ديربي مانشستر أظهر الفارق الهائل بين برناردو سيلفا وألكسيس سانشيز

كان من المحتمل أن يكون كل منهما في مكان الآخر لو سارت الأمور بشكل مختلف

سيلفا تألق في مباراة الديربي وسجل لسيتي في مرمى يونايتد (إ.ب.أ)  -  سانشيز لمس الكرة مرة واحدة في الدقائق التي لعبها بالديربي (رويترز)
سيلفا تألق في مباراة الديربي وسجل لسيتي في مرمى يونايتد (إ.ب.أ) - سانشيز لمس الكرة مرة واحدة في الدقائق التي لعبها بالديربي (رويترز)
TT

ديربي مانشستر أظهر الفارق الهائل بين برناردو سيلفا وألكسيس سانشيز

سيلفا تألق في مباراة الديربي وسجل لسيتي في مرمى يونايتد (إ.ب.أ)  -  سانشيز لمس الكرة مرة واحدة في الدقائق التي لعبها بالديربي (رويترز)
سيلفا تألق في مباراة الديربي وسجل لسيتي في مرمى يونايتد (إ.ب.أ) - سانشيز لمس الكرة مرة واحدة في الدقائق التي لعبها بالديربي (رويترز)

كان هناك العديد من الحقائق الهامة والإحصائيات المثيرة التي ظهرت إلى السطح بعد مباراة الديربي بين مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد الأسبوع الماضي على ملعب «أولد ترافورد»، والتي انتهت بفوز سيتي بهدفين دون رد.
لقد شعر المرء وهو يشاهد هذه المباراة وكأن الناديين قد التقيا لفترة وجيزة في أحد المطارات، لكن كل منهما يسير في اتجاه معاكس للآخر تماماً!.
لكن ربما كان الشيء الأكثر إثارة للاهتمام في هذه المباراة هو «الخريطة الحرارية» للاعب المكسيكي أليكسيس سانشيز، والتي أوضحت أنه لم يلمس الكرة سوى مرة واحدة فقط خلال 12 دقيقة شارك خلالها كبديل. ويعكس هذا الأمر حقيقة أن سانشيز كان يتجول داخل الملعب ولا يبذل المجهود الكافي لمساعدة فريقه الذي كان متأخراً في النتيجة وفي أشد الحاجة إلى جهوده في الأوقات الصعبة من المباراة.
لقد خيب اللاعب التشيلي آمال جمهور مانشستر يونايتد، الذي كان يمني النفس بأن يقدم مستويات جيدة مع الفريق، خاصة أنه يحصل على راتب أسبوعي كبير لا يتناسب إطلاقاً ما يقدمه داخل الملعب. ولكي ندرك ما يقدمه سانشيز ربما يتعين علينا أن نجري مقارنة مباشرة بينه وبين ما قدمه نجم سيتي البرتغالي برناردو سيلفا في المباراة. ويمكن القول إن سيلفا يختلف عن سانشيز في كل شيء، ونفس الأمر ينطبق أيضاً على مانشستر سيتي الذي يختلف الآن تمام الاختلاف عن غريمه التقليدي مانشستر يونايتد.
لقد بدأ سيلفا المباراة بشكل بطيء نسبياً، وأكمل 21 تمريرة فقط من التمريرات الـ30 التي لعبها في أول 55 دقيقة ولم يظهر بالشكل المتوقع بسبب المعركة البدنية التي كان يعتمد عليها لاعبو مانشستر يونايتد في وسط الملعب. لكن بنهاية المباراة، دون النجم البرتغالي اسمه كأحد أبرز نجوم اللقاء، حيث أحرز الهدف الأول بشكل رائع، ثم استعاد توازنه وقدم أداءً رائعاً في الوقت المتبقي من اللقاء وكان لا يتوقف عن الركض لمساعدة فريقه.
وهناك سبب واضح وراء عدم تعاقد مانشستر سيتي مع سانشيز عندما كان متاحاً في سوق الانتقالات، ويتمثل هذا السبب في أن طريقة لعبه لا تناسب على الإطلاق الفلسفة التي يعتمد عليها المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا. ولو حدثت هذه الخطوة، كان من الممكن أن نرى سانشيز - الذي يحصل على راتب أسبوعي في مانشستر يونايتد يصل إلى نصف مليون جنيه إسترليني - يلعب مكان سيلفا في مانشستر سيتي الآن!.
ويجب الإشارة إلى أن النزعة الفردية لسانشيز، ناهيك عن خسارته للكرة بشكل دائم، كانت ستتعارض تماماً مع الفلسفة الأساسية التي يعتمد عليها غوارديولا في الاستحواذ والتمرير. وبالإضافة إلى ذلك، كان مانشستر سيتي لديه بالطبع لاعب مختلف في هذا المركز، وهو اللاعب البرتغالي القادم من لشبونة والذي كان يعيش في شقة مكونة من غرفة نوم واحدة وكان يغسل ملابسه بنفسه عندما كان يلعب لموناكو الفرنسي، ليصبح بعد ذلك أحد أبرز نجوم مانشستر سيتي. ويعني كل هذا أن سيلفا لا يفكر في شيء آخر غير كرة القدم ويعطيها كل اهتمامه وتركيزه، على عكس سانشيز.
ولم تركز وسائل الإعلام بشكل كبير على تعاقد مانشستر سيتي مع سيلفا في مايو (أيار) 2017. وكان مانشستر سيتي قد انسحب آنذاك من صفقة سانشيز في فترة الانتقالات الشتوية من العام السابق، حيث كان اللاعب التشيلي قد بدأ ست مباريات فقط في الدوري الإنجليزي الممتاز مع فريقه السابق آرسنال. وفي المباراة التي انتهت بخسارة مانشستر سيتي أمام ليفربول بأربعة أهداف مقابل ثلاثة على ملعب «آنفيلد» شارك سيلفا كبديل وسجل هدفاً رائعاً قرب نهاية المباراة.
وبعد ذلك، شارك سيلفا في التشكيلة الأساسية لمانشستر سيتي في المباريات الخمس التالية، في الوقت الذي كان فيه سانشيز مشغولاً بنفسه وبأموره الشخصية وليس بفريقه وبما يقدمه داخل الملعب. ويؤكد الذين تابعوا سيلفا عن قرب عندما كان يلعب في صفوف موناكو الفرنسي أنهم كانوا يتوقعون تألق اللاعب البرتغالي بهذا الشكل وأن هذا اللاعب الذي يتميز بالروح القتالية والذكاء الحاد سوف يتفوق على سانشيز تماماً في الدوري الإنجليزي الممتاز في غضون 16 شهراً.
وفي الواقع، يمكن القول بأن سانشيز وسيلفا يعكسان تماماً مستوى مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي في الوقت الحالي، إذ يعاني الأول من عدم التركيز واللعب الفردي، تماماً مثل سانشيز، في حين يلعب سيتي بروح الجماعية والقتال حتى الرمق الأخير، تماماً كما هو الحال مع سيلفا، وهي الروح التي مكنت الفريق من تحقيق الفوز على ثاني فريق من بين الفرق الستة الكبرى في الدوري الإنجليزي الممتاز في غضون خمسة أيام فقط، ليتصدر مانشستر سيتي جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز ويقترب بصورة كبيرة من الاحتفاظ باللقب.
ورغم ذلك، فهناك تناقض كبير في هذا النادي العصري الحديث، أو ما يمكن أن نطلق عليه اسم «مبدأ برناردو». فمن جهة تشعر بالسعادة والإعجاب وأنت تشاهد هذه الكوكبة من النجوم وهم يلعبون بهذا الشكل الجميل.
داخل الملعب، يعد مانشستر سيتي مثالاً للفريق الناجح، الذي يقدم مستويات رائعة تحت قيادة غوارديولا، الذي نجح في تكوين فريق قوي يعتمد على الجماعية والروح القتالية العالية، بشكل يختلف تماماً عن نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، الذي يبحث عن جذب أبرز النجوم في عالم كرة القدم بغض النظر عما إذا كانت هذه النجوم تناسب طريقته في اللعب أم لا، وكأنه جاء من أجل استخدام نادٍ لكرة القدم كلوحة إعلانية لنظام دولة خليجية.
ويجب التأكيد على أن مستوى جميع لاعبي مانشستر سيتي قد تطور بشكل ملحوظ، في الوقت الذي تطور فيه مستوى بعضهم بشكل مذهل. ورغم ذلك، لا يضم هذا الفريق لاعباً واحداً من الطراز العالمي، لكنه يعتمد على الجماعية واللعب المشترك والتعاقد مع اللاعبين الذين يمكنهم تقديم الإضافة التي يحتاجها الفريق، وهي الأشياء التي جعلت الفريق يظهر في نهاية المطاف بهذا الشكل الرائع ويقدم هذا الأداء الجماعي الجميل.
ويمكننا أن نلاحظ ذلك بكل تأكيد من خلال المجهود الكبير الذي بذله جميع اللاعبين في مباراة الديربي. وفي بعض الأوقات من تلك المباراة، كان لاعبو مانشستر سيتي يخسرون الكرة أمام اللاعبين الأقوى منهم من الناحية البدنية، وبدا الأمر وكأن طريقة اللعب التي تعتمد على التمرير والحركة السريعة تواجه صعوبات. وبين شوطي المباراة، كان مانشستر سيتي على بُعد 45 دقيقة من فقدان صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز لصالح ليفربول، لكن الأمور تغيرت تماماً في الشوط الثاني بفضل الجهود الكبيرة التي بذلها لاعبو الفريق، وخاصة في الخط الأمامي.
ورغم أن المهاجم الأرجنتيني سيرجيو أغويرو لم يسجل أهدافاً في تلك المباراة، فإنه لم يكن يتوقف عن الركض. وبالإضافة إلى ذلك، كان هناك النجم البرتغالي برناردو سيلفا على الجانب الأيمن من الملعب لا يتوقف عن المحاولة هو الآخر، ليثبت أنه يستحق تماماً الوجود ضمن قائمة التشكيلة المثالية للدوري الإنجليزي الممتاز التي أعلنت عنها رابطة اللاعبين المحترفين مؤخراً.
والآن، وعندما وصلت البطولة الإنجليزية لآخر محطاتها وارتفعت حدة الإثارة سوف يكون لكل مباراة حسابها الخاص كما في معارك الكأس، ومن المتوقع أن ينجح غوارديولا ولاعبوه في الحفاظ على درع الدوري في نهاية المطاف. وإذا فعلوا ذلك، فسوف يكون هناك حديث معتاد حول المبالغ المالية الطائلة التي أنفقها النادي على التعاقدات الجديدة وعلى القوة الناعمة، وكل ذلك يستحق النقاش لكن في إطاره الطبيعي والمنطقي بعيداً عن المبالغات.
وعلاوة على ذلك، فإن الرياضة عادة ما تحكي قصصها المثيرة، أما القصة الأساسية لهذا النادي فتتمثل في الجماعية والرغبة في التطور بشكل دائم - وهو ما يمكن أن نطلق عليه اسم «مبدأ برناردو» - الذي يعد أكبر درس يمكننا الاستفادة منه.


مقالات ذات صلة

هل تكون وجهة غوارديولا الجديدة تدريب منتخب وطني؟

رياضة عالمية بيب غوارديولا (أ.ف.ب)

هل تكون وجهة غوارديولا الجديدة تدريب منتخب وطني؟

أعطى بيب غوارديولا، المدير الفني لفريق مانشستر سيتي الإنجليزي لكرة القدم، إشارة واضحة عن خططه عقب انتهاء مهمته مع الفريق مشيرا إلى أنه لا يرغب في البدء من جديد.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية غوارديولا (د.ب.أ)

غوارديولا: لن أدرب فريقاً أخر بعد مانشستر سيتي

أعلن الإسباني بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي لكرة القدم، أنه لن يدرب فريقا آخر بعد انتهاء عقده الحالي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر )
رياضة عالمية غوارديولا (رويترز)

غوارديولا: فودن وكوفاتشيتش لن يشاركا أمام يوفنتوس في دوري الأبطال

عاد ثنائي مانشستر سيتي المؤلف من فيل فودن وماتيو كوفاتشيتش للتدريبات، اليوم الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية جلسة الاستماع المتعلقة بنادي مانشستر سيتي انتهت وفي انتظار القرار (رويترز)

انتهاء جلسة الاستماع المتعلقة بمانشستر سيتي

انتهت جلسة الاستماع التي طال انتظارها المتعلقة بنادي مانشستر سيتي بشأن 115 انتهاكاً لقواعد الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية بيب غوارديولا (رويترز)

غوارديولا: فريقي المعاون بدأ دراسة يوفنتوس

رحب بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي بالحصول على يوم إضافي للإعداد لمباراته في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم أمام يوفنتوس الأربعاء، وقال إن ذلك سيمنح فريقه وقتاً.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
TT

«البريميرليغ»: بعشرة لاعبين... سيتي يتعادل من جديد

مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)
مانشستر سيتي اكتفى بنقطة التعادل أمام مستضيفه كريستال بالاس (رويترز)

سجَّل ريكو لويس لاعب مانشستر سيتي هدفاً في الشوط الثاني، قبل أن يحصل على بطاقة حمراء في الدقائق الأخيرة ليخرج سيتي بنقطة التعادل 2 - 2 أمام مستضيفه كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، السبت.

كما سجَّل إرلينغ هالاند هدفاً لسيتي بقيادة المدرب بيب غوارديولا، الذي ظلَّ في المركز الرابع مؤقتاً في جدول الدوري برصيد 27 نقطة بعد 15 مباراة، بينما يحتل بالاس المركز الـ15.

وضع دانييل مونوز بالاس في المقدمة مبكراً في الدقيقة الرابعة، حين تلقى تمريرة من ويل هيوز ليضع الكرة في الزاوية البعيدة في مرمى شتيفان أورتيغا.

وأدرك سيتي التعادل في الدقيقة 30 بضربة رأس رائعة من هالاند.

وأعاد ماكسينس لاكروا بالاس للمقدمة على عكس سير اللعب في الدقيقة 56، عندما أفلت من الرقابة ليسجِّل برأسه في الشباك من ركلة ركنية نفَّذها ويل هيوز.

لكن سيتي تعادل مرة أخرى في الدقيقة 68 عندما مرَّر برناردو سيلفا كرة بينية جميلة إلى لويس الذي سدَّدها في الشباك.

ولعب سيتي بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 84 بعد أن حصل لويس على الإنذار الثاني؛ بسبب تدخل عنيف على تريفوه تشالوبا، وتم طرده.