عمر المهنا.. شماعة الخاسرين في منافسات الدوري السعودي

رئيس لجنة الحكام يرفض الاستسلام للمطالبين برحيله

البعض يلقي باللوم على المهنا في قضية تزايد أخطاء الحكام السعوديين في الملاعب وفي الاطار عمر المهنا
البعض يلقي باللوم على المهنا في قضية تزايد أخطاء الحكام السعوديين في الملاعب وفي الاطار عمر المهنا
TT

عمر المهنا.. شماعة الخاسرين في منافسات الدوري السعودي

البعض يلقي باللوم على المهنا في قضية تزايد أخطاء الحكام السعوديين في الملاعب وفي الاطار عمر المهنا
البعض يلقي باللوم على المهنا في قضية تزايد أخطاء الحكام السعوديين في الملاعب وفي الاطار عمر المهنا

لا يزال الحكم الدولي السابق عمر المهنا الذي يعتلي كرسي رئاسة لجنة الحكام منذ 2010 خلفا لسلفه عبد الله الناصر، مثار جدل للأندية السعودية التي تقاتل لإجباره على الرحيل من منصبه.
وفي حين يرى البعض أن المهنا لا يملك عصا سحرية أو وصفة خارقة تجعل الحكام السعوديين بين عشية وضحاها منزهين عن الأخطاء، إلا أن بعض تكليفاته وقراراته تبدو مزعجة للأندية التي تهاجم المهنا وحكامه بضراوة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. حكام كرة القدم حول العالم وإن كانوا متميزين، إلا أنهم دائما ما يكونون عذر من لا عذر له، وشماعة كل الإخفاقات، هكذا يعتقد مشجعو الأندية وأنصارها، وهكذا وصفهم الروائي الأوروغوياني إدواردو غاليانو في كتابه الشهير «كرة القدم بين الشمس والظل»، حيث كتب في معرض حديثه عن حكم المباراة «المهزومون يخسرون بسببه، والفائزون يربحون رغما عنه، إنه علة كل الأخطاء، وسبب كل النكبات، ولو لم يكن موجودا لابتدعه المشجعون».
هذه القاعدة يسير على نهجها كثير من مسؤولي الأندية نحو إلقاء اللوم على حكم المباراة وإخلاء ساحته، وأنه «أي الحكم» المتسبب في خسارة فريقه لنقاط المواجهة ليبعد المسؤولية عن نفسه ولاعبي فريقه، إلا أن الأمر بين بعض منسوبي الأندية ورئيس اللجنة الحالية عمر المهنا، جاوز مسألة أخطاء عابرة لحكم المباراة، حيث يرى بعضهم أن قرارات المهنا تدخل دائرة الاستفزاز المتعمد لهم.
عمر المهنا الذي يتبوأ مقعد الرئاسة في اللجنة المثيرة للجدل، تبحث أندية كثيرة عن رحيله من كرسي الرئاسة في اللجنة كما هو حال بعض الحكام الخاضعين لإشرافه، نظير تصرفات تبدو مزعجة لهم، بحسب أحاديث متباينة بين فترة وأخرى لبعض الحكام السعوديين الذين رموا بورقة اعتزالهم في وسائل إعلام سعودية متعددة أو عبر منصات التواصل الاجتماعي الشهيرة.
المطالبون برحيل المهنا من منصبه يدركون جازمين في دواخلهم أن تراجع مستويات الحكام إن تمت فهي ستحضر مع أي اسم سيخلف المهنا، طالما لم تحضر الرغبة الكاملة في تطوير مستويات الحكام السعوديين وحمايتهم من منسوبي الأندية، إلا أن بعض الأصوات المطالبة بالرحيل تنادي بتنصيب خبير أجنبي لرئاسة لجنة الحكام في تجربة حديثة على صعيد الكرة السعودية أو تعيين رجل إداري دون أن يكون له أي علاقة مسبقة بالتحكيم.
سلاح المهنا في مواجهة الغضب العارم تجاهه في الاجتماع الشهري للحكام الذي تقيمه لجنة الحكام بصفة دائمة عبر لقاء مفتوح لوسائل الإعلام ومنسوبي الأندية، هذا الاجتماع يعد بمثابة «بنادول» مزعج للأندية المتضررة من قرارات الحكام التي ترى أن هذا الاجتماع لن يعيد لها نقاطها المسلوبة، في حال صادقت لجنة الحكام برئاسة المهنا على صحة الأخطاء كضربة جزاء غير محتسبة أو هدف صحيح تم إلغاؤه بداعي التسلل، وهو ما يحدث أثناء عرض بعض اللقطات التحكيمية التي يصاحبها جدل كثير في أي جولة، كما ذكر الأمير فيصل بن تركي رئيس نادي النصر عن الاجتماع الشهري للحكام، وماذا سيستفيد نادي النصر عندما تعترف اللجنة بأن للفريق الأصفر ضربة جزاء غير محتسبة.
خلال فترة رئاسة المهنا للجنة الحكام، التي لا تزال مستمرة، حدثت أمور متعددة صعّدت من حدة الخلاف بين المهنا ومنسوبي الأندية، ونزعت ثقة الجماهير السعودية في هذا الاسم الذي اشتهر تحكيميا قبل أن يتبوأ منصب رئاسة اللجنة، كونه ارتدى الشارة الدولية لأكثر من عشرة أعوام.
وربما تكون حادثة هبوط الوحدة الشهيرة التي بلغت تداعياتها أروقة محكمة التحكيم الرياضي في الاتحاد الدولي لكرة القدم «كاس» بسبب قرار اتحاد الكرة السعودي بخصم ثلاث نقاط من فريق الوحدة في مواجهته الأخيرة على صعيد دوري 2011 أمام التعاون، أدت لهبوطه لمصاف أندية الدرجة الأولى، هي الأبرز في تاريخ رئاسة المهنا للجنة الحكام.
واستند اتحاد كرة القدم في قراره القوي على تقرير من قبل عمر المهنا رئيس لجنة الحكام، وجهه للجنة الانضباط، بعد تأخر طرفي المباراة في النزول لأرضية الملعب لمدة جاوزت الدقائق العشر، حيث ذكر المهنا وجود شكوك بحسب خبرته عن اتفاقية بين الطرفين، خاصة في ظل إقامة مباريات الجولة الأخيرة للدوري بتوقيت موحد، وكان رئيس نادي الوحدة حينها جمال تونسي قد وجه أصابع الاتهام بصورة مباشرة نحو المهنا كأحد أطراف القضية بين الوحدة واتحاد كرة القدم السعودي.
استمرت صراعات المهنا مع الأندية ومنسوبيها، وكان التعاون طرف القضية السابقة، أحد الأندية المنزعجة باستمرار من قرارات المهنا وتكليفاته للحكام لمباريات فريقهم، وتأتي قضية إيقاف حارس الفريق التعاوني السابق فهد الثنيان لمدة ستة أشهر قبل أن يجري نقض القرار من قبل لجنة الاستئناف، إحدى القضايا التي ساهمت في تفاقم المشكلة بين نادي التعاون من جهة والمهنا من جهة أخرى، رغم تأكيدات الأخير بأنه لا يوجد بينه وبين التعاون أي تصفيات أو أمور شخصية.
استمرت قضية المهنا ونادي التعاون الذي يبدو أكثر الأندية رغبة في رحيل المهنا عن رئاسة اللجنة الأكثر حساسية، حيث تحضر حادثة التقرير الإلحاقي لمواجهة التعاون والشباب الدورية قبل موسمين التي أدارها حكم المباراة فهد المرداسي وبناء عليه صدرت عدة عقوبات انضباطية ضد نادي التعاون.
نادي الأهلي أحد الفرق التي أبدت تضجرها من تكليفات المهنا لطواقم التحكيم في مبارياته، بحسب رئيس النادي الأمير فهد بن خالد، الذي أكد في مرات متعددة أن النادي الغربي يخسر الكثير من نقاطه بسبب قرارات الحكام الخاطئة والمتكررة في أكثر من مباراة للفريق.
في الموسم الماضي زاد الجدل حول لجنة الحكام بإدارة عمر المهنا، وشكل اتحاد كرة القدم السعودي برئاسة أحمد عيد، لجنة تقوم برفع تقارير عن أداء اللجان كافة المنبثقة عن اتحاد كرة القدم، وجاءت التوصيات بإعادة هيكلة عدد من اللجان، إحداها لجنة الحكام التي انضم إليها سعد الأحمري رئيس نادي أبها السابق وعضو الاتحاد السعودي الحالي كنائب لرئيس اللجنة عمر المهنا الذي استمر في منصبه دون أن يرحل.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.