بات فريقا أبها وضمك، على مشارف الوصول إلى دوري المحترفين السعودي، بعد أن أصبح كل منهما بحاجة إلى فوز واحد فقط من أربع مباريات متبقية لضمان التأهل من خلال المركزين الأول والثاني، ليشكل بذلك الحدث الرياضي الأكبر لكرة القدم في منطقة الجنوب وتحديدا أبها وخميس مشيط.
ولم يسبق للفريقين أن تأهلا سوياً إلى دوري المحترفين بأي من أسمائه السابقة، سواء الدوري الممتاز أو غيره من الأسماء الأخرى، بل إن ضمك تأهل لمرة واحدة قبل «38» عاما إلى الدوري المشترك، فيما تأهل أبها مرتين سابقتين إلى دوري الأضواء آخرهما في موسم «2007 - 2008»، وسيكون تأهله هذه المرة، الثالث في تاريخه.
ومع ضمان الفريقين الصعود سوياً إلى دوري المحترفين، فستبقى بطاقة واحدة مباشرة إلى دوري المحترفين ويبدو الأقرب إلى نيلها أحد فرق الشرقية وتحديدا الخليج والعدالة، حيث يتساويان في عدد النقاط برصيد «55» نقطة لكل منهما ويبعدان عن أبها المتصدر بفارق «9» نقاط وعن ضمك «8» نقاط بعد أن تعثرا في الجولة الماضية مقابل مواصلة الفريقين المتصدرين انطلاقتهما.
ورغم أن فريق الجيل كان يسعى للهروب من خطر الهبوط لدوري الدرجة الثانية، فإنه ومن خلال الفوز الكبير الذي حققه على ضيفه فريق جدة بثلاثة أهداف نظيفة أصبح من المنافسين للحصول على بطاقة مباشرة أو خوض الملحق مع أن الفارق بينه وبين الخليج والعدالة يصل إلى «5» نقاط.
ويبدوا أن الجولات المقبلة ستكون اختبارا حقيقياً للفرق المتنافسة، خصوصا الخليج والعدالة من خلال مواجهتهما المباشرة في سيهات في الحادي عشر من مايو (أيار) «أيار» المقبل أو خوض كل منهما مواجهات صعبة ضد أبها وضمك اللذان باتا يفكران جديا في حصد الدرع وليس الاكتفاء بالصعود.
ورغم أن فريق أبها صعد حديثا من دوري الثانية فإن إدارته برئاسة الدكتور أحمد الحديثي واصلت العمل بشكل دؤوب ضمن المنافسة على الصعود وليس البقاء لموسم على الأقل في الأولى، حيث تعاقدت مع المدرب التونسي الخبير عبد الرزاق الشابي، الذي سبق له أن قاد عدة فرق لدوري المحترفين من بينهم نادي القادسية.
كما تم التعاقد مع لاعبين مميزين من أصحاب الخبرة يتقدمهم اللاعب خالد الزيلعي الذي خاض تجربة احترافية لعدة سنوات مع نادي النصر.
وعلى صعيد اللاعبين الأجانب فقد وفقت الإدارة في جلب عدد من اللاعبين المميزين يتقدمهم الحاج عثمان باري، الذي حسم كثيرا من المباريات الشائكة على الفريق وآخرها أمام النهضة، حينما تكفل بتسجيل الهدفين اللذين قلبا الطاولة في وجه الضيوف.
من جانبه، قال رئيس نادي ضمك صالح أبو نخاع، الذي بات فريقه على بعد خطوة من الوصول التاريخي لدوري المحترفين، إن ضمك مر بكثير من الصعوبات وأبرزها الديون التي كانت تقارب «6» ملايين ريال، إلا أن التكاتف الكبير من أعضاء مجلس إدارة النادي وأعضاء الشرف، واللاعبين، والجهاز الفني والإداري، كان له الأثر الواضح في تجاوز هذا الموضوع والسعي لتقديم الفريق بصورة مميزة.
وأضاف: «لا شك أن تقديم الفريق نتائج مميزة تعزز بعد أن حظي النادي بدعم سخي وكبير من قبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، الذي تكفل بسداد ديون النادي مما كان له الأثر الإيجابي، كما أن الدعم الذي حظي به النادي وجاره أبها من قبل الأمير تركي بن طلال كان مؤثرا جدا في مسيرة الناديين، حيث إن دعم ولي العهد شمل الناديين في ظل المستويات الكبيرة والعمل المنجز الذي تم ولذا كانت كل الدوافع إيجابية لتحقيق هذا الحلم الكبير».
وأشار إلى أن هناك مصاعب كثيرة تتعرض لها فرق دوري الأولى من بينها ضعف المداخيل المالية مع «تجاهل غريب» من قبل اتحاد كرة القدم لهذه المشاكل، فيما قامت الرابطة برئاسة مسلي آل معمر بدور فعال جداً من خلال تقديم دعم منتظم للأندية ناتج عن الدعم الذي قدمه ولي العهد لجميع الأندية، وهذا الدعم المنتظم ساهم في تجاوز كثير من المصاعب المالية وإن كان يسد الاحتياجات والمصاريف بنسبة لا تتجاوز «60» في المائة.
وتوقع أبو نخاع في ختام حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن يحظى النادي بدعم من أعضاء الشرف ومحبيه في حال بلغ دوري المحترفين، من أجل تجهيز فريق قادر على تحقيق نتائج إيجابية وليس المشاركة ضيف شرف.
من جانبه، قال رئيس نادي العدالة المهندس عبد العزيز المضحي إن فريقه سيسعى للحصول على بطاقة مباشرة بالصعود لدوري المحترفين، وإن لم يتحقق ذلك، فسنسعى للوصول إلى مباراة الملحق.
وأكد المضحي، أن إدارة النادي خططت للصعود لكن دون أي ضغوط مورست على اللاعبين، خصوصاً أن الفريق عاد مجددا لدوري الأولى، كما أنه لم يسبق أن وصل إلى الدوري الممتاز ولذا فهو يسعى لتحقيق هذا المنجز.
وأشاد بالعمل الكبير الذي يقوم به المدرب التونسي رضا الجدي، والذي تم الصبر على النتائج بوجوده للثقة الكبيرة بقدراته، وأيضا تم ضم لاعبين أجانب مؤثرين، يتقدمهم المدغشقري كاروليس أندريا الذي يتصدر قائمة الهدافين حتى الآن برصيد «17» هدفا، مشيرا إلى أن فريقه سيخوض بقية المباريات بوصفها مباريات كؤوس.
وعن أبرز المصاعب التي تواجه الفريق، قال المضحي: المصاعب المالية بالتأكيد تقف على رأس المشاكل، ولكن مع ذلك هناك مكافآت فوز منتظمة ومجزية تدفع للاعبين بعد كل فوز وسيستمر ذلك المحفز رغم كل الظروف.
في المقابل، بات فريق العروبة «وهو من أعرق الفرق في دوري الدرجة الأولى» أول الهابطين رسميا لدوري الدرجة الثانية بعد أن ظهرت مستوياته ونتائجه المتواضعة رغم أن الفريق لم تمض سنوات طويلة على وجوده في دوري المحترفين.
وعزا رئيس النادي السابق مريح المريح هذا الإخفاق إلى كثير من العوامل التي أثرت سلبا من بينها طول الدوري الذي تصل مدته إلى «11» شهرا متواصلا و38 أسبوعا وهي فترة طويلة جدا وتحتاج إلى لاعبين على مستوى عال من الأساسيين والاحتياطيين، وكذلك عدم توفيق الإدارة في التعاقد مع لاعبين أجانب مؤثرين رغم أنها سعت إلى ذلك في فترتي التسجيل الصيفية والشتوية لكن من أتوا في الشتوية كانوا أسوء ممن قبلهم.
وشدد مريح على أن فريق العروبة ضم بين صفوفه لاعبين على مستوى فني مميز، مثل عبد المجيد الرويلي ولا يزال هذا النادي مطمع كثير من اللاعبين وإن هبط فإنه لن يبقى طويلاً بعيدا عن الأولى لامتلاكه مقومات النهوض من دعم رجالات النادي وأبناء الجوف وكذلك وجود منشأة تساعده في تحقيق كثير من الأهداف، مطالبا الجميع بعدم إثارة الخلافات، لأن العروبة عرف عنه أنه من أفضل الأندية من حيث تكاتف رجالها في أحلك الظروف.
أبها وضمك يعيدان لرياضة «الجنوب» هيبتها
كلاهما بات على بعد خطوة واحدة فقط من الصعود إلى دوري الأضواء
أبها وضمك يعيدان لرياضة «الجنوب» هيبتها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة