدمها في الحفل، يقول ثروت: «لكي أكون محقاً فإن المستشار تركي آل الشيخ هو من اختار هذه الأغنية لكي أغنيها، وكنت أتطلع لتقديمها بشكل يسعد الناس وساعدني في ذلك المايسترو وليد فايد، وجرى إخراجها بالشكل الموسيقي الذي شاهدناه وتفاعل الجمهور معها وطلبوا إعادتها».

وبدا واضحاً التفاهم الكبير بين المايسترو وليد فايد الذي قاد الأوركسترا والفنان محمد ثروت الذي يقول عن ذلك: «التفاهم بيني وبين وليد فايد بدأ منذ عشرات السنين، وكان معي في حفلاتي وأسفاري، وهو فنان متميز وابن فنان، يهتم بالعمل، وهو ما ظهر في هذا الحفل وفي كل حفلاته».

تبدو سعادته بهذا الحفل أكبر من أي حفل آخر، حسبما يؤكد: «حفل تكريم الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب أعاد الناس لمرحلة رائعة من الألحان والأغنيات الفنية المتميزة والعطاء، لذا أتوجه بالشكر للمستشار تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية، على الاهتمام الكبير الذي حظي به الحفل، وقد جاءت الأصداء عالية وشعرت أن الجمهور مشتاق لزمن الغناء الأصيل».

ووفق ثروت، فإن عبد الوهاب يستحق التكريم على إبداعاته الممتدة، فرغم أنه بقي على القمة لنحو مائة عام فإنه لم يُكرّم بالشكل الذي يتلاءم مع عطائه.

ويتحمس ثروت لأهمية تقديم سيرة عبد الوهاب درامياً، مؤكداً أن حياته تعد فترة ثرية بأحداثها السياسية والفنية والشخصية، وأن تقدم من خلال كاتب يعبر عن كل مرحلة من حياة الموسيقار الراحل ويستعرض من خلاله مشوار الألحان من عشرينات القرن الماضي وحتى التسعينات.

يستعيد محمد ثروت ذكرى لقائه بـ«موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب، قائلاً: «التقيت بالأستاذ واستمع لغنائي وطلب مني أن أكون على اتصال به، وتعددت لقاءاتنا، كان كل لقاء معه به إضافة ولمسة ورؤية وعلم وأشياء أستفيد بها حتى اليوم، إلى أن لحن أوبريت (الأرض الطيبة) واختارني لأشارك بالغناء فيه مع محمد الحلو وتوفيق فريد وإيمان الطوخي وسوزان عطية وزينب يونس، ثم اختارني لأغني (مصريتنا حماها الله) التي حققت نجاحاً كبيراً وما زال لها تأثيرها في تنمية الروح الوطنية عند المصريين».

ويشعر محمد ثروت بالامتنان الكبير لاحتضان عبد الوهاب له في مرحلة مبكرة من حياته مثلما يقول: «أَدين للموسيقار الراحل بالكثير، فقد شرفت أنه قدم لي عدة ألحان ومنها (مصريتنا) (عينيه السهرانين)، (عاشت بلادنا)، (يا حياتي)، (يا قمر يا غالي)، وصارت تجمعنا علاقة قوية حتى فاجأني بحضور حفل زواجي وهو الذي لم يحضر مثل هذه المناسبات طوال عمره».

يتوقف ثروت عند بعض لمحات عبد الوهاب الفنية مؤكداً أن له لمسته الموسيقية الخاصة فقد قدم أغنية «مصريتنا» دون مقدمة موسيقية تقريباً، بعدما قفز فيها على الألحان بحداثة أكبر مستخدماً الجمل الموسيقية القصيرة مع اللحن الوطني العاطفي، مشيراً إلى أن هناك لحنين لم يخرجا للنور حيث أوصى الموسيقار الراحل أسرته بأنهما لمحمد ثروت.

يتذكر محمد ثروت نصائح الأستاذ عبد الوهاب، ليقدمها بدوره للأجيال الجديدة من المطربين، مؤكداً أن أولاها «احترام فنك الذي تقدمه، واحترام عقل الجمهور، وأن الفنان لا بد أن يكون متطوراً ليس لرغبته في لفت النظر، بل التطور الذي يحمل قيمة»، مشيراً إلى أن الأجيال الجديدة من المطربين يجب أن تعلم أن الفن يحتاج إلى جدية ومثابرة وإدراك لقيمة الرسالة الفنية التي تصل إلى المجتمع فتستطيع أن تغير فيه للأفضل.

ويستعد ثروت لتصوير أغنية جديدة من ألحان محمد رحيم، إخراج نجله أحمد ثروت الذي أخرج له من قبل أغنية «يا مستعجل فراقي». كل لقاء مع «موسيقار الأجيال» كانت به إضافة ولمسة ورؤية وعلم وأشياء أستفيد بها حتى اليوم