40 ألف مصلٍ في الأقصى يتحدون إجراءات الاحتلال القمعية

الاتحاد الأوروبي يدعو إسرائيل لوقف هدم ممتلكات فلسطينية في القدس

جنود إسرائيليون يطاردون فلسطينيين في بلدة كفر قدوم قرب نابلس أمس (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون يطاردون فلسطينيين في بلدة كفر قدوم قرب نابلس أمس (أ.ف.ب)
TT

40 ألف مصلٍ في الأقصى يتحدون إجراءات الاحتلال القمعية

جنود إسرائيليون يطاردون فلسطينيين في بلدة كفر قدوم قرب نابلس أمس (أ.ف.ب)
جنود إسرائيليون يطاردون فلسطينيين في بلدة كفر قدوم قرب نابلس أمس (أ.ف.ب)

رغم إغلاق المدينة المقدسة بعشرات الحواجز العسكرية والدوريات الاحتلالية في جميع أحيائها، أدى أكثر من 40 ألف مواطن من القدس والجليل والمثلث والساحل (فلسطينيي 48)، صلاة الجمعة أمس، في رحاب المسجد الأقصى المبارك.
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، قد فرضت منذ ساعات صباح، أمس (الجمعة)، إغلاقاً محكماً على مداخل البلدة القديمة من القدس الشرقية المحتلة، بحجة «أعياد الفصح اليهودية والمسيحية». فشدّدت إجراءاتها وسط المدينة وبلدتها القديمة ومحيط بواباتها الرئيسية، وأغلقت كثيراً من الشوارع والطرق الرئيسية بسواتر حديدية، مع وجود «دوريات» عسكرية وشرطية، خصوصاً في شارع الواد الممتد من داخل باب العامود والمُفضي إلى أبواب المسجد الأقصى وأسواق وحارات القدس القديمة والأسواق. وتبين أن الهدف الأساسي هو حماية المستوطنين اليهود الذين يدخلون باحات الأقصى، حتى يشعروا بالأمان، ويؤدوا الصلوات بالفصح ويمارسوا الشعائر التلمودية.
كما كثفت قوات الاحتلال من تواجدها العسكري على مداخل جميع مدن الضفة الغربية، ونصب جنودها حواجز عسكرية وأعاقوا حركة المواطنين فيها، ما أدى إلى اندلاع مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في عدة مناطق متفرقة. وكما في كل أسبوع، هاجمت قوات الاحتلال المسيرات السلمية في بلعين (غرب رام الله) وكفر قدوم (قضاء قلقيلية)، ونفذت سلسلة اعتقالات، وقذفت قنابل الغاز المسيل للدموع وغيرها من وسائل قمع المظاهرات، التي شارك فيها كل من نشطاء اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان والأهالي ومعهم بعض نشطاء السلام الإسرائيليين، ومتضامنون أجانب. ورفع المشاركون في المسيرات العلم الفلسطيني، وجابوا الشوارع، مرددين الهتافات الداعية إلى الوحدة الوطنية، ومقاومة الاحتلال، وإطلاق سراح جميع الأسرى، والحرية لفلسطين، وعودة جميع اللاجئين إلى ديارهم وأراضيهم التي هجروا منها.
وقد ادعت السلطات الإسرائيلية أنها رفعت من درجة التأهب في صفوف عناصرها، بعد تلقي معلومات عن نية فلسطينيين، تنفيذ عملية إطلاق نار في الضفة الغربية. ونقل موقع «مفزاك لايف» الإسرائيلي، أن معلومات وردت لأجهزة الأمن الإسرائيلية تفيد بأن فلسطينيين اثنين يخططان لتنفيذ عملية إطلاق نار تستهدف قوات الاحتلال والمستوطنين على شوارع الضفة الغربية. وأضاف الموقع، أنه على ضوء هذه المعلومات، فإن قوات الجيش والمخابرات رفعت من درجة التأهب في صفوفها وانتشرت بأعداد كبيرة على مفارق الطرق الرئيسية، دون أن يشير الموقع إلى المنطقة التي خرج منها الإنذار الأمني.
وأفادت مصادر محلية بأن المستوطنين استغلوا الوجود المكثف لقوات الاحتلال لممارسة مختلف الاعتداءات. وأفاد مواطنون من الخليل بأن مجموعة مستوطنين ألقوا مواد سامة في بئر مياه شرق يطا، فجر أمس (الجمعة). وقال منسق اللجان الشعبية والوطنية في الجنوب، راتب الجبور، إن المستوطنين قدموا من مستعمرة «ماعون» المقامة على أراضي المواطنين شرق يطا وألقوا مواد سامة لونها أزرق في بئر مياه يستخدمها رعاة الأغنام في منطقة الحمرة في المسافر الشرقية المحاذية للمستوطنة، وذلك بهدف تسميم الأغنام التي تشرب من البئر. وأوضح أن أعمال العربدة ومطاردة الرعاة والتضييق عليهم من قبل المستوطنين في المسافر الشرقية ليطا التي تتكثف في موسم الرعي، تهدف لتهجيرهم وطردهم من أراضيهم للسيطرة عليها.
وكان نحو 250 مستوطناً قد تسللوا مساء أول من أمس (الخميس)، إلى موقع أثري في قرية الجيب، بحماية جنود الاحتلال واقتحموا منطقة الجيب الأثرية، وأدوا طقوساً دينية في المكان. وأغلقت قوات الاحتلال الطريق الرئيسية المؤدية إلى القرية أمام المواطنين لمدة ساعتين، وذلك لتأمين الحماية للمستوطنين، أثناء تأدية الطقوس.
من جهة ثانية، أعلنت مصادر فلسطينية إصابة 60 فلسطينياً أمس، خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي على أطراف شرق قطاع غزة. وأوضحت المصادر أن من بين المصابين 4 إناث و15 طفلاً ومسعفاً وصحافياً، إضافة إلى عشرات آخرين بحالات اختناق والرصاص المطاطي. واندلعت المواجهات ضمن جمعة جديدة من مسيرات العودة حملت شعار «الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام» الفلسطيني الداخلي المستمر منذ منتصف عام 2007. ودعت الهيئة العليا لمسيرات العودة في بيان في ختام الاحتجاجات، إلى «استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام لتعزيز مكامن القوة لدى الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي». وقالت الهيئة: «آن الأوان للتخلص منه (الانقسام) ومن تبعاته الأليمة وحانت لحظة الوحدة والمصالحة، وتحقيق الشراكة الوطنية الفلسطينية ودون تفرد أحد على حساب الآخرين». ودعت الهيئة مصر إلى «مواصلة جهودها بهدف تحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام، وتسهيل وزيادة أعداد المسافرين عبر منفذ رفح البري» مع قطاع غزة.
وحثت الهيئة الرئيس الفلسطيني محمود عباس على «القدوم العاجل إلى غزة كي نعلن معاً من هنا وضع استراتيجية وطنية، وخطة عمل مشتركة لمواجهة صفقة القرن في ظل الوحدة القائمة على الشراكة في الدم والقرار واحترام إرادة الشعب». وحذرت الهيئة إسرائيل من «المماطلة في تنفيذ تفاهمات كسر الحصار التي رعتها مصر الشقيقة» لتعزيز التهدئة في قطاع غزة. وتطالب مسيرات العودة المستمرة منذ 30 مارس (آذار) 2018، التي قتل فيها 172 فلسطينياً في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي منذ ذلك الوقت، برفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة.
إلى ذلك، أعربت بعثات دول الاتحاد الأوروبي في القدس ورام الله أمس، عن قلقها البالغ من هدم السلطات الإسرائيلية ممتلكات فلسطينية في حي سلوان في القدس الشرقية قبل نحو أسبوع. وقال الاتحاد الأوروبي في بيان بالتوافق مع رؤساء بعثات الاتحاد في القدس ورام الله: «تتوقع بعثات دول الاتحاد الأوروبي من السلطات الإسرائيلية إعادة النظر في تنفيذ أوامر الهدم المتعلقة بالممتلكات الفلسطينية في سلوان». وأضاف البيان: «تُذَكِّر بعثات الاتحاد الأوروبي ببيانات وتصريحات مجلس وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي؛ حيث كرر الاتحاد الأوروبي من خلالها معارضته الشديدة لسياسة الاستيطان الإسرائيلية والإجراءات المتخذة ضمن هذا السياق مثل إخلاء المنازل وهدم البيوت». وأكد البيان أن «سياسة بناء وتوسيع المستوطنات هي سياسة غير قانونية وفقاً للقانون الدولي، كما أن استمرارها يُقَوِض من قابلية حل الدولتين للحياة وإمكانية تحقيق السلام الدائم».



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.