نتنياهو يعترف بـ«مصاعب جمة» في تشكيل الحكومة

إلغاء «قانون القومية» أول مشروع أمام الكنيست الجديد

نتنياهو خلال جلسة الكنيست أمس (أ.ف.ب)
نتنياهو خلال جلسة الكنيست أمس (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو يعترف بـ«مصاعب جمة» في تشكيل الحكومة

نتنياهو خلال جلسة الكنيست أمس (أ.ف.ب)
نتنياهو خلال جلسة الكنيست أمس (أ.ف.ب)

في جلسة احتفالية خصصت لحلف يمين الولاء للدولة العبرية، أمس، انطلق الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) المنتخب حديثاً، قبل أن يتمكن رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو من تشكيل حكومته التي قال إن اكتمالها يواجه «مصاعب جمة».
وبدا أن البرلمان لا يزال متأثراً بأجواء المعركة الانتخابية العنيفة، فراح ممثلو أحزاب اليمين يؤكدون أنهم سيعملون على إحداث «ثورة في العمل السياسي وتغيير أسس عمل سلطة القضاء»، فيما أعلن قادة المعارضة أنهم ينوون إدارة معركة شديدة المراس ضد التطرف الحكومي وضد تحويل الكنيست إلى «ملجأ للفاسدين المتهربين من سلطة القانون».
وكشفت رئيسة حزب «ميرتس» اليساري تمار زاندبرغ أنها طرحت على جدول المناقشات أول مشروع قانون في هذه الدورة، وهو إلغاء «قانون القومية» اليهودية العنصري.
وكان الرئيس الإسرائيلي رؤوبين رفلين المعروف بانتقاداته لسياسة الحكومة، ألقى كلمة قال فيها إن «معركة الانتخابات شهدت تدنياً واضحاً في مستوى النقاش والتنافس». وطالب النواب بأن يحدثوا تغييرا في الخطاب السياسي. وأضاف: «عبرنا معركة انتخابات قاسية. وجهت فيها إهانات متبادلة وتلطخنا بأوساخ كثيرة وشعرنا بالكثير من الكراهية والأحقاد. وعليكم أن ترتقوا الآن إلى مستوى آخر». وحذر من تصريحات قادة اليمين التي تدل على أنهم ينوون تقييد سلطة القضاء، معتبراً أن «أهم شروط الديمقراطية عدم الدخول في صدام بين سلطة القضاء والسلطة التشريعية».
وكان نتنياهو ألقى كلمة أمام كتلته «ليكود» اعترف فيها بأنه يواجه «مصاعب جمة» على طريق تشكيل الحكومة، بسبب طلبات «مبالغ بها» من الحلفاء. وقال إنه لن يستطيع تشكيل الحكومة خلال مدة 28 يوماً، بسبب مصاعب المفاوضات الائتلافية، وسيطلب تمديد الفترة 14 يوماً أخرى على الأرجح.
أما رئيس «حزب الجنرالات» بيني غانتس، فأكد أن مركبات تحالفه تعمل كل ما في وسعها لتعزيز التحالف، وأنه لا يرى خطراً بتفكيكه: «بل على العكس أشعر بإصرار وعزم شديدين لدينا على مواجهة خطط الائتلاف المتطرف للمساس بالديمقراطية». ولمح غانتس إلى الجهود التي يبذلها نتنياهو وحلفاؤه للتهرب من محاكمة رئيس الوزراء بتهم الفساد، فقال: «لن نسمح للفاسدين بأن يجعلوا من الكنيست ملجأ للتهرب من سلطة القانون والقضاء».
وقال رئيس حزب اليهود الروس «يسرائيل بيتينو» أفيغدور ليبرمان، إن نتنياهو والأحزاب الدينية يحاولان «إقامة حكومة إكراه ديني»، مؤكداً أنه لن يكون شريكا في حكومة كهذه. وأضاف ليبرمان الذي حصل حزبه على 5 مقاعد في الانتخابات الأخيرة أن حزبه لا يضع عراقيل جديدة في المفاوضات تصعب تشكيل ائتلاف يميني جديد، «لكن من واجبنا ضمان عدم السماح بالتطرف والإكراه». وبحسب ليبرمان، فإن لدى حزبه خياراً واحداً فقط وهو «ائتلاف يميني، لكن ليس ائتلافاً دينياً متشدداً». وأضاف أنه يؤيد حكومة قومية يمينية، لكنه حذر من أنه «إذا حاول شخص ما فرض رأيه على غالبية الشعب بإسرائيل، فإنه يتحمل مسؤولية فشل مفاوضات الائتلاف».
يذكر أن الكنيست الإسرائيلي الجديد انتخب في 9 أبريل (نيسان)، وهو مؤلف من 120 نائباً، منهم 49 نائباً جديداً. ويضم الكنيست 65 نائباً من مؤيدي نتنياهو و45 من مؤيدي غانتس و10 نواب يمثلون القائمتين العربيتين. وتوجد في الكنيست 39 امرأة، أي بانخفاض عن الكنيست السابق الذي خدم فيه 45 امرأة، إلا أن هناك رقماً قياسياً من مثليي الجنس يصل إلى خمسة نواب.
وبالإضافة إلى 10 نواب يمثلون الأحزاب العربية، 9 منهم عرب ونائب واحد يهودي، انتخب ثلاثة نواب عرب آخرون أحدهم عيساوي فريج في حزب «ميرتس» وفطين ملا من «ليكود» وغدير مريح من حزب «أزرق أبيض». أما النواب العشرة فهم أيمن عودة وأحمد الطيبي وعايدة توما ويوسف جبارين وأسامة السعدي ومنصور عباس وأمطانس شحادة وعبد الحكيم حاج يحيى وهبة يزبك، ومعه نائب يهودي يساري هو البروفسور عوفر كسيف.
وتقدم حزب «ميرتس» بمشروع قانون يقضي بإلغاء قانون القومية، ليكون أول مشروع قانون يطرحه على الكنيست الجديد. وقالت رئيسة الحزب إن قانون القومية عنصري ويمارس التمييز ولا مكان له في دولة ديمقراطية.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.