لقب الدوري يضع برشلونة على طريق الثلاثية التاريخية

مع فوزه بلقب الدوري الإسباني لكرة القدم، وضع برشلونة قدمه على أول طريق الفوز بالثلاثية التاريخية للمرة الثالثة في تاريخه الذي يمتد على مدار 120 عاماً.
وحسم برشلونة لقب الدوري الإسباني رسمياً بالفوز 1 - صفر على ليفانتي مساء أول من أمس في المرحلة الخامسة والثلاثين من المسابقة ليتوج باللقب قبل ثلاث مراحل على نهاية المسابقة.
وكانت كل الأمور مهيأة أمام برشلونة للاحتفال باللقب، حيث أعد جمهوره بالفعل لذلك من أضواء وموسيقى إضافة للاستعراض الذي قدمه أوسكار دالماو.
وأكد جوسيب ماريا بارتوميو رئيس نادي برشلونة أن التتويج بالثلاثية سيكون هدف فريقه هذا الموسم بعد حسم لقب الدوري.
ومنح هذا الفوز برشلونة اللقب الـ26 في الليغا، إذ بات يتقدم بفارق تسع نقاط وأفضلية المواجهات المباشرة على مطارده أتليتكو مدريد. ولم ينته الموسم بعد لفريق المدرب إرنستو فالفيردي والنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، إذ تنتظره مواجهة مرتقبة في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا ضد ليفربول الإنجليزي (في برشلونة ذهاباً في الأول من مايو (أيار)، وفي ليفربول إياباً في السابع منه)، ونهائي مسابقة كأس الملك في إسبانيا ضد فالنسيا في 25 مايو.
وفي تصريحات بعد الفوز على الضيف ليفانتي بهدف لميسي، أكد بارتوميو أن الهدف هو تكرار إنجاز الثلاثية (الدوري والكأس في إسبانيا، ودوري أبطال أوروبا)، كما فعل النادي الكاتالوني عامي 2009 و2015.
وقال: «لقد أحرزنا اللقب الثامن في الليغا في آخر 11 موسماً، ونحن راضون جداً على ما يحققه النادي في الأعوام المتتالية، هذا موضع فخر».
وأضاف: «الليغا هي هدفنا كل عام. الناس يريدون الكأس، دوري الأبطال، الثنائية، الثلاثية، لكننا نركز كثيراً على الليغا» متابعاً: «الآن سنواجه تحديات أكبر حتى، مثل دوري الأبطال، كل الألقاب تدفعنا لنحلم، ويجب أن نقول إن الهدف الآن هو الثلاثية، طبعاً كما كل عام. لدينا نصف نهائي صعب جداً في دوري الأبطال ضد فريق قوي جداً، ولاحقاً سنخوض نهائي الكأس ضد فالنسيا الذي يقدم أداءً متصاعداً. تنتظرنا مباريات مثيرة للاهتمام».
ونال لويس روبياليس رئيس الاتحاد الإسباني للعبة إشادة بالغة على قراره بتسليم كأس البطولة لبرشلونة عقب مباراة ليفانتي وعدم الانتظار حتى نهاية الموسم مما جعل للاحتفال صبغة مميزة.
وبعدما سجل هدف المباراة الوحيد أمام ليفانتي وقيادة برشلونة لإحراز اللقب، كتب الأرجنتيني ليونيل ميسي صفحة جديدة في تاريخ المسابقة بعدما أصبح أول لاعب بالنادي الكتالوني يحصد اللقب عشر مرات. وتوج ميسي بلقبه الأول مع برشلونة في 2005 عندما كان عمره 17 عاماً ولم يكن يشارك بانتظام عندما أحرز لقبه الثاني بعد عام واحد. لكنه كان حاسماً في الألقاب الثمانية التالية قبل أن يرتدي مع باقي زملائه قمصان عليها شعار «8 من 11... الاستثنائي يبدو عادياً».
وقبل أن يتألق ميسي ويقود تشكيلة المدرب جوسيب غوارديولا لإحراز اللقب في 2009 كان ريال مدريد يملك 31 لقباً مقابل 18 لبرشلونة.
لكن بفضل ميسي، الذي أحرز هدفه 597 في الدوري بمرمى ليفانتي، رفع برشلونة رصيده إلى 26 لقباً وبات على بعد
سبعة ألقاب من ريال مدريد صاحب الرقم القياسي (33 لقباً). وقال إرنستو فالفيردي مدرب برشلونة: «ميسي هو أساس كل نجاحاتنا. من الواضح أنه منذ وجوده مع برشلونة أحرز النادي العديد من الألقاب وبطولات الدوري. إذا كنت مطالباً بالحديث عن أهم لاعب فهو يستحق ذلك. إنه يمثل رمزاً لأسلوبنا وحماسه يدفع الجميع للمضي قدماً».
وحمل ميسي شارة قيادة برشلونة في بداية الموسم خلفاً لزميله أندريس إنيستا الذي أحرز لقب الدوري تسع مرات مع النادي قبل انتقاله للدوري الياباني، ليلتحق النجم الأرجنتيني بمجموعة محدودة من اللاعبين المتوجين بلقب الدوري عشر مرات مع فريق واحد في المسابقات المحلية الكبرى بأوروبا.
ويحمل باكو خينتو لاعب ريال مدريد الرقم القياسي في الدوري الإسباني برصيد 12 لقباً بينما أحرز زميله السابق بيري اللقب عشر مرات.
ويملك الويلزي رايان غيغز أسطورة مانشستر يونايتد الرقم القياسي في عدد ألقاب الدوري المحلي في المسابقات الخمس الكبرى في أوروبا برصيد 13 لقباً في إنجلترا ويليه زميله السابق بول سكولز برصيد 11 لقباً.
وأحرز الحارس المخضرم غيانلويجي بوفون لقب الدوري الإيطالي 11 مرة مع يوفنتوس لكن تم تجريد النادي من لقبين في وقت لاحق بسبب فضيحة التلاعب الشهيرة.
وقال جوسيب بارتوميو رئيس برشلونة: «ميسي الأفضل في العالم. شارك في المباراة في وقت متأخر لكن عندما يشترك يحسم كل الأمور. هو القائد وهو الساحر».
وفرض الأرجنتيني نفسه قائداً ونجماً لبرشلونة بغزارة أهدافه التي بلغ عددها حتى الآن 34 هدفاً في صدارة قائمة هدافي المسابقة بفارق 13 هدفاً عن زميله لويس سواريز والفرنسي كريم بنزيمة مهاجم ريال مدريد.
كما عزز ميسي وضعه في الصراع مع الفرنسي كيليان مبابي مهاجم باريس سان جيرمان الفرنسي على جائزة الحذاء الذهبي التي تقدم سنوياً إلى أفضل هداف في بطولات الدوري المحلية بأوروبا.
وفي الطريق للفوز بالدوري وللقب الثامن لبرشلونة في المسابقة في غضون آخر 11 موسماً، اجتاز الفريق الكاتالوني فترة عصيبة بين المرحلتين الخامسة والثامنة حيث غابت الانتصارات عن الفريق في أربع مباريات متتالية تعادل فيها مع جيرونا 2 - 2 وأتلتيك بلباو 1 - 1 وفالنسيا 1 - 1 وخسر أمام ليغانيس 1 - 2.
وكانت هذه السلسلة السيئة من المباريات هي الأولى للفريق تحت قيادة مديره الفني الحالي إرنستو فالفيردي، حيث اقتصرت أسوأ كبوة سابقة للفريق في الموسم الماضي على تعادل واحد وهزيمة واحدة في مباراتين متتاليتين.
لكن هذه الكبوة لم تفقد الفريق هيمنته على مسابقة الدوري التي أحرز لقبها للمرة الثامنة في آخر 11 موسماً وللمرة العاشرة في آخر 15 موسماً.