التكنولوجيا العقارية تفتح فرصاً واعدة لنمو القطاع في المنطقة

البحرين تتطلع لتعزيز حضورها من خلال عدد من المبادرات

يتوقع مجلس التنمية الاقتصادية في البحرين أن تكون للتكنولوجيا آثار كبرى لدى المعنيين بالقطاع العقاري (الشرق الأوسط)
يتوقع مجلس التنمية الاقتصادية في البحرين أن تكون للتكنولوجيا آثار كبرى لدى المعنيين بالقطاع العقاري (الشرق الأوسط)
TT

التكنولوجيا العقارية تفتح فرصاً واعدة لنمو القطاع في المنطقة

يتوقع مجلس التنمية الاقتصادية في البحرين أن تكون للتكنولوجيا آثار كبرى لدى المعنيين بالقطاع العقاري (الشرق الأوسط)
يتوقع مجلس التنمية الاقتصادية في البحرين أن تكون للتكنولوجيا آثار كبرى لدى المعنيين بالقطاع العقاري (الشرق الأوسط)

تتطلع البحرين إلى تعزيز موقعها بوصفها منطقة للحلول التكنولوجية الاقتصادية، ويأتي ذلك بعد إعلان شركة «أستاتر» المتخصصة في التكنولوجيا العقارية البحرين مقراً لها، في خطوة يسعى من خلالها مجلس التنمية الاقتصادية في البحرين لدعم الاستثمار في هذا الجانب الجديد، والذي يعزز من النمو المشهود في القطاع العقاري في المنطقة، ويعتبر شاهدًا على الفرص الاستثمارية الواعدة في القطاع العقاري في المملكة.
وقال تقرير صادر أمس من مجلس التنمية الاقتصادية إن دخول تطبيق أستاتر سيوفر منصة سهلة الاستعمال للإعلان عن العقارات ومشاركتها والبحث عنها وإدارتها، وهو ما يعكس اهتمام الشركة بالانضمام للمجموعة الواسعة من الشركات التي تسعى للاستفادة من البنية التحتية المتقدمة في المنطقة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وقد بات من المهم تسليط الضوء على مفهوم التكنولوجيا العقارية أو «البروبتك» الذي أصبح متغيرا مهما لواقع ومستقبل القطاع العقاري في المنطقة، وهو الذي يجسد التطبيقات التكنولوجية المستخدمة في القطاع العقاري والتي تشمل الخدمات المتطورة التي تقدمها الحلول الذكية لإدارة العقارات، وحلول حجز وتأجير العقارات مثل شركة «Airbnb»، وتكنولوجيا التخطيط والبناء، والتكنولوجيا المالية العقارية.
وقال التقرير إنه في الوقت الذي يعتبر فيه القطاع العقاري أحد المؤشرات الدالة على حيوية الاقتصاد ومرونته، ويشكل مرآة عاكسة لازدهاره وتنوعه، فإن صعود قطاع التكنولوجيا العقارية ستكون له آثار كبيرة ستعمل على إحداث تغييرات نوعية في واقع القطاع والسوق العقارية لا تقل عن الدور النوعي الذي أحدثته حلول التكنولوجيا المالية في قطاع الخدمات المالية والمصرفية التقليدي، بحسب رأي بعض المراقبين.
ووفقاً للتقرير فإن مؤشرات «البروبتك» والمرتبطة على سبيل المثال بتحليل البيانات ستؤثر بإحداث تغييرات كبيرة ستوفر كثيرا من الفرص لجعل بيئة القطاع العقاري أكثر شفافية وفاعلية، إلى جانب جعل معالجة عمليات التداول في القطاع العقاري أكثر سهولة، وهو ما سيؤدي إلى إعادة تصميم وتغيير الدور التقليدي للوكلاء العقاريين، حيث ستقدم تقنيات جديده لعمليات البيع الشراء، كتقنيات الواقع الافتراضي التي ستتيح قطاع العقارات في مختلف الأمكنة وأن يكون الزبون في قلب العقار المستهدف من دون وجوده الفعلي وهو ما سينعكس على قرارات الشراء وسيؤثر على حجم التداولات العقارية.
وأضاف التقرير أنه بالإضافة إلى تقنيات أخرى مثل التقنية المرتبطة بنموذج التقييم الآلي التي ستتيح أمام الزبون ومن خلال استخدام نماذج رياضية وقواعد بيانات، إمكانية أن يتم حساب قيمة الممتلكات وإجراء المقارنات مع عقارات أخرى، بالإضافة إلى تقنية الطباعة ذات الأبعاد الثلاثية التي ستختزل كثيراً من عمليات إنشاء العقارات، والتقنية الذكية التي سهلت بيع وشراء المنازل بصورة كبيرة حيث بات مع وجود التطبيقات في مجال إنترنت الأشياء كثير من الخيارات أمام الزبون للتحكم عن بعد في منزله الذكي.
وأكد مجلس التنمية الاقتصادية في البحرين أن التكنولوجيا ستكون لها الآثار الكبرى لدى المعنيين بالقطاع العقاري، حيث وجد مسح أعدته مؤسسة كي بي إم جي بأن نحو 60 في المائة من صناع القرار في القطاع العقاري يعتقدون أنه سيكون للتكنولوجيا تأثير كبير على مجال عملهم، في حين يرى 25 في المائة من العينة التي شملها المسح أن «التكنولوجيا العقارية» ستوفر الفرص والتحديات في آن واحد.
ولفت التقرير إلى أنه في حين يشوب تبني التكنولوجيا العقارية في المنطقة بعض التباطؤ لكنه وكما يبدو عالمياً خيار آت لا بد منه، مع ما يشهده من تطورات تكنولوجية وتحولات رقمية، فما بين عامي 2012 و2017 شهدت التكنولوجيا العقارية زيادة في التمويل بمعدل نمو سنوي مركب قدره 63 في المائة وفقا لـ«فنتشر سكانر»، ومن المتوقع أن يتسارع النمو بشكل أكبر مع زيادة القدرات والإمكانيات التي تتيحها تقنية إنترنت الأشياء في الطلب على البيانات والتحليلات بصورة مباشرة.
وقال المجلس إن البحرين تحفل بكثير من الإمكانيات والقدرات التي ستجعل من الاستثمار في قطاع التكنولوجيا العقارية خياراً استراتيجياً سينعكس بالإيجاب على القطاع العقاري في المملكة وسيؤهل البحرين لتكون رائدة في هذا المجال الواعد إقليمياً وعالمياً.
وأكد أن من بين تلك الإمكانيات امتلاك البحرين كوادر وكفاءات مميزة متخصصة في المجالات التكنولوجية، إلى جانب انخفاض الكلفة التشغيلية في البلاد بالمقارنة مع غيرها من الدول في المنطقة، وتوفُّر عدد كبير من المشاريع متعددة الاستخدامات والقابلة للتملك الحر للمستثمرين الأجانب، إلى جانب ما انتهجه مجلس التنمية الاقتصادية بالتعاون مع مؤسسة التنظيم العقاري البحرينية، والتي ساهم إطلاقها في عام 2018 في تعزيز الشفافية والاستقرار في القطاع، من خطوات ومبادرات إصلاحية ساهمت في تذليل العقبات أمام نمو الشركات الناشئة وسهلت من عمليات التمويل لها، بالإضافة إلى القوانين والتشريعات والأنظمة التي تدعم هذا القطاع، ومن بينها قوانين التمويل الجماعي وحماية البيانات والإفلاس.
وشهد القطاع العقاري في البحرين نمواً وطفرة بفضل زيادة توافد الزوار من المنطقة، وزيادة الاستثمارات الخليجية في البلاد، بالإضافة إلى وجود الطلب الكبير، والدافع والاهتمام الكبيرين لدى المواطنين الخليجيين باتخاذ عقارات في المملكة، وقال التقرير: «نرى أن هنالك كثيرا من التطورات التي ستهيئه للتكيف مع الاستثمار في قطاع التكنولوجيا العقارية، ولعل من بين هذه التطورات سعي البحرين لوضع الأسس اللازمة لنشر تقنيات الجيل التالي بسرعة بفضل الاستثمار المبكر في الجيل الخامس لشبكات الهاتف المتنقل، بالإضافة إلى القرار الذي اتخذته شركة أمازون ويب سيرفيسز، التي قامت بافتتاح مراكز بيانات في الشرق الأوسط في البحرين، ما يعد إنجازاً مهماً في تعزيز مكانة البلاد في قطاع تكنولوجيا معلومات الاتصال».
وأكد أن ذلك سيشكل علامة فارقة في السعي نحو التحول الرقمي وتعزيز مستوى الابتكار في البحرين والمنطقة، كما أنه سينعكس إيجابا على دخول المزيد من شركات التكنولوجيا العقارية في السوق البحرينية وزيادة التنافسية في هذا المجال وتعزيز الثقة في البيئة التكنولوجية المتطورة.



تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
TT

تأثيرات «كورونا» تظهر على العقارات المصرية

سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس
سوق العقارات المصرية تأثرت بالمخاوف من انشار الفيروس

بعد الانتشار المتزايد لفيروس «كورونا المستجد» في معظم أنحاء العالم، يحذّر خبراء الاقتصاد من التداعيات السلبية التي يشهدها الاقتصاد العالمي خصوصاً بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدول ومن بينها إغلاق الحدود وتعليق الرحلات الجوية والبحرية، وهو ما امتد بدوره إلى قطاع العقارات في مصر، حيث تشهد السوق العقارية في البلاد حالياً تراجعاً في نسب المبيعات، بالإضافة إلى إلغاء فعاليات ومؤتمرات تسويقية عقارية.
ويؤكد مستثمرون عقاريون مصريون من بينهم المهندس ممدوح بدر الدين، رئيس مجلس إدارة شعبة الاستثمار العقاري بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن «القطاعات الاقتصادية تشهد تباطؤاً وجموداً حاداً في الآونة الأخيرة، وهذا سيكون له تبعاته على سوق العقار»، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «أتوقع أن تخرج مصر من الأزمة سريعاً، وبأقل الخسائر نتيجة للإجراءات الاحترازية التي اتخذتها أخيراً للحد من انتشار المرض».
وشهدت سوق مبيعات العقارات في مصر «تراجعاً نسبياً منذ بداية أزمة كورونا»، وفق الخبير والمسوق العقاري محمود سامي، الذي قدّر «نسبة التراجع في مستويات البيع والشراء، بنسبة تتراوح من 20 إلى 30%، في بداية الأزمة، لتصل إلى 50% مع نهاية الأسبوع الماضي، مع اتخاذ مصر وعدد من الدول العربية إجراءات احترازية جريئة للحد من انتشار المرض».
ورغم أن مؤشرات الطلب على شراء العقارات التي تقاس وفق حجم الطلب على المواقع الإلكترونية المخصصة لبيع وشراء العقارات، لم تعكس هذا التراجع في شهر فبراير (شباط) الماضي، وفقاً لمؤشر موقع «عقار ماب» المتخصص في السوق العقارية، بعدما سجل ثبات مستوى الطلب على العقارات في شهري يناير (كانون الثاني) وفبراير الماضيين، لكن المؤشر أوضح أنه «كان هناك تزايد في الطلب في النصف الأول من شهر فبراير، إلا أن هذا التزايد تراجع في الأسبوعين الأخيرين ليستقر المؤشر عند نفس معدل الشهر السابق»، ولا توجد إحصائيات واضحة عن شهر مارس (آذار) الجاري، والذي تفاقمت فيه أزمة «كورونا».
وعكس ما يؤكده المسوق العقاري محمود سامي، من وجود تراجع في نسب مبيعات العقارات في مصر، يقول الدكتور ماجد عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد والخبير العقاري، أن «السوق العقارية في مصر لم تتأثر حتى الآن بأزمة (كورونا)»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «لا يوجد ارتباط بين فيروس (كورونا) والعقارات، فمن يريد شراء شقة سيفعل ذلك»، مشيراً إلى أن «السوق العقارية المصرية تعاني من حالة ركود بدأت منذ نحو أربعة أشهر، وتظهر ملامحها في العروض التسويقية التي تقدمها شركات العقارات، ومن بينها زيادة عمولة المسوقين العقاريين، والإعلان عن تسهيلات في السداد تصل إلى عشر سنوات من دون مقدم، والدفعة الأولى بعد التسلم»، لافتاً إلى أن «حالة الركود هذه سببها الرئيسي زيادة المعروض، وارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه».
ورغم أن العاملين في التسويق العقاري لا ينكرون وجود حالة ركود في السوق، فإنهم يرون أن المسألة تزايدت مع الخوف من انتشار «كورونا»، حتى حدث «انكماش في السوق العقارية»، على حد تعبير سامي الذي أوضح أن «شركات التسويق العقاري تأقلمت مع حالة الركود، ونفّذت عمليات إعادة هيكلة وتقليص لعدد الموظفين والمقرات»، مضيفاً: «ما نشهده الآن مختلف، فهناك حالة شلل لم نشهدها من قبل إلا مع ثورتي 30 يونيو (حزيران) 2013، و25 يناير 2011. وإن كان ما نشهده حالياً أكثر حدة، فهناك إلغاء لحجوزات ومواعيد معاينات للوحدات العقارية، وتأجيل لقرارات الشراء بشكل عام حتى انتهاء الأزمة واتضاح الرؤية».
ولا يقتصر تأثير انتشار «كورونا» على حركة البيع والشراء في قطاع العقارات، بل من المتوقع أن «ينعكس التأثير على اقتصاد الشركات العقارية واستثماراتها» حسب بدر الدين، الذي أشار إلى أن «قطاع النفط تأثر بصورة كبيرة خصوصاً بعد إصرار منظمة (أوبك) على عدم تقليل إنتاجها، ليهبط سعر البرميل إلى أقل من 30 دولاراً، ما سبب خسائر للمستثمرين والصناديق العالمية، وترتبت على ذلك انخفاضات في أسعار مواد البناء وبالتالي فإن أي مستثمر لديه مخزون من هذه السلع، سيحقق خسائر بلا شك».
وتماشياً مع قرارات الحكومة المصرية إلغاء التجمعات، تم تأجيل مؤتمر ومعرض «سيتي سكيب مصر للتسويق العقاري»، الذي يعده الخبراء أحد أكبر معارض التسويق العقاري في مصر، والذي كان من المقرر عقده في منتصف الشهر الجاري، لتكتفي الشركات العقارية بالعروض التسويقية التي تقدمها وتعلن عنها إلكترونياً أو تلفزيونياً.
والتأجيل يحمي شركات العقارات من خسائر متوقعة، نظراً لصعوبة حضور العملاء، مما سيؤثر بشكل سلبي على صورة القطاع العقاري، حسب بدر الدين.
ويخشى العاملون في السوق العقارية من استمرار الأزمة فترة طويلة، وهو ما سيؤدي إلى خسائر كبيرة في القطاع، قد تضطر الشركات إلى عمليات إعادة هيكلة وتخفيض عمالة -على حد تعبير سامي- الذي قال إن «الشركات تأقلمت مع انخفاض المبيعات خلال الشهور الماضية، لكن لو استمر الوضع الحالي لمدة شهر، فالمسألة ستكون صعبة وقد تؤدي إلى إغلاق شركات وتسريح موظفين، حيث ستحتاج كل شركة إلى تخفيض نفقاتها بنسبة 40% على الأقل».
ورغم تأكيدات عبد العظيم أنه لا يوجد تأثير لأزمة «كورونا» على السوق العقارية حتى الآن، فإنه يقول: «إذا تفاقمت أزمة (كورونا) فستكون لها تأثيرات على جوانب الحياة كافة، ومنها العقارات»، وهو ما يؤكده بدر الدين بقوله إن «العالم كله سيشهد تراجعاً في معدلات النمو الاقتصادي».