هل هناك لاعب في مانشستر يونايتد يستحق أن تحزن الجماهير لرحيله؟

الفريق تلقى الخسارة السابعة في آخر تسع مباريات بمختلف المسابقات وبعد تولي سولسكاير منصبه بشكل دائم

سمولينغ ودي خيا وتعبيرات توضح الحالة المتدهورة لنجوم فريق مانشستر يونايتد  -  التعاقد مع سانشيز براتب باهظ لم يضف ليونايتد أي قوة
سمولينغ ودي خيا وتعبيرات توضح الحالة المتدهورة لنجوم فريق مانشستر يونايتد - التعاقد مع سانشيز براتب باهظ لم يضف ليونايتد أي قوة
TT

هل هناك لاعب في مانشستر يونايتد يستحق أن تحزن الجماهير لرحيله؟

سمولينغ ودي خيا وتعبيرات توضح الحالة المتدهورة لنجوم فريق مانشستر يونايتد  -  التعاقد مع سانشيز براتب باهظ لم يضف ليونايتد أي قوة
سمولينغ ودي خيا وتعبيرات توضح الحالة المتدهورة لنجوم فريق مانشستر يونايتد - التعاقد مع سانشيز براتب باهظ لم يضف ليونايتد أي قوة

إذن هل هذا هو الفريق الذي كان يعول عليه ليفربول في الفوز باللقب؟ من المؤكد أن جماهير ليفربول لم تستمتع كثيراً بمشاهدة مانشستر يونايتد وهو يُهزم بملعبه على يد المنافس الأبرز على اللقب مانشستر سيتي، وربما كان يراودها أمل ضئيل في أن يصدر ثمة رد فعل من يونايتد، وأن يدفعه العار الذي جلبه لنفسه من الخسارة الثقيلة أمام إيفرتون الأحد الماضي برباعية نظيفة إلى محاولة تقديم عرض جيد كنوع من التعويض أمام مانشستر سيتي.
لم يتحقق أمل ليفربول، ولم يكن بالأجدر أن يعول على هذا الأمر. الغريب أنه في ذات اللحظة التي بدا فيها أن النرويجي أولي غونار سولسكاير ضمن وظيفة مدرب مانشستر يونايتد بشكل دائم، بدأ لاعبوه في التصرف وكأنه مجرد معلم احتياطي.
تمثل الهزيمة التي مني بها مانشستر يونايتد أمام سيتي السابعة في آخر تسع مباريات في مختلف المسابقات، وتراكم للنتائج السلبية بعد البداية الإيجابية لمدربه سولسكاير وفي أسوأ سجل للفريق منذ عام 1981 ـ الغريب أنه في الوقت الذي كان منافسو يونايتد على المركز الرابع يتساقطون (آرسنال وتشيلسي) إلا أن الفريق لم يقتنص الفرص وتابع أداءه المتراجع مع أن الصحف النرويجية ما تزال تتحدث بزهو عن أن الفريق ما زال بإمكانه احتلال المركز الثالث بجدول ترتيب أندية الدوري تحت قيادة سولسكاير ـ ربما كان هذا الترتيب يمكن تحقيقه لو أن الموسم بدأ عندما حل الرجل النرويجي محل جوزيه مورينيو، وربما كانت الصورة ستبدو أفضل إشراقا من الوضع الذي يظهر عليه الفريق.
الواضح أن مشكلات مانشستر يونايتد تضرب في النادي بجذور أعمق كثيراً عن أداء سولسكاير نفسه، ففي ظل قيادة مورينيو ظل الفريق مكانه ساكناً في وقت كانت تجتاح جنبات النادي ثقافة مسمومة بثها فيه المدير الفني البرتغالي. وعليه، بدا قرار طرده منطقياً تماماً في خضم محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه خلال الموسم على أمل إنجاز الموسم في واحد من المراكز الأربعة الأولى أو اقتناص كأس الاتحاد الإنجليزي أو دوري أبطال أوروبا.
وبالفعل، تحسن أداء مانشستر يونايتد خلال الأسابيع الأولى من تولي سولسكاير مهمة تدريبه. وخلال تلك الفترة، أظهر النرويجي قدراً أكبر بكثير من البراعة التكتيكية عما حققه مع نادي كارديف. وربما كان قرار تعيين سولسكاير مدرباً مؤقتاً للفريق الخيار الأمثل الذي اتخذه مجلس إدارة مانشستر يونايتد منذ تقاعد سير أليكس فيرغسون، خاصة أن النرويجي واحد من أساطير النادي وصاحب شخصية لطيفة ووجه مبتسم قادر على تهدئة حدة التوتر داخل النادي ومعاونته في كسب بعض الوقت.
إلا أن جميع هذه المزايا انهارت عندما حصل على الوظيفة بصورة دائمة نهاية الشهر الماضي ـ قرار فضح افتقار مديري النادي إلى الخبرة الكروية وميلهم نحو محاباة الرأي العام، بدلاً عن وضع خطة ممنهجة للمسار الصحيح للنادي.
جدير بالذكر أنه منذ فترة مبكرة للغاية من عمله، بدا أداء المدير الفني ديفيد مويس مفتقراً إلى عمقه المعتاد داخل مانشستر يونايتد. ومع هذا، كان من الصعب رفض إغراء تعيينه بعدما رشحه فيرغسون خليفة له. أما الاستعانة بالهولندي لويس فان غال، فإنها كانت لتبدو منطقية فقط في إطار توجه عام من قبل النادي نحو السير على النهج الهولندي بصورة أكبر. إلا أن هذه لم تكن الحال بالطبع. وبوجه عام، بدا أن مجلس إدارة مانشستر يونايتد لا يملك أي معرفة بكرة القدم باعتبارها رياضة بحاجة إلى تخطيط على المدى الطويل، ولا يعي أهمية البنية التحتية أو الفلسفات الكروية أو جهود إرساء الأسس. بعد ذلك، جرى استبداله والاستعانة بمورينيو والذي رغم عمله تحت قيادة فان غال في برشلونة منذ عقدين سابقين، فإنه تحول بمرور الوقت نحو نمط مغاير تماماً من كرة القدم.
وبالفعل، بدا مورينيو متناسباً مع نموذج عام يدور حول فكرة سعي مانشستر يونايتد خلف الأسماء الكبرى المتربعة على القمة أو حتى تجاوزتها، بدلاً عن محاولة الاستفادة من المواهب الصاعدة ـ ويعتبر هذا في حد ذاته إخفاقا من جانب مسؤولي النادي يفسر بصورة جزئية السبب وراء كون مانشستر يونايتد النادي الوحيد من بين الأندية الستة الأولى في الدوري الممتاز الموسم الماضي الذي أخفق في جني أرباح. وبالنظر إلى التغييرات التي أدخلها النادي على هيكل الأجور فيه، فإن الاستعانة بالمهاجم التشيلي ألكسيس سانشيز ربما اتضح لاحقاً أنه القرار الأفدح تكلفة في تاريخ النادي.
وبالمثل، يوحي توقيت قرار تعيين سولسكاير مدرباً بصورة دائمة بأن مجلس إدارة النادي يتصرف دوماً كرد فعل، بحيث يستجيب للظروف. ولذلك، شعر مديرو النادي بإغراء الاستجابة لفترة نشاط مؤقتة في ظل قيادة مدرب جديد، بدلاً عن الانتظار والتروي للتحقق مما إذا كانت هذه الطفرة في أداء الفريق حقيقية. من جانبه، ألقى سولسكاير باللوم على افتقار لاعبيه إلى اللياقة البدنية المناسبة ـ وبالفعل تكشف الأرقام أن لاعبي مانشستر يونايتد جروا أقل من لاعبي إيفرتون بمقدار ثمانية كيلومترات وكذلك تراجع مستوى لياقتهم في الشوط الثاني أمام سيتي، الأمر الذي يبدو منطقياً، بالنظر إلى أن إحصاءات معدل جري لاعبي مانشستر يونايتد كانت سيئة على امتداد الموسم. وربما نجح لاعبوه في رفع مستوى أدائهم خلال الفترة الأولى من قيادته، لكنهم عجزوا عن الحفاظ على هذا التحسن.
ومع ذلك، تبدو ثمة مشكلات أكثر عمقاً تتعلق بالتوجه العام والأفراد. الواضح أن أداء صانع اللعب بول بوغبا والمهاجم أنطوني مارسيال تراجع بصورة بالغة، بينما تحول المدافعين كريس سمولينغ وفيل جونز بمرور الوقت إلى صورة أشبه بتمثالي الأسدين المرابطين خارج المتحف البريطاني، فرغم الهيبة التي اكتسباها بفضل تاريخهما، فإنهما في واقع الأمر لا يقدمان إضافة ملموسة في خط الدفاع. أما رحلة إسبانيا الأسبوع الماضي فيبدو أنها تركت تأثيراً سلبياً تمثل في تحويل ديفيد دي خيا المتألق مع يونايتد على مدار الموسم إلى ديفيد دي خيا المهتز في صفوف المنتخب الإسباني. أما البرازيلي فريد فيبدو متحيراً بسبب حالة الفوضى المحيطة به.
والسؤال الآن: بخلاف ماركوس راشفورد، رغم أنه حتى تعثر أداؤه بعض الأحيان في الفترة الأخيرة، هل هناك لاعب في صفوف مانشستر يونايتد ستشعر جماهير النادي بخيبة أمل حقيقية حال رحيله؟ ربما الوضع الحالي يشير إلى أن مورينيو كان له بعض العذر، وإن كانت الحقيقة تظل أن المدرب البرتغالي شخصياً يتحمل مسؤولية بعض الصفقات الجديدة، إضافة إلى تورطه في تهميش بعض المواهب داخل الفريق.
المؤكد أن ثمة حاجة ملحة لإجراء حركة إصلاح شاملة داخل جنبات مانشستر يونايتد. وربما لا يوجد على وجه الأرض مدرب يملك الخبرة والقدرة اللازمة لإحداث مثل هذه الثورة. هل يمكن لسولسكاير فعل ذلك. ربما، لكن السؤال الذي يفرض نفسه الآن: لو أن مانشستر يونايتد لم يمنح سولسكاير منصب المدرب بصورة دائمة منذ شهر مضى، هل كان المدير التنفيذي إيد وودورد سيتخذ القرار ذاته نهاية الموسم؟ وهل كانت الجماهير سترغب في استمراره؟
في الواقع النقطة الإيجابية الوحيدة بالنسبة لمانشستر يونايتد من وراء أدائه الرديء الحالي في أنه على الأقل سيحول دون اقتناص ليفربول للقب.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».