مطلق النار في كنيس كاليفورنيا خطط لبث هجومه مباشرة

الشرطة تفحص منشوراته على مواقع التواصل... وترمب أدان «جريمة الكراهية»

محققون يصلون إلى موقع إطلاق النار في كنيس يهودي بولاية كاليفورنيا (إ.ب.أ)
محققون يصلون إلى موقع إطلاق النار في كنيس يهودي بولاية كاليفورنيا (إ.ب.أ)
TT

مطلق النار في كنيس كاليفورنيا خطط لبث هجومه مباشرة

محققون يصلون إلى موقع إطلاق النار في كنيس يهودي بولاية كاليفورنيا (إ.ب.أ)
محققون يصلون إلى موقع إطلاق النار في كنيس يهودي بولاية كاليفورنيا (إ.ب.أ)

أفادت تقارير إعلامية بأن منفِّذ الاعتداء على الكنيس اليهودي قرب مدينة سان دييغو بولاية كاليفورنيا الأميركية قد استلهم هجومه من مجزرة نيوزيلندا، وخطّط لبثه على الهواء مباشرةً، بينما اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب الهجوم «جريمة بدافع الكراهية».
وأعلنت الشرطة المحلية أن مطلق النار الذي قتل امرأة وجرح ثلاثة آخرين، أحدهم حاخام، يُدعى جون تي إرنست، ويبلغ من العمر 19 عاماً، وتم توقيفه. وأضافت أنه لم يكن معروفاً للشرطة من قبل.
وذكرت وسائل الإعلام المحلية أنه أعلن على الإنترنت نيته قتل يهود، وأنه ذكر في إحدى هذه الرسائل أنه يخطط لبث هجومه على الهواء مباشرة.
ودان الرئيس الأميركي دونالد ترمب الهجوم الذي وقع في اليوم الأخير من عيد الفصح اليهودي في مدينة باواي التي تضم خمسين ألف نسمة. وهو يأتي بعد ستة أشهر تماماً من الهجوم الذي أودى بحياة أحد عشر شخصا في كنيس بيتسبرغ.
وأعرب ترمب عن «تعازيه الحارّة»، وقال: «في هذه المرحلة، يبدو أنّ الأمر يتعلّق بجريمة بدافع الكراهية. أقدم تعازي الحارّة لجميع المتضررين».
وخلال تجمع عام في مدينة غرين باي بولاية ويسكونسين (شمال) في وقت لاحق، قال ترمب «هذا المساء، قلبُ أميركا مع ضحايا عملية إطلاق النار المروعة داخل كنيس».
وأضاف أن «أمّتنا بكاملها في حداد وتُصلّي من أجل الجرحى وتُبدي تضامنها مع المجتمع اليهودي». وتابع: «ندين بشدّة شرور معاداة السامية والكراهية التي يجب هزيمتها».
وقال ستيف فاوس رئيس بلدية منطقة باواي، لشبكة «إم إس إن بي سي» الإخبارية: «كان هناك أربعة أشخاص مصابين بأعيرة نارية وتوفي أحدهم».
من جهته، صرح المسؤول في شرطة منطقة سان دييغو بيل غور بمؤتمر صحافي بأن الجريح الذي توفي هو امرأة تبلغ من العمر ستين عاماً، والجرحى هم قاصرة وحاخام ورجل في الرابعة والثلاثين من العمر. وأضاف أن الجرحى ليسوا في حال الخطر.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إيمانويل نحشون، أمس (الأحد)، إن طفلة في الثامنة من عمرها، وخالها البالغ من العمر 31 عاماً، جُرحا في الهجوم، مؤكداً أن حالتهما «جيدة».
وأوضح غور أن الشرطة لديها نسخ من منشورات منفّذ الهجوم على شبكات التواصل الاجتماعي ورسالته المفتوحة، مضيفاً: «سندرسها للتأكد من صحتها ونعرف ما يمكن أن تقدمه للتحقيق».
ويؤكد النص الذي ذكرت وسائل الإعلام أن إرنست كتبه أن الرجل استوحى هجومه من برنت تارانت الأسترالي الذي يؤمن بتفوق العرق الأبيض وقتل خمسين شخصاً في هجوم على مسجدين بمدينة كرايستشيرش في نيوزيلندا في 15 مارس (آذار) الماضي، الذي أسفر عن مقتل 50 شخصاً.
ويتبنى مطلق النار في النص أيضاً إحراق مسجد في كاليفورنيا بعد أسبوع من هجمات كرايستشيرش.
وأوضح قائد شرطة سان دييغو أن الشاب دخل إلى كنيس شاباد بعيد الساعة 11:20 (19:20 ت.غ) «بينما كان نحو مائة مؤمن متجمعين». وأضاف أنه أطلق النار من سلاح تعطل، وهذا ما يفسر عدد الضحايا القليل.
واستخدم المهاجم بندقية هجومية من طراز «إيه آر - 15». وكان هذا السلاح استخدم في عمليات إطلاق نار عدة في الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة.
وروى كريستوفر فولتس الذي يقيم بالقرب من الكنيس، لشبكة التلفزيون المحلية «إن بي سي 7»، «كنتُ أمام منزلي وأستعد للعناية بحديقتي، عندما سمعت ستة أو سبعة عيارات نارية». وأضاف: «توقف ذلك وسمعت صوت رجل يصرخ ثم ستة أو سبعة عيارات أخرى».
وأشار غور إلى أن المسلح هرب بالسيارة لدى وصول الشرطة، غير أنه اعتقل لاحقاً ونُقل إلى قسم الشرطة في سان دييغو.
أوضح قائد شرطة سان دييغو ديفيد نيسليت أن أحد عناصر حرس الحدود كان في عطلة وأطلق النار على المشتبه به عند فراره، وأصاب سيارته. وقامت بتوقيفه كتيبة مزودة بكلاب هرعت إلى المنطقة.
وأضاف: «عندما أوقف الشرطي الرجل، رأى بشكل واضح بندقية على المقعد الخلفي لآليته. وضع الشاب في التوقيف الاحتياطي دون أي مشكلات أخرى».
وأعلنت شرطة لوس أنجليس أنها ستعزز مراقبة الكنس وأماكن العبادة الأخرى.
من جهته، أشاد رئيس بلدية باواي بـ«أعضاء الكنيس الذين تصدوا لمطلق النار وتجنبوا حادثاً كان يمكن أن يكون أخطر بكثير».
وقُتل 11 شخصاً قبل ستة أشهر فقط، في 27 أكتوبر (تشرين الأول)، في إطلاق نار داخل كنيس في بيتسبرغ ببنسلفانيا. وكان هذا الهجوم الأكثر دمويّة ضدّ المجتمع اليهودي في الولايات المتحدة.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أن «عملاً جديداً عنيفاً معادياً للسامية في اليوم الأخير من عيد الفصح يصدمنا»، معتبراً أن «الهجوم على كنيس شاباد في بواواي في سان دييغو يعنينا جميعاً».



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».