إردوغان اقترح على ترمب تشكيل مجموعة عمل مشتركة لبحث صفقة «إس 400»

TT

إردوغان اقترح على ترمب تشكيل مجموعة عمل مشتركة لبحث صفقة «إس 400»

أعاد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان طرح موضوع تشكيل مجموعة عمل مشتركة مع الولايات المتحدة بشأن صفقة صواريخ «إس - 400» الروسية التي وقعتها تركيا مع موسكو في 2017. والتي تثير اعتراضات واشنطن لعدم توافقها مع منظومة حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وقالت دائرة الاتصالات بالرئاسة التركية إن اتصالاً هاتفياً جرى أمس (الاثنين)، بين إردوغان ونظيره الأميركي دونالد ترمب تناول قضايا ثنائية وإقليمية، وتم التأكيد خلاله مجدداً على هدف الوصول بحجم التبادل التجاري بين البلدين إلى 75 مليار دولار سنوياً.
وقد احتل موضوع صفقة «إس - 400» أولوية في اجتماعات مجلس العلاقات التركية - الأميركية الذي عقد في واشنطن مؤخراً، وسعت أنقرة إلى إقناع واشنطن بتليين موقفها بشأن الصفقة، إلا أن واشنطن تمسكت بموقفها الرافض لها وهددت بمنع تركيا من اقتناء مقاتلات «إف - 35» الأميركية، وكذلك صواريخ باتريوت مع التعرض لعقوبات في حال إصرارها على المضي في تنفيذ الصفقة.
وسبق أن طرحت أنقرة أكثر من مرة تشكيل مجموعة عمل مشتركة للتأكد من أن صفقة «إس - 400» لن يكون لها تأثير على أنظمة حلف الناتو أو على طائرات «إف - 35» التي ستحصل عليها ضمن مشروع مشترك لإنتاجها، لكن الطلب لم يلق قبولاً من الجانب الأميركي.
وذكرت دائرة الاتصالات بالرئاسة التركية أن الاتصال الهاتفي تطرق أيضاً إلى المستجدات في سوريا، وتم الاتفاق على مواصلة التعاون الوثيق في مكافحة الإرهاب. وترغب أنقرة في تنسيق الانسحاب الأميركي من سوريا مع واشنطن، وفي السيطرة على منطقة آمنة اقترح ترمب إقامتها في شمال شرقي سوريا، لكن واشنطن ترغب في وضع قوات أوروبية من دول التحالف ضد «داعش» في المنطقة، وتطالب بضمانات لعدم تعرض تحالف قوات سوريا الديمقراطية التي تشمل وحدات حماية الشعب الكردية (التي تعتبرها تركيا تنظيماً إرهابياً) لأي ضرر.
كما أشار البيان التركي إلى أن إردوغان أدان، خلال الاتصال، الهجوم على كنيس يهودي بمدينة سان دييغو بولاية كاليفورنيا، السبت، وأعرب عن تعازيه للشعب الأميركي.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.