بيلي مكنيل... الفائز لاعباً ومدرباً

قائد الفريق الذهبي لنادي سلتيك الاسكوتلندي رحل... لكن تاريخه وأرقامه لن تنسى

بيلي مكنيل بعد الفوز بكأس أوروبا عام 1967
بيلي مكنيل بعد الفوز بكأس أوروبا عام 1967
TT

بيلي مكنيل... الفائز لاعباً ومدرباً

بيلي مكنيل بعد الفوز بكأس أوروبا عام 1967
بيلي مكنيل بعد الفوز بكأس أوروبا عام 1967

انهالت الإشادات والعزاءات بحق بيلي مكنيل؛ أول لاعب بريطاني يرفع الكأس الأوروبية قائداً للفريق الذهبي في تاريخ نادي سلتيك الاسكوتلندي عام 1967، والذي توفي عن 79 عاماً بعد معركة خاضها مع الخرف خلال السنوات الأخيرة من عمره.
وسيتذكر الجمهور بيلي مكنيل الذي رحل قبل يومين بعد أن سطر تاريخاً لا يمكن نسيانه بعدما قاد سلتيك عام 1967 للفوز 2 - 1 على إنترناسيونالي الإيطالي في نهائي كأس أوروبا.
وارتدى مكنيل شارة قيادة سلتيك في أواخر الستينات وأوائل السبعينات من القرن الماضي. ووصل إلى نهائي كأس أوروبا مرة أخرى في 1970 وكذلك إلى الدور قبل النهائي مرتين في 1972 و1974.
بجانب تحقيقه رقماً قياسياً بمشاركته في 822 مباراة مع سلتيك لاعباً، درب مكنيل سلتيك أيضاً في فترتين؛ الأولى من 1978 إلى 1983، والثانية من 1987 إلى 1991، بعد فترة عمل قصيرة مع المنتخب الإنجليزي، ليحصد بذلك 31 بطولة على مدار مسيرته. وسيبقى مكنيل مرتبطاً في الأذهان بنجاح «أسود لشبونة» (اللقب الذي أطلق على الفريق) تحت قيادة جوك ستين، عندما تمكن سلتيك ليس فقط من هزيمة الإنتر في البرتغال بنتيجة 2 - 1 ليصبح بذلك أول فريق بريطاني يفوز بالكأس الأوروبية، وإنما كذلك عندما أصبح أول فريق يفوز ببطولات ثلاث كبرى في موسم واحد.
ويعد سلتيك واحداً من 7 أندية مختلفة فقط فازت ببطولة الكأس الأوروبية، بجانب بطولتي الدوري والكأس المحليتين خلال الموسم ذاته. ولم يكن فريق سلتيك الرواد فحسب، وإنما فازوا أيضاً ببطولة كأس الدوري الاسكوتلندي عام 1967. وبذلك نجد أن الإنجاز الرباعي الذي كان يسعى مانشستر سيتي خلفه حثيثاً حتى أسبوع مضى، تحقق بالفعل منذ نصف قرن في اسكوتلندا، بل وربما يشير البعض إلى فوز سلتيك بكأس «غلاسكو» خلال الموسم ذاته، ويؤكدون على أن النادي حقق في واقع الأمر إنجازاً خماسياً غير مسبوق.
المؤكد أن سلتيك حصد كل ما قابله من بطولات خلال موسم 1966 - 1967. ويخلد هذا الموسم تمثالاً لمكنيل وهو يرفع الكأس الأوروبية عالياً خارج الاستاد. ورغم تلك الإنجازات الغزيرة، فإننا نجد أنه عندما انتقل لاعب قلب الوسط من نادي بلانتير فيكتوريا المحلي عام 1957 إلى سلتيك، كانت البطولات قليلة ومتباعدة في تاريخ النادي. فقط انضمام ستين إلى النادي عام 1965، بث طاقة محفزة قوية في صفوف سلتيك وحوله إلى آلة انتصارات. وباعتباره قائد الفريق، كان مكنيل في وضع ممتاز مكنه من حصد ثمار النجاح.
ونظراً لأن جميع أفراد فريق «أسود لشبونة» كانوا اسكوتلنديين، وجميعهم، ما عدا واحد، ولدوا داخل حدود مسافة 10 أميال من سلتيك بارك (ولد بوبي لينوكس على بعد 30 ميلاً منها)، فإن الفوز بالكأس الأوروبية كان ينبغي النظر إليه بوصفه واحداً من أعظم الإنجازات البريطانية بالخارج، ربما على مستوى نجاح نوتنغهام فورست بقيادة بريان كلوف في غزو أوروبا مرتين على التوالي في غضون عامين بعد صعوده من الدور الثاني.
من ناحيته، شارك مكنيل بإجمالي متواضع نسبياً من عدد المباريات الدولية لحساب اسكوتلندا، بلغ 29 مباراة، وذلك في وقت مبكر من مسيرته، بعدما جاءت مشاركته الأولى خلال المباراة سيئة السمعة التي انتهت بهزيمة مدوية على يد إنجلترا عام 1961 بنتيجة 9 - 3.
على مستوى الأندية، قدم مكنيل أداءً شجاعاً لدرجة أنه لم يجر استبداله قط؛ بمعنى أنه شارك في كل دقيقة من المباريات الـ822 التي خاضها مع سلتيك. ومع تولي ستين زمام القيادة وارتداء مكنيل شارة القائد، نجح سلتيك في الفوز بـ9 بطولات دوري اسكوتلندية على التوالي، علاوة على 7 بطولات كأس اسكوتلندية، و6 كؤوس دوري.
ولدى اعتزاله اللعب عام 1975، عمل مكنيل بادئ الأمر مع الناشئين في سلتيك قبل أن يشرع في مسيرة تدريب في كلايد، ثم أبيردين. وخلفه السير أليكس فيرغسون في النهاية، وربما لم يكن ليرحل عن النادي عام 1978 لولا تنحي ستين عن قيادة سلتيك وتوصيته بأن يحل القائد السابق للفريق محله.
خلال العام الذي تولى فيه مكنيل قيادة أبيردين، أنجز الفريق بطولة الدوري في المركز الثاني، وكان ذلك أفضل إنجاز لهم منذ عام 1972، وجاء متقدماً على سلتيك بفارق 3 مراكز. إلا إن مكنيل، كما هو متوقع، استشعر صعوبة شديدة في رفض نداء ناديه ومدربه السابقين.
وحملت عودة مكنيل معها نجاحاً فورياً، مع ضمان سلتيك بطولة الدوري بفوزه على رينجرز في اليوم الأخير من الموسم بنتيجة 4 - 2، وتبعت ذلك بطولتان أخريان خلال فترة السنوات الخمس التي تولى خلالها مكنيل تدريب الفريق، لكن بحلول مطلع الثمانينات شعر مكنيل بصدمة بالغة إزاء أسلوب إدارة رئيس النادي ديزموند وايت لشؤون سلتيك. في تلك الفترة، بيع تشارلي نيكولاس إلى آرسنال ضد رغبته، ومن الواضح أن هذا الإجراء كان القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة لمكنيل الذي اكتشف أنه يتقاضى أجراً أقل من نظرائه في أبيردين ودندي يونايتد وسانت ميرين.
وعندما عرض عليه مانشستر سيتي الانتقال إلى تدريبه عام 1983، كان مكنيل مستعداً لخوض تحدي التدريب في إنجلترا، رغم أن فريقه الجديد كان يقبع في الدور الثاني.
وخلال الموسم الثاني، نجح مكنيل في دفع فريقه نحو الصعود وتمكن من إبقائهم على هذه الحال في العام التالي، لكن موسم 1986 - 1987 كان عصيباً، ورحل مكنيل في وقت مبكر من الموسم عن مانشستر سيتي كي ينضم إلى آستون فيلا الذي كان يعاني من تردي مستوى أدائه هو الآخر. وبذلك، أصبح مكنيل واحداً من المدربين القلائل الذين عملوا مع فريقين هابطين في موسم واحد.
إلا إنه سرعان ما عاد مكنيل سعيداً إلى اسكوتلندا ليتولى الإشراف على فوز سلتيك ببطولتي دوري وكأس في موسم 1987 - 1988، وإن كانت تلك الفترة قد تميزت بهيمنة رينجرز على الكرة في اسكوتلندا وحملت المواسم التالية نجاحات أقل. وتعرض مكنيل للطرد عام 1991، بعد عودته لإدارة الفريق بأربع سنوات.
ومثلما الحال مع باقي عناصر المشهد الكروي الاسكوتلندي، سارع رينجرز لتقديم العزاء بمجرد إعلان خبر وفاة مكنيل، مشيراً إلى اللاعب والمدرب السابق بأنه «أسطورة سلتية». كما وصف المنتخب الاسكوتلندي الراحل بأنه أيقونة حقيقية للكرة الاسكوتلندية لا يجود بمثلها الزمان كثيراً.
من جهته، أعلن رئيس سلتيك إيان بانكير: «هذا يوم شديد الحزن لجميع من لهم صلة بنادي سلتيك لكرة القدم. ونقدم خالص التعازي لزوجة بيلي، ليز، وأفراد أسرته. لقد قدم بيلي مسيرة مهنية مذهلة، والذين منا حظوا بالحظ الكافي لمقابلته ومعرفته على مر السنوات، يدركون جيداً أنه بقدر ما كان لاعباً عظيماً، كان إنساناً عظيماً كذلك. وكان عشقه لسلتيك جلياً، بينما ظل تواضعه محل إعجاب دائم».


مقالات ذات صلة

تيرير يتعرض لكسر في الساعد وينضم لقائمة مصابي ليفركوزن

رياضة عالمية مارتن تيرير (إ.ب.أ)

تيرير يتعرض لكسر في الساعد وينضم لقائمة مصابي ليفركوزن

انضم المهاجم مارتن تيرير إلى القائمة المطوَّلة للاعبين المصابين في صفوف فريق باير ليفركوزن حامل لقب الدوري الألماني، قبل ملاقاة ريد بول سالزبورغ النمساوي.

«الشرق الأوسط» (دوسلدورف)
رياضة عالمية فلورينتينو بيريز (إ.ب.أ)

بيريز مهاجماً «فيفا» و«يويفا»: كرة القدم مصابة بجروح خطرة

شنّ فلورينتينو بيريز، رئيس نادي ريال مدريد الإسباني، بطل دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، هجوماً عنيفاً على الاتحادين «الدولي (فيفا)» و«الأوروبي (يويفا)».

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عربية أحمد دياب (رابطة الأندية المصرية المحترفة)

«الشيوخ» المصري يوافق على رفع الحصانة عن دياب في قضية أحمد رفعت

أعلن مجلس الشيوخ المصري برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق موافقته على طلب النائب أحمد دياب وكيل لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشيوخ ورئيس رابطة الأندية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة سعودية ياسر المسحل خلال تكريمه ماجد عبد الله الفائز بجائزة من جوائز المسؤولية الاجتماعية (الاتحاد السعودي)

ياسر المسحل: حظوظ المنتخب السعودي لا تزال قائمة في بلوغ كأس العالم 2026

قال ياسر المسحل رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم إن حظوظ الأخضر في نيل البطاقة المباشرة لنهائيات كأس العالم 2026 لا تزال قائمة، موضحاً أن الثقة حاضرة في اللاعبين

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية لويس كامبوس (رويترز)

«اتحاد القدم» السعودي يستهدف تعيين الفرنسي كامبوس مديراً رياضياً

يجري المدير الرياضي لنادي باريس سان جيرمان الفرنسي، لويس كامبوس، حالياً محادثات حول مستقبله؛ إما بالبقاء مع سان جيرمان، أو الرحيل لتجربة رياضية أخرى.

نواف العقيّل (الرياض)

خيسوس: طبيعي أن تكون المباراة «مشحونة»

خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
TT

خيسوس: طبيعي أن تكون المباراة «مشحونة»

خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)
خيسوس خلال المؤتمر الصحفي لنهائي السوبر السعودي (تصوير: مشعل القدير)

أشار البرتغالي جورجي خيسوس، المدير الفني لفريق الهلال، إلى إمكانية مشاركة البرازيلي مالكوم أمام النصر، في المباراة التي تجمعهما، اليوم السبت في كأس السوبر السعودي.

وقال خيسوس، في المؤتمر الصحافي الخاص بالمباراة: «مجدداً الهلال طرف في نهائي آخر ضد منافس قوي، ستكون مباراة قوية. ستظهر صورة الكرة السعودية التي وصلت إلى المستوى العالي، والعالم يشاهد».

وأضاف: «الفريقان يملكان لاعبين كثراً على مستوى عالٍ من الجودة، وبالطبع نبحث عن أن نظهر الوجه القوي للكرة السعودية».

وتابع: «المباراة ستكون منقولة على مستوى العالم ودول أوروبا والبرازيل، نرغب في أن نظهر أفضل صورة للكرة السعودية، نرغب في أن نظهر ما أظهرناه في الموسم الماضي».

وواصل: «في كل مكان بالعالم النهائيات والديربيات يكون فيها شد ذهني لا يمكن السيطرة عليه بالكامل، المستوى هذا من الصعب أن نتحكم خلاله في ردة الفعل. هناك بعض اللحظات التي يكون فيها شحن وهي طبيعية».

وبسؤاله عن موقف البرازيلي مالكوم من المباراة، أوضح خيسوس: «لقد تدرب مع الفريق اليوم، وبناءً على ذلك سنتخذ القرار الأنسب، كل شيء سيعتمد على التمرين الأخير».

وأردف: «مالكوم من أفضل اللاعبين الموجودين على مستوى الهلال والدوري، وبالنسبة لي بصفتي مدرباً معرفة مالكوم التكتيكية مهمة، وهو حل مهم لنا، يجعل الأمور أسهل».

ورفض خيسوس الحديث عن لاعبه سعود عبد الحميد الذي ارتبط بالانتقال إلى صفوف روما الإيطالي خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية.

وأكد: «الهلال يملك قائمة قوية من اللاعبين، وفترة الإعداد كانت من أجل العمل على استعداد اللاعبين، خصوصاً مثل الموجودين خارج الفريق الموسم الماضي؛ مثل حمد اليامي الذي كان بالشباب، ويملك إمكانات جيدة».

وواصل: «نحن معتادون على حب الجماهير الذي يتحرك معنا، لامسنا هذا الأمر العام الفائت، نحاول أن نمنحهم بطولة أخرى، وقفوا معنا، ودعمونا، ونحن موجودون لأجل إرضاء الجماهير».

وأتم خيسوس حديثه بالإشادة بمهاجمه ميتروفيتش، قائلاً: «إنه محترف على مستوى عالٍ داخل وخارج الملعب، بداية الإعداد كانت رائعة؛ إذ خسر بعض الوزن، ميتروفيتش مثال لنوعية المحترف المثالي».

من جانبه، يأمل الصربي ألكسندر ميتروفيتش، مهاجم الهلال في الفوز بكأس السوبر على حساب النصر.

وقال ميتروفيتش في المؤتمر الصحافي: «ستكون مباراة قوية ضد منافس قوي، لعبنا أمامهم في الموسم الماضي، ونتمنى أن نكون الطرف المنتصر».

وأفاد: «لا يوجد شيء اختلف في الإعداد لمواجهة النصر. إنها مثل أي مباراة أخرى، نركز على أنفسنا وتنفيذ تعليمات المدرب أفراداً ومجموعة».

وأكمل: «ستكون مباراة كبيرة حافلة بالحضور الجماهيري، نحن محظوظون بوجود الجماهير داخل أرضنا وخارجها».

واختتم: «السعادة ستكون أكبر إن انتصرنا مع تسجيلي للأهداف، ولكن الهدف الرئيسي إسعاد الجماهير والفوز باللقب».