القيادة الذاتية حلم يداعب خيال الشركات لم يتحقق بعد

خمس مراحل وعشرة أنظمة... ومصاعب تقنية تحول دونها

تجربة القيادة الذاتية في سيارة «بي إم دبليو»
تجربة القيادة الذاتية في سيارة «بي إم دبليو»
TT

القيادة الذاتية حلم يداعب خيال الشركات لم يتحقق بعد

تجربة القيادة الذاتية في سيارة «بي إم دبليو»
تجربة القيادة الذاتية في سيارة «بي إم دبليو»

كان يوم 7 مايو (أيار) عام 2016 بمثابة صدمة مفجعة لتقنية القيادة الذاتية التي كانت تروج لها شركات السيارات كمدخل لزيادة مبيعاتها ودخول مرحلة جديدة يترك فيها قادة السيارات مهمة القيادة للسيارة نفسها. ففي هذا اليوم وقعت أول حادثة قاتلة في فلوريدا لقي فيها جوشوا براون (40 عاماً) مصرعه في سيارته تيسلا «موديل إس» التي كانت تقود نفسها بتقنية «أوتو بايلوت». فقد فشلت أدوات استشعار السيارة في التعرف على جانب شاحنة بيضاء تعترض الطريق مع انعكاس أشعة الشمس البراقة عليها.
لم تكن هذه الحادثة هي الوحيدة لسيارات القيادة الذاتية، ولن تكون الأخيرة. وهي توضح مدى تعقيدات هذه التقنية الجديدة وخطأ إطلاق لفظ «القيادة الذاتية» على أنظمة مساعدة السائق غير المكتملة التي لا تصل بعد إلى «المستوى الخامس»، وهو المستوى الأعلى والأخير لتسليم المهمة بالكامل للسيارات دون أي إشراف آدمي.
ولا يجب توجيه اللوم إلى شركة تيسلا إلا في مسألة عدم توضيح أن النظام الذي تطلق عليه «أوتو بايلوت» ليس نظاماً للقيادة الذاتية وإنما هو نظام مساعد يتطلب إشرافاً من السائق طوال فترة القيادة. وهو ليس النظام الوحيد المتاح في الأسواق، فهناك نظم مشابهة مثل «سوبر كروز» من كاديلاك و«بايلوت أسيست» من فولفو و«درايف بايلوت» من مرسيدس و«برو بايلوت» من نيسان. وهي جميعها أنظمة تنتمي إلى المستوى الثاني فقط من منظومة القيادة الذاتية.
وتتحسس شركات مثل «أودي» و«مرسيدس بنز» تقنيات المستوى الثالث في سيارات القطاع الفاخر مثل «إيه 8» و«إس كلاس»، وتعمل «فولفو» على تطوير سيارات أساطيل تعمل بتقنيات المستوى الثالث. أما القيادة الذاتية المتكاملة في المرحلة الخامسة فهي ما تزال حلماً يراود شركات السيارات ولن يتحقق قبل سنوات طويلة، حيث تعترضه العديد من العقبات التقنية والقانونية.
وإذا كانت سلامة المستهلك هي الهدف المنشود من تطوير تقنيات القيادة الذاتية، فإن تعريف أي سيارة بأنها تحمل نظام قيادة ذاتية قبل أن تصل إلى المستوى الخامس من التقنية هو في الواقع خداع للمستهلك ويعرض حياته إلى الخطر.
وإلى جانب المراحل التقنية اللازمة لتحقيق القيادة الذاتية المتكاملة، هناك أيضاً الجوانب القانونية. فمن يتحمل مسؤولية وفاة ركاب سيارة تعتمد على نظم قيادة ذاتية في حادث تصادم لم يكن فيه أحد مسؤول عن توجيه السيارة؟ لا أحد يعرف بعد على وجه التحديد، كما أن المحاكم وشركات التأمين ليست في عجلة من أمرها لتحديد المسؤولية في مثل هذه الحوادث.
من ناحية أخرى، تسببت حوادث القيادة الذاتية في زعزعة ثقة المستهلك في الإسراع بشراء سيارات بها أنظمة تتيح للسائق فترات قيادة ذاتية في ظروف معينة على الطرق السريعة. هذا رغم أن الحوادث البشرية تقع يومياً وضحاياها يفوقون حوادث القيادة الذاتية بمئات المرات.

10 أنظمة مساعدة
وهناك عشرة أنظمة مساعدة ضمن منظومة متكاملة للقيادة الذاتية تشمل نظام كروز الفعال متغير السرعة وصف السيارة آلياً ومراقبة النقاط العمياء على جانبي السيارة ونظام تجنب الصدمات ومراقبة نعاس السائق والتحكم في السرعة على التلال والمهابط والحفاظ على حارات السير والتعرف على أضواء المرور وسرعات الطرق.
وتضم السيارات الحديثة العديد من هذه العناصر المساعدة للسائق فيها ولكنها لا تتكامل إلى درجة القيادة الذاتية. وفي السيارات التي تستحق لقب القيادة الذاتية، تتكامل هذه المنظومة ويضاف إليها أدوات استشعار ورادار وكاميرات وأنظمة ذكاء اصطناعي في هياكل كهربائية تتعرف على كافة ظروف القيادة وعوائق الطرق وتكتسب خبرة مع تكرار المرور في الطرق نفسها. وهذا هو التحدي الذي يواجه شركات السيارات اليوم في توفير هذه التقنية إلى المستهلك مع ضمان سلامته.
ولكن حتى مع اكتمال تقنيات القيادة الذاتية، فإن هذا لا يمثل إلا نصف المعضلة بينما النصف الآخر هو إقناع الجمهور بشراء هذه السيارات. فمعظم استطلاعات الرأي حالياً تشير إلى أن العديد من المشترين لا يشعر بارتياح لركوب سيارات تقود نفسها، ويشمل هذا أيضاً صغار السن ممن يتأقلمون على التكنولوجيا بسهولة.
كما أن هناك انعكاسات على قطاع التأمين الذي يمكن أن يرفع التكلفة في حالات القيادة الذاتية، مع أن فكرة القيادة الذاتية هي خفض مخاطر القيادة. وفي قطاعات معينة، مثل القطاع الرياضي والسوبر، لا تخطط الشركات لتقديم سيارات ذاتية القيادة. وتؤكد أبحاث شركات مثل «بورشه» و«فيراري» و«أستون مارتن» و«بنتلي» أن المشتري يتطلع لشراء هذه السيارات الرياضية من أجل قيادتها بنفسه وليس مجرد الجلوس فيها.



مبيعات «كيا» في السعودية تنمو 41.9 % في 2019

{كيا بروسيد} الجديدة
{كيا بروسيد} الجديدة
TT

مبيعات «كيا» في السعودية تنمو 41.9 % في 2019

{كيا بروسيد} الجديدة
{كيا بروسيد} الجديدة

سوف تستثمر شركة «كيا» 25 مليار دولار من الآن وحتى منتصف العقد، من أجل التحوّل إلى إنتاج سيارات كهربائية، بحيث يصل عدد النماذج الكهربائية المتاحة من الشركة إلى 11 طرازاً مختلفاً بحلول عام 2025. وأشار ياسر شابسوغ، المدير الإقليمي التنفيذي للعمليات، إلى أن خطط المستقبل تشمل توسيع حضور علامة «كيا» في السوق السعودية، أكبر أسواق المنطقة للشركة.
وأضاف شابسوغ في حوار مع «الشرق الأوسط» أن حصة «كيا» في السوق السعودية بلغت 5.5 في المائة في عام 2019، وارتفعت مبيعات الشركة في السوق السعودية في العام نفسه بنسبة 41.9 في المائة مقارنة بعام 2018. وأثنى شابسوغ على وكيل «كيا» الوحيد في المملكة، «مجموعة الجبر»، التي لا تمثل أي شركة سيارات أخرى.
ولن تكتفي «كيا» بما حققته في السوق السعودية، حيث وضعت استراتيجية للمدى الطويل لتعزيز حضور «كيا» في المملكة. وسوف يشمل الاستثمار صالة عرض جديدة في الرياض مع تحسين لخدمات الصيانة وقطع الغيار وخدمات ما بعد البيع لكي تتوافق مع تنامي حصة الشركة في السوق.
ويرى شابسوغ أن قطاع السيارات في المملكة يشهد تطوراً تتغير فيه ديناميكيات ملكية السيارات واستخدامها بشكل سريع. ومن العوامل المؤثرة في السوق السعودية قيادة المرأة للسيارات، وظهور خدمات تأجير ومشاركة السيارات، والتوجه المتنامي نحو السيارات الهجينة والكهربائية على الصعيد العالمي. وقد سارعت «كيا» لإجراء أبحاث تسويقية تهدف لتحقيق فهم أعمق لمتطلبات المرأة السعودية وما تفضله في السيارات، وقدمت منتجات وخدمات لتلبية هذه الحاجات. إضافة إلى ذلك، أطلقت الشركة في المملكة مؤخراً عدة طرازات كهربائية هجينة، بما فيها سيارتا «نيرو» وقريباً سيارة «كي 5 هايبرد»، للعملاء الراغبين بالانتقال إلى هذه الفئة واسعة الانتشار في مناطق عديدة من العالم. وتهدف الشركة لكي تكون ضمن أكبر أربع شركات في السعودية.
وعن خطط «كيا» في المنطقة لعام 2020 قال شابسوغ إن الشركة اتجهت في العقد الماضي نحو تصميم العديد من المنتجات الملائمة لزبائن الشرق الأوسط، وذلك من خلال إطلاق مجموعة قوية من السيارات تشمل عدة قطاعات في السوق. وسوف يستمر هذا التوجه أيضاً في السيارات التي تصل في عامي 2020 و2021.
وأضاف: «سنؤكد هذا العام على التزامنا بتقديم منتجات تحقق بشكل تام حاجات عملائنا في مختلف أنحاء المنطقة. كما سنواصل تقديم منتجاتٍ في فئات لم تدخلها (كيا) مسبقاً، كما هي الحال مثلاً بالنسبة لسيارة (بيغاس)، السيارة العملية صغيرة الحجم، التي نوفرها لعملائنا، مع التركيز على فئة الشركات، وسيارة (كيا تيلورايد) الرياضية متعددة الاستخدامات الفائزة بعدة جوائز عالمية والمصنّعة في الولايات المتحدة الأميركية، وتستهدف العائلات الكبيرة نسبياً».
أما سيارة «سيلتوس» الرياضية المدمجة متعددة الاستخدامات المصنوعة في الهند فهي متوفرة الآن في الشرق الأوسط، وبنهاية العام ستنضم إليها سيارة «سونيت» من ذات الفئة والمصنوعة في الهند أيضاً، اللتان تستهدفان بشكل خاص الموظفين الشباب والعائلات صغيرة العدد. كما سينضم الجيل الجديد من «سورينتو» و«كرنفال» إلى مجموعة منتجات «كيا» المتاحة في الأسواق، إضافة لذلك ستحل سيارة «كيا - كي 5» محل سيارة «أوبتيما». كما ستأتي سيارات «سيد» و«بروسيد» و«إكسيد» ذات الطابع الأوروبي والشعبية الواسعة إلى عدة أسواق في المنطقة، مع التركيز على شمال أفريقيا.

الطاقة الجديدة
وعن الطاقة الجديدة التي تتسابق شركات السيارات على تطويعها وتقديمها في نماذجها الجديدة، يقول شابسوغ إن «كيا» تستعد للتحول إلى شركة رائدة في مجال السيارات الكهربائية، وفق استراتيجية «خطة إس» التي توفر استثماراً قدره 25 مليار دولار.
وستطلق الشركة أول نماذجها الكهربائية من الجيل الجديد ضمن استراتيجية «خطة إس» في عام 2021. كما تسعى لتوفير مجموعة كاملة مؤلفة من 11 سيارة كهربائية بحلول عام 2025، بما في ذلك سيارات «سيدان» ورياضية متعددة الاستخدامات، وسيارات متعددة الأغراض. وسيتم بناء السيارات الكهربائية الجديدة باستخدام الهيكل القاعدي الفريد الذي تمت هندسته خصيصاً ليتوافق مع مجموعات نقل الحركة الكهربائية والتكنولوجيا المرتبطة بها. كما ستتوفر بتصميم «كروس أوفر» مع مدى قيادة في الشحنة الواحدة يزيد على 500 كلم، وشحن فائق السرعة يستغرق أقل من 20 دقيقة. كما سيتوفر نوعان متمايزان من السيارات الكهربائية ذات قدرات الشحن المختلفة (400 فولت - 800 فولت) لتزويد العملاء بخيارات تلائم متطلباتهم.
ويرى شابسوغ أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتبنى بسرعة كبيرة تقنيات سيارات الطاقة الجديدة، كما أصبح المزيد من الأشخاص أكثر انفتاحاً على الأنماط الجديدة من ملكية واستخدام السيارات الهايبرد.
ولم تصبح السيارات الكهربائية أمراً رائجاً بعد في معظم دول المنطقة، ولكن هناك حالات تشجيع حكومي للأفراد على تقبل وتبني السيارات الكهربائية والهجينة، كما هي الحال في الأردن. وأضاف: «باعتقادنا، ستتبع بقية الحكومات هذا النهج، وستكون هناك المزيد من المحفزات للتشجيع على شراء السيارات الكهربائية والصديقة للبيئة».
وتسعى «كيا» إلى استقطاب التكنولوجيا الأفضل أينما كانت. ولذلك استثمرت في شركة «ريماك» الكرواتية المختصة بصناعة السيارات الكهربائية فائقة الأداء، وشركة «أيونيتي» المتخصصة في بناء البنى التحتية للشحن فائق السرعة. ومنحت هذه الشراكات «كيا» القدرة على تطوير البنى التحتية الخاصة بها للنقل في العديد من الدول حول العالم، وستستمر الشركة في هذه الاستراتيجية من الأشهر والسنوات المقبلة.
وعن التقنيات التي سوف تكون متاحة في سيارات «كيا» في 2020. يقول شابسوغ إن سيارات «كيا» توفر مزيجاً مثالياً من الترفيه والأداء والسلامة، وتقدّم ما يلائم حاجات الشرائح المختلفة من السائقين. «كنا دائماً رواداً في تقديم التكنولوجيا الجديدة التي تحسّن تجربة القيادة مع ضمان السلامة التامة للركاب».
وأكد شابسوغ أن منتجات الشركة التي تصل في 2020 ستجلب مجموعة من التقنيات التي تبرز جودة سيارات «كيا» لناحية الأداء والتصميم. هذه التقنيات تتضمن «التحذير من الاصطدام الأمامي»، و«المساعدة على اتباع حارة السير»، و«التحذير من التصادم في النقاط العمياء مع شاشة مراقبة لها». وتزود السيارات أيضاً بنظام شحن لاسلكي للهاتف الذكي، وبشاشة لمس ملونة قياس 12 بوصة ونظام بلوتوث للاتصال.