السيسي في بكين لحضور قمة «منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي»

يبحث مع نظيره الصيني سبل تعزيز علاقات الشراكة بين البلدين

السيسي خلال زيارته أمس النصب التذكاري للجندي المجهول بمناسبة احتفالات مصر بتحرير سيناء (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال زيارته أمس النصب التذكاري للجندي المجهول بمناسبة احتفالات مصر بتحرير سيناء (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي في بكين لحضور قمة «منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي»

السيسي خلال زيارته أمس النصب التذكاري للجندي المجهول بمناسبة احتفالات مصر بتحرير سيناء (الرئاسة المصرية)
السيسي خلال زيارته أمس النصب التذكاري للجندي المجهول بمناسبة احتفالات مصر بتحرير سيناء (الرئاسة المصرية)

بدأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، زيارة رسمية إلى العاصمة الصينية بكين لحضور قمة «منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي»، الذي ينطلق اليوم (الخميس) ويستمر حتى بعد غد السبت، وذلك بمشاركة 37 رئيس دولة وحكومة.
وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن مشاركة السيسي في القمة «تأتي في إطار أهمية مبادرة الحزام والطريق على الصعيد الدولي، وحرص مصر على التفاعل معها، باعتبارها من الشركاء المحوريين للصين في المبادرة، في ضوء الأهمية الاستراتيجية لقناة السويس، كأحد أهم الممرات البحرية للتجارة العالمية. فضلاً عما تمثله المشروعات القومية الكبرى الجاري تنفيذها في مصر، مثل المنطقة الاقتصادية لمحور قناة السويس، من أهمية في إطار المبادرة، بالإضافة إلى اتساق محاور المبادرة مع الكثير من أولويات التنمية والخطط القومية المصرية، وفقاً لخطة مصر للتنمية المستدامة 2030. علاوة على علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة ـ التي تجمع بين مصر والصين».
وتعد زيارة السيسي إلى الصين هي السادسة منذ توليه الحكم في 2014. ووفقا لبيان أصدره السفير راضي، فإنه من المقرر أن تشهد الزيارة أيضاً مباحثات قمة بين الرئيس السيسي ونظيره الصيني، قصد بحث سبل تعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية، التي تربط البلدين، والبناء على ما تشهده تلك العلاقات من طفرة نوعية خلال الأعوام الأخيرة، بما يحقق المصالح المشتركة للدولتين والشعبين الصديقين، فضلاً عن مواصلة المشاورات، والتنسيق الثنائي حول عدد من الملفات الإقليمية والدولية، ذات الاهتمام المشترك.
ومن المقرر أن يعقد الرئيس لقاءات مع عدد من المسؤولين، ونخبة من مجتمع رجال الأعمال الصيني، لبحث سبل دفع التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين الجانبين. كما يجتمع الرئيس على هامش القمة بعدد من رؤساء الدول والحكومات، وذلك لبحث سبل دفع التعاون الثنائي، والتشاور حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
وقبيل مغادرته القاهرة أمس، شهد الرئيس السيسي احتفالات مصر بالذكرى السابعة والثلاثين لتحرير سيناء، حيث قام مرفوقا بالفريق أول محمد زكي وزير الدفاع، والفريق محمد فريد رئيس أركان حرب القوات المسلحة، بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري لشهداء القوات المسلحة، ثم توجه الرئيس السيسي بعد ذلك إلى قبر الزعيم الراحل محمد أنور السادات، وقام بوضع إكليل من الزهور.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».