«عوامل مؤقتة» تدفع الاقتصاد الأميركي لنمو فصلي أكبر من المتوقع

«عوامل مؤقتة» تدفع الاقتصاد الأميركي لنمو فصلي أكبر من المتوقع
TT

«عوامل مؤقتة» تدفع الاقتصاد الأميركي لنمو فصلي أكبر من المتوقع

«عوامل مؤقتة» تدفع الاقتصاد الأميركي لنمو فصلي أكبر من المتوقع

تسارع نمو الاقتصاد الأميركي في الربع الأول من العام الحالي، لكن قوة النمو جاءت مدفوعة بتراجع محدود للعجز التجاري، وأكبر تراكم للسلع غير المبيعة منذ 2015، وهي عوامل مؤقتة من المرجح أن تسلك اتجاهاً مضاداً في الفصول المقبلة.
وقالت وزارة التجارة الأميركية في تقريرها للناتج المحلي الإجمالي الصادر أمس (الجمعة) إن الناتج المحلي الإجمالي زاد بوتيرة سنوية 3.2 في المائة في الربع الأول من العام. وتلقى النمو الدعم من زيادة الاستثمار الحكومي. وجاء هذا الارتفاع لمعدل نمو الاقتصاد، في حين توقع المحللون نمواً بمعدل 2.1 في المائة خلال الربع الأول من العام الحالي.
لكن إنفاق المستهلكين والشركات تباطأ بقوة، وانكمش الاستثمار في بناء المنازل للربع الخامس على التوالي، مما يضفي صورة ضعيفة على التقرير. ونما الاقتصاد بوتيرة نسبتها 2.2 في المائة في الفترة بين أكتوبر (تشرين الأول) وديسمبر (كانون الأول).
وكان خبراء اقتصاد استطلعت «رويترز» آراءهم توقعوا زيادة الناتج المحلي الإجمالي بمعدل اثنين في المائة في الأشهر الثلاثة الأولى من العام. ونزل النمو من ذروة بلغت 4.2 في المائة في الربع الثاني من 2018. وسيسجل الاقتصاد نمواً لعشر سنوات في يوليو (تموز)، وهي أطول فترة نمو على الإطلاق.
وارتفعت الصادرات وانخفضت الواردات في الربع الأول، مما أدى إلى تسجيل عجز محدود أضاف 1.03 نقطة مئوية إلى الناتج المحلي الإجمالي بعدما لم يسجل مساهمة أو خصماً في الربع الأخير من العام الماضي. وتسببت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في تقلبات حادة في عجز التجارة، مع سعي المصدرين والمستوردين لاستباق حرب الرسوم الجمركية بين الاقتصادين العملاقين.
وأثرت المواجهة بين البلدين أيضاً على المخزونات، التي زادت بوتيرة قدرها 128.4 مليار دولار في الربع الأول، وهي أقوى وتيرة منذ الربع الثاني من 2015. ويرجع تراكم المخزون لأسباب من بينها ضعف الطلب، خصوصاً في قطاع السيارات، ومن المتوقع أن يضغط على إنتاج المصانع في المستقبل.
وأسهمت المخزونات بمقدار 0.65 نقطة مئوية في الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول.
وتباطأ نمو إنفاق المستهلكين، الذي يمثل ما يزيد على ثلثي النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة، إلى 1.2 في المائة، من الوتيرة البالغة 2.5 في المائة المسجلة في الربع الرابع من العام الماضي.


مقالات ذات صلة

انتعاش قطاع التصنيع الأميركي في ديسمبر رغم تحديات الأسعار

الاقتصاد روبوتات مستقلة تقوم بتجميع سيارة «إس يو في» بمصنع «بي إم دبليو» في ساوث كارولاينا (رويترز)

انتعاش قطاع التصنيع الأميركي في ديسمبر رغم تحديات الأسعار

اقترب قطاع التصنيع في الولايات المتحدة من التعافي في ديسمبر؛ إذ شهد انتعاشاً في الإنتاج وزيادة في الطلبات الجديدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد بورصة نيويورك في المنطقة المالية في مانهاتن (رويترز)

من الرسوم الجمركية إلى التضخم: ما الذي ينتظر الاقتصاد الأميركي في 2025؟

يدخل الاقتصاد الأميركي عام 2025 في حالة مستقرة وجيدة نسبياً؛ حيث شهدت البلاد انخفاضاً ملحوظاً في معدلات التضخم التي كانت قد أثَّرت على القوة الشرائية للمستهلكين

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد بورصة نيويورك خلال أول يوم تداول من العام الجديد في 2 يناير 2025 (أ.ف.ب)

تحديات جديدة تواجه صناديق الاستثمار المتداولة في الولايات المتحدة

تستعد صناديق الاستثمار المتداولة في الولايات المتحدة لمواجهة تحديات جديدة قد تؤثر في استمرار نموها الهائل في عام 2025.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد لافتة خارج بورصة نيويورك تشير إلى تقاطع شارعي وول ستريت وبرود ستريت (أ.ب)

بداية متواضعة للأسواق الأميركية في 2025 مع تفاؤل حذر

بدأت مؤشرات الأسهم الأميركية عام 2025 بتحركات متواضعة الخميس وارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.3 % في التعاملات المبكرة

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد المشاة يسيرون عبر ساحة تايمز سكوير في مدينة نيويورك (رويترز)

تراجُع غير متوقع في طلبات إعانات البطالة الأميركية

انخفض عدد الأميركيين المتقدمين بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل غير متوقع الأسبوع الماضي، مما يشير إلى تراجع وتيرة التسريحات مع نهاية عام 2024.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«قطار الرياض» يصل إلى آخر محطاته بافتتاح «المسار البرتقالي»

جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)
جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)
TT

«قطار الرياض» يصل إلى آخر محطاته بافتتاح «المسار البرتقالي»

جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)
جانب من إحدى محطات «قطار الرياض» (النقل العام لمدينة الرياض)

مع انطلاق «المسار البرتقالي»، اليوم (الأحد)، اكتمل تشغيل مسارات «قطار الرياض»، المشروع الأضخم من نوعه في العالم، وفق ما أعلنت الهيئة الملكية لمدينة الرياض.

وتأتي هذه الخطوة في إطار الخطة التوسعية للمشروع الذي تم تدشينه في ديسمبر (كانون الأول) 2024.

يربط «المسار البرتقالي - محور طريق المدينة المنورة» شرق الرياض بغربها، حيث يمتد من طريق جدة غرباً حتى الطريق الدائري الشرقي الثاني في منطقة خشم العان شرقاً، وذلك بطول إجمالي يبلغ 41 كيلومتراً. ويشمل المسار 5 محطات رئيسية هي: «طريق جدة»، و«طويق»، و«الدوح»، و«طريق هارون الرشيد»، و«النسيم» التي تعد محطة تحويل تربط بين المسار البرتقالي والمسار البنفسجي.

ويتميز هذا المسار بوجود أكبر عدد من مواقف السيارات مقارنة ببقية المسارات، حيث يصل إلى 3600 موقف، ما يعزز من سهولة الوصول إلى المحطات من قِبَل مستخدمي القطار. وفي خطوة موازية، بدأ تشغيل ثلاث محطات جديدة على «المسار الأزرق - محور طريق العليا البطحاء»، وهي محطات «المروج»، و«بنك البلاد»، و«مكتبة الملك فهد».

ويُعد «قطار الرياض» أضخم مشروعات النقل العام، حيث يغطي كامل مساحة العاصمة ضمن مرحلة واحدة. ويشمل شبكة متكاملة من 6 مسارات تمتد على طول 176 كيلومتراً، وتضم 85 محطة، من بينها 4 محطات رئيسية. ويتميز بكونه أطول شبكة قطار من دون سائق في العالم. ويحظى القطار بقدرة استيعابية تصل إلى 3.6 مليون راكب يومياً، مما يعزز الربط بين مختلف أجزاء العاصمة، ويسهم في تسهيل حركة التنقل للساكنين والزوار. وتستهدف الهيئة الملكية لمدينة الرياض من خلال هذا المشروع تحسين جودة الحياة، بما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030».

جانب من إحدى محطات «المسار البرتقالي» (واس)

الجدير ذكره أن تكلفة التنقل عبر «قطار الرياض» هي الأقل بين دول «مجموعة العشرين»، حيث يشكل تكاليف التنقل نحو 0.5 في المائة من دخل الفرد اليومي في السعودية، الذي يعادل 195 دولاراً (733 ريالاً).

وتبدأ ساعات تشغيل «قطار الرياض» من السادسة صباحاً حتى منتصف الليل، ويمكن للمستخدمين تحديد وجهاتهم وشراء التذاكر عبر تطبيق «درب»، أو من خلال مكاتب بيع التذاكر أو أجهزة الخدمة الذاتية في المحطات. كما يوفر القطار وسائل دفع رقمية متعددة عبر البطاقات المصرفية والائتمانية، وكذلك الهواتف الذكية.

تعد شبكة «قطار الرياض» جزءاً أساسياً من خطة المملكة لتطوير قطاع النقل العام في إطار «رؤية 2030». ومن خلال هذا المشروع، تسعى البلاد إلى تخفيف الازدحام المروري، وتعزيز الاستدامة البيئية، وتوفير وسائل نقل آمنة.