عائلة معتقل فلسطيني تطالب بلجنة دولية للتحقيق في وفاته بتركيا

شقيقه لـ «الشرق الأوسط»: لا نثق برواية حكومة أنقرة

عائلة معتقل فلسطيني تطالب بلجنة دولية للتحقيق في وفاته بتركيا
TT

عائلة معتقل فلسطيني تطالب بلجنة دولية للتحقيق في وفاته بتركيا

عائلة معتقل فلسطيني تطالب بلجنة دولية للتحقيق في وفاته بتركيا

رفضت عائلة الفلسطيني زكي مبارك الذي قالت تركيا إنه انتحر في سيليفري غرب إسطنبول، الرواية التركية مطالبةً بلجنة دولية للتحقيق في أسباب الوفاة التي اعتبروها غامضة. وقال شقيق المتوفى زكريا مبارك، إنهم كعائلة لا يثقون بالرواية التركية ولا بما يقوله السفير الفلسطيني، كاشفاً أن شقيقه زكي كان هدفه العمل في إسطنبول وزيادة دخله.
وأكد زكريا في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أنهم خاطبوا جميع المنظمات والجهات الدولية لتشكيل وحدة تحقيق مستقلة للبحث في أسباب الوفاة، موضحاً أن شقيقه الذي يبلغ من العمر 55 عاماً قرر التوجه إلى تركيا بعد تقاعده عن عمله، للبحث عن «لقمة العيش» كونه أباً لعدد من الأطفال، وقال: «كان زكي موهوماً بما تسمى الدولة الإسلامية في تركيا، ولكن جميع تلك الأوهام تلاشت بعد ما تم تلفيق تلك التهم غير الصحيحة له».
كان مكتب الادعاء في إسطنبول قد قال إنه تم العثور على رجل، اتهمته السلطات التركية بالتجسس، ميتاً في زنزانته، مشيراً إلى أن زكي شوهد خلال عملية تفتيش دورية الساعة الثامنة وست عشرة دقيقة صباحاً بالتوقيت المحلي، أول من أمس (الأحد)، في سجن سيليفري، غرب إسطنبول، الذي يخضع لحراسة مشددة، حيث كان زكي محتجزاً في زنزانة منفردة، ووُجد مشنوقاً في باب الحمام الساعة العاشرة واثنتين وعشرين دقيقة صباحاً لدى توزيع الطعام على السجناء، وقالت وكالة «الأناضول» إنه انتحر.
وبالعودة إلى زكريا الذي أكد أنه كان على تواصل مع شقيقه عند إلقاء القبض عليه، كما تواصل مع السفير الفلسطيني وأبلغه باختفاء أخيه مع زميله، أوضح أن أخاه كان يسعى لبيع الحمص والفول من خلال تأسيس مؤسسة أو شركة في تركيا، مضيفاً أنه لم تكن له علاقة لا من قريب ولا بعيد بالقيادي الفلسطيني محمد دحلان. وأشار إلى أن كل ما تحدث به الإعلام التركي والإعلام الداعم له لا يمتّ إلى الحقيقة بأي صلة.
من جهتها، شجبت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا وأوروبا قيام الأمن التركي بتعذيب الموقوف الفلسطيني حتى الموت، وذلك وفق بيان صادر أمس، حيث طلبت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا وأوروبا من المقرر الخاص بالتعذيب إرسال لجنة لفحص جثة المعتقل وعدم السماح للسلطات التركية بإخفاء جريمتها ودفن الجثة من دون إجراء تشريح محايد من قبل الأمم المتحدة.
كانت وسائل تركية قد قالت وقت إلقاء القبض على زكريا إنه تم إلقاء القبض على ضابطين إماراتيين يتجسسان على تركيا، ثم قالت إنهما جاسوسان يعملان لصالح الإمارات، ثم قالت إنهما شخصان يعملان لصالح القيادي الفلسطيني محمد دحلان.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.