حجم التبرعات لترميم كاتدرائية نوتردام يثير جدلاً

أعمال ترميم كاتدرائية نوتردام (أ.ب)
أعمال ترميم كاتدرائية نوتردام (أ.ب)
TT

حجم التبرعات لترميم كاتدرائية نوتردام يثير جدلاً

أعمال ترميم كاتدرائية نوتردام (أ.ب)
أعمال ترميم كاتدرائية نوتردام (أ.ب)

أثارت التبرعات الضخمة التي تعهد بها أفراد ومؤسسات لترميم كاتدرائية نوتردام في باريس بعد تعرضها لحريق مدمر، حالة من الجدل، إذا اعتبرها البعض زائدة عن الحد وكان يمكن استغلالها في أمور أخرى.
ومنذ الحريق الذي اندلع في الكاتدرائية الأسبوع الماضي، بدأت التبرعات تتدفق من مختلف أنحاء العالم لإعادة هيكل الكاتدرائية إلى مجده السابق.
وتبرع الأشخاص العاديون والمليارديرات بما لا يقل عن 750 مليون يورو في الأيام العشرة التي تلت انهيار سقف المبنى الرئيسي في 15 أبريل (نيسان) الحالي.
وتشير التقديرات الأولية لخبراء البناء الفرنسيين إلى أن التبرعات قد تفوق بكثير تكلفة الإصلاحات، ويرى بعد المنتقدين للموضوع أنه كان من الممكن إنفاق الأموال بشكل أفضل في مكان آخر، بحسب تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).
وتقول لورنس ليفي من مجموعة التراث الفرنسي «فونداسيون دو باتريموين»: «يجب ألا نقول للناس أن يتوقفوا عن التبرع لأننا ما زلنا لا نعرف كم سيكلف ذلك».
وتضيف: «لا يجب أن يعتمدوا على التقديرات التي وضعها الأشخاص الذين لم يكونوا داخل الكاتدرائية ولم يروا الضرر... لم نجمع الكثير من المال لأننا لا نعرف مقدار الأموال المطلوبة... لم يتم تأكيد أي رقم بعد... نحن نتحدث عن الفن والحرف اليدوية».
لكن الاتحاد الوطني الذي يمثل خبراء البناء في فرنسا قدّر تكلفة أعمال الإصلاح والترميم في نوتردام بـ600 مليون يورو كحد أقصى، باستثناء ضريبة القيمة المضافة.
وقال باسكال أسيلين رئيس الاتحاد إن التكلفة ستقدر بنحو 300 مليون يورو كحد أدنى و600 مليون يورو كحد أقصى، لكن لا بد من الانتظار لشهرين أو ثلاثة أشهر للحصول على التكلفة النهائية بالضبط.
وتشمل الأرقام التي توصلت إليها المجموعة تكلفة تأمين الهيكل؛ واستبدال السقف والإطار؛ وتوظيف خبراء الأحجار واستكمال أعمال الترميم المعقدة.
فيما قال آلان ديفيز، مهندس معماري آخر متخصص في صيانة المباني التاريخية، إنه رغم عدم وجود مشاريع تحتاج للمبلغ الذي دفعه المانحون، فإن أعمال الترميم المعقدة تتطلب أعلى مستوى من الخبرة.
ويقول ريتشارد وولف المهندس المعماري والخبير في الحفاظ على المباني التاريخية لـ«بي بي سي»: «كيف يمكنك تسعير ما لا يمكن تقديره؟».
ويتوقع روبرت ريد، رئيس قسم الفن في شركة HISCOX للتأمين في لندن، أن التكلفة قد تتخطى المليار يورو، رغم أنه يصر على أنه من السابق لأوانه تقديم تقدير دقيق دون معرفة المضاعفات التي قد تنشأ.
وتشير بعض التقديرات إلى أنه قد تم جمع مليار يورو، لكن مسؤولاً فرنسياً قال مساء أمس (الأربعاء) إنه تم تأكيد جمع 750 مليون يورو.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.