زيادة تدفق رؤوس الأموال من الشرق الأوسط لأوروبا

«جيه إل إل» تعزوها إلى تنويع محافظ الاستثمار وعوائد الفنادق

زيادة تدفق رؤوس الأموال من الشرق الأوسط لأوروبا
TT

زيادة تدفق رؤوس الأموال من الشرق الأوسط لأوروبا

زيادة تدفق رؤوس الأموال من الشرق الأوسط لأوروبا

قال تقرير صادر أمس إن منطقة الشرق الأوسط ستواصل قيادة الاستثمارات في قطاع الفنادق الأوروبي خلال عام 2019 وما بعده، وذلك بما يتخطّى قيمة تدفقات رؤوس الأموال القادمة من المنطقة إلى أوروبا، والتي بلغت قيمتها 3.2 مليار دولار خلال عام 2018.
وأشار تقرير «جيه إل إل» للاستشارات العقارية لتوقعات الاستثمار في الفنادق لعام 2019 إلى أن قطاع الفنادق في أوروبا قد استأثر خلال عام 2018 بالحصة الأكبر من الاستثمارات ورؤوس الأموال عبر الحدود على مستوى العالم، مع العلم أن منطقة الشرق الأوسط وآسيا تُمثلان المساهم الأكثر أهمية في تلك الاستثمارات.
ولفت إلى أن التوقعات تشير إلى أن تدفقات رأس المال الواردة من هذه المنطقة ستستمد زخماً أكبر بفضل تنويع محافظ الاستثمار الدولية، والعوائد الجذابة للفنادق مقارنة بالقطاعات الأخرى في سوق العقارات.
وفي هذا السياق قال عمرو النادي نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة الفنادق والضيافة الدولية في دبي لدى «جيه إل إل»: «من المرجّح أن يشهد قطاع السفر والسياحة عاماً قياسيا آخر خلال عام 2019 خاصة مع استمرار نمو أعداد المسافرين، وذلك بصرف النظر عن التوقعات بأن تواجه الأسواق الاقتصادية والعقارية العالمية موجة من التباطؤ خلال العام».
وبحسب التقرير، تسهم الركائز القوية لقطاعات الأعمال والسياحة في أوروبا - والتي تستمد الدعم من مشاريع البنية التحتية الطموحة - في مواصلة جذب المستثمرين نحو الأصول القوية والفرص الجديدة، رغم حالة انعدام اليقين السياسي التي تسيطر على هذه المنطقة.
وأوضح النادي: «من المتوقع أن تحافظ أحجام الاستثمارات الفندقية العالمية على استقرارها خلال عام 2019 بالتوازي مع تسجيل مستوياتٍ ثابتة من توجهات الاستثمار من الشرق الأوسط على وجه الخصوص. ومن المرجح أن يركز المستثمرون الدوليّون بشكل متزايد على الأصول الفردية ذات العوائد المرتفعة، بما في ذلك عمليات وصفقات الاستحواذ في الأسواق الأوروبية (الثانوية)».
وتابع: «إلى جانب الطلب المُعتاد على الفرص المُختارة في لندن وباريس وروما، تتجه التفضيلات الاستثمارية في الوقت نفسه نحو أسواقٍ أخرى في أوروبا مثل مناطق مختلفة في المملكة المتحدة وأسواق في ألمانيا وإيطاليا والمدن الساحلية الإسبانية والبرتغال والمدن الكبرى في شرق أوروبا. يترافق أيضاً التنويع الاقتصادي في المناطق الجغرافية المُستهدفة مع حدوث تغيّر في الهيكلية المطلوبة لتشغيل الفنادق، حيث أصبحت عقود الإيجار والامتيازات التجارية أكثر شيوعاً بدرجة ملحوظة».
ووفقاً للنتائج الرئيسية للتقرير العالمي، فإن قطاع الفنادق يضمن توفير مساحات العمل المشتركة والمرنة، حيث تشهد سوق المساحات المكتبية المشتركة والمرنة ازدهاراً لافتاً في أوروبا؛ ويحرص مشغلو الفنادق فعلياً على اغتنام الفرص الواعدة التي تُقدّمها هذه السوق. ويمثل تحويل ردهات الفنادق إلى مساحات عملٍ مشتركة طريقة مبتكرة تتيح لعلامات الفنادق التجارية تحقيق أقصى قدرٍ من الأرباح عن الأصول العقارية، وهو ما يسهم بالتالي في ترسيخ حضور تلك العلامات في أوساط النزلاء والمجتمع بشكلٍ عام.
ولفت إلى أن اقتصاد الخدمات والتجارب يتوسع نحو قطاع السفر الفخم، حيث يركز المستثمرون من أصحاب الفنادق على قطاع السفر الفاخر، كما أن الشركات التي كان اهتمامها السابق ينحصر خارج قطاع السفر أصبحت اليوم تركز بقوّة على علامات الفنادق الفاخرة. وتشهد أسواق الفنادق طلباً قوياً على تجارب السفر الفاخرة التي تقدّم للمستثمرين فرصاً جديدة ومجزية، وخاصة على صعيد تطوير وتجديد المشاريع الفندقية.
وبما يتعلق بالمستثمرين الجدد والناشئين، فإنه ينظر أصحاب المصادر المتنوعة من رأس المال الأساسي والإضافي بشكلٍ متزايد اليوم إلى فرص إطلاق الاستثمارات في سوق الفنادق. وتواجه مجموعات الأسهم الخاصة والمستثمرين الآخرين الذين يركزون على تحقيق العوائد منافسة أكبر من المستثمرين المُهتمين بانخفاض تكلفة رأس المال، وهو ما سيدفعهم بحسب التوقعات للانتقال إلى الأسواق الثانوية.
فيما تتوقع شركة «جيه إل إل» تسجيل نشاطٍ قوي لجمع رؤوس الأموال للاستثمارات الفندقية على مستوى العالم. وستواصل الصناديق الخاصة المُغلقة التركيز على المزيد من الاستثمارات واسعة النطاق من أجل نشر رؤوس الأموال بكفاءة وتوجيه الاستراتيجيات نحو جمع الأموال عن طريق الديون الخاصة.
وتشكل رؤوس الأموال الدوليّة جزءاً رئيسياً من سوق الاستثمار في الفنادق، ومن المتوقع أن تزداد هذه الأموال خلال عام 2019؛ خاصة أن المستثمرين يتطلّعون إلى تنويع محافظهم عبر التركيز على استثمارات تتخّطى حدود بلدانهم الأصلية. وتتوقع «جيه إل إل» أن يواصل المستثمرون استكشاف نقاط الدخول المناسبة إلى سوق الفنادق نظراً لما تتمتع به هذه السوق من جاذبية على صعيد العوائد.



«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.