الحوثيون يقتلون امرأة يمنية وأطفالها الخمسة في تعز

احتدام مناوشات الحديدة الليلية... وتدهور صحة الصحافيين المعتقلين لدى الانقلابيين في صنعاء

TT

الحوثيون يقتلون امرأة يمنية وأطفالها الخمسة في تعز

أعلن الجيش الوطني اليمني أسر نحو 300 انقلابي بينهم قيادات حوثية بارزة وضباط عسكريون وعدد من الأطفال الذين زجت بهم ميليشيات الحوثي الانقلابية إلى معاركها في محافظة الضالع بجنوب البلاد، بالتزامن مع مقتل امرأة وخمسة من أطفالها في تعز جراء سقوط صاروخ حوثي على منزلهم.
وذكر الموقع الرسمي للجيش «سبتمبر.نت» أن «إجمالي أسرى ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران في جبهات محافظة الضالع، بلغ خلال الأسبوع الماضي نحو 300 أسير بينهم قيادات ميدانية، تم أسرهم خلال المعارك التي خاضتها الأسبوع الماضي في مريس، والعود، والحشا، شمالي وغربي محافظة الضالع»، و«من بين الأسرى قيادات ميدانية بارزة وضباط عسكريون كانوا ينتمون لما كان يعرف بالحرس الجمهوري قبل أن تحله جماعة الحوثي الانقلابية، وعدد من الأطفال الذين تزج بهم الميليشيا الانقلابية في جبهات القتال بعد عمليات استقطاب واسعة تنفدها في المدارس والحارات في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، عبر ما يسمى بالمشرفين التابعين لها وعقال الحارات ومديري المدارس الموالين لها».
وقال الموقع بأن «قوات الجيش الوطني مدعومة بمقاومة شعبية وبمساندة من قوات التحالف العربي، تخوض معارك ضارية في عدد من المناطق الواقعة في الشمالية من محافظة الضالع، حيث تحاول ميليشيا الحوثي إحراز تقدمات ميدانية في مناطق مريس والعود. وتتصدى قوات الجيش الوطني للعديد من محاولات الميليشيا الحوثية التي تتكبد خلالها خسائر فادحة في صفوف مقاتليها».
وبالتزامن، تمكنت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من صد هجوم على مواقعها، في وقت متأخر من مساء السبت، في جبهة مريس، شمال الضالع.
ودكت مدفعية قوات الجيش بكثافة مواقع وتجمعات ميليشيات الحوثي موقعة بذلك خسائر بشرية ومادية في أوساط ميلشيات الانقلاب، حيث تركز القصف على مواقع الانقلابيين في منطقة يعيس شمالي مريس وجبل قرحة المطل على منطقة العود شمالي غرب مديرية قعطبة.
وقتل 17 انقلابيا فيما صيب 15 آخرين في قصف جراء دك مدفعية الجيش مواقع الانقلابيين، علاوة على أسر اثنين من قيادات الحوثي أثناء تنفيذهم عملية استطلاع ومحاولتهم التسلل إلى مواقع الجيش في مريس.
ودمرت مقاتلات تحالف دعم الشرعية، بقيادة السعودية، مساء السبت، تعزيزات للحوثيين في منطقة قاع الحقل بمديرية ضوران آنس بمحافظة ذمار، المعقل الثاني لميليشيات الحوثي، كانت متوجهة إلى مواقع الحوثيين في الضالع، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين وتدمير عدة آليات وعربات وأطقم عسكرية قتالية.
إلى ذلك، ارتكبت ميليشيات الحوثي الانقلابية، الأحد، مجزرة جديدة في مدينة تعز إثر صاروخ كاتيوشا أطلقته ميليشيات الانقلاب من مواقع تمركزها في أطراف منطقة الكدحة، غربا، وسقط في قرية مشرفة بوادي بني خولان جبل حبشي غرب مدينة تعز، وذلك في إطار استمرار ميليشيات الانقلاب التعمد بارتكاب المجازر الوحشية بحق المدنيين من خلال القصف المستمر، شبه يومي، على مدينة تعز وضواحيها، علاوة على القنص المستمر، والتي راح ضحيتها المدنيون العُزل بينهم النساء والأطفال.
وقال مصدر محلي بأن الصاروخ الحوثي سقط على منزل المواطن عبد الله عبد الغني المرادي من قرية مشرفة بجبل حبشي ما تسبب بمقتل زوجته وخمسة من أبنائه إضافة إلى تدمير المنزل، وإصابة اثنين آخرين.
وعلى صعيد متصل، وبينما نجحت لجنة وساطة حكومية يمنية في إخماد موجة جديدة من المواجهات المسلحة في أحياء المدينة القديمة بتعز بين قوات أمنية محسوبة على حزب التجمع اليمني للإصلاح، وأخرى على تيار السلفيين بقيادة العقيد عبده فارع المعروف بـ«أبي العباس»، أكدت قيادة محور تعز «وقوفها إلى جانب أبناء تعز بكل أطيافهم وتوجهاتهم وانتماءاتهم السياسية والفكرية. وتقف على مسافة واحدة من الجميع».
وقالت في بيان لها بأن «محور تعز وكافة منتسبيه قادة وضباطا وصفا وجنودا معنيون بتنفيذ أوامر وتوجيهات رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة ومجابهة الميليشيا الحوثية المتمردة وأدواتها من مشاريع الإرهاب والتخريب»، وأنها «تابعت التطورات والأحداث الأخيرة التي شهدتها المدينة القديمة، والجهود التي بذلت من قبل لجنة التهدئة لحل المشكلة وإنهاء سيطرة العناصر الخارجة على القانون».
وفي الحديدة الساحلية، غربا، تجددت المواجهات الليلية العنيفة بين قوات ألوية العمالقة، جيش وطني، وبين ميليشيات الحوثي شمالي مديرية حيس، جنوبا، عقب صد الجيش هجوما حوثيا على مواقع متفرقة شمال حيس حيث استخدمت في الاشتباكات مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة وكذلك القذائف.
وأفاد مركز إعلام «العمالقة» بـ«إصابة المواطن محمد شهاب بن شهاب، بطلقة نارية أطلقها قناصة ميليشيا الحوثي واستقرت في صدره عندما كان واقفاً أمام منزله الكائن في حارة المحل بمدينة حيس، مساء السبت، وأنه تم نقل المواطن المصاب إلى مستشفى حيس الميداني لتلقي الإسعافات الأولية هناك ومن ثم تحويله إلى المستشفى الميداني في الخوخة حيث وصفت حالته بالخطيرة».
وقال بأن «حالة من الخراب والدمار تعم معظم الأحياء السكنية في الحديدة والتي خلفتها عمليات الاستهداف والقصف العشوائي الذي تشنه ميليشيات الحوثي بالقذائف وبالأسلحة الثقيلة على منازل المواطنين في حي منظر التابع لمديرية الحَوَك جنوبي الحديدة، وبسبب قصف السكنية المكتظة بالسكان اضطر الأهالي للخروج من منازلهم والنزوح إلى خارج مناطقهم والعيش في مخيمات النزوح البعيدة للنجاة بأرواحهم من القصف والاستهداف الحوثي».
في موضوع آخر، قالت نقابة الصحافيين اليمنيين بأنها تلقت بلاغا من أسر الصحافيين المعتقلين لدى جهاز الأمن السياسي بصنعاء (معتقل الحوثي) منذ قرابة الأربعة أعوام يفيدون فيه تعرض الزملاء للتعذيب والمعاملة القاسية ما أدى إلى تدهور حالتهم الصحية.
وأدانت النقابة في بيان لها «الإجرام الذي يتعرض له الزملاء في المعتقل منذ سنوات وحرمانهم من حق الزيارة والتطبيب وإخضاعهم لظروف اعتقال قمعية»، مجددة مطالبتها «بالإفراج عن الزملاء ومحاسبة كل المتورطين بالجرائم التي ارتكبت بحق الصحافيين».
وحملت نقابة الصحافيين «جماعة الحوثي كامل المسؤولية عن هذه الجرائم بحق الصحافيين المختطفين»، ودعت كافة المنظمات الحقوقية العربية والدولية المعنية بحرية الرأي والتعبير وفي مقدمتها الاتحاد الدولي للصحافيين واتحاد الصحافيين العرب مواصلة التضامن مع الزملاء والضغط بكافة الوسائل لإيقاف التعامل الوحشي معهم والعمل على إطلاق سراحهم.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».