مئات المستوطنين يواصلون اقتحام الأقصى مستغلين الأعياد اليهودية

مواجهة الأمن الإسرائيلي لفلسطينيين في أعقاب إغلاق «باب الرحمة»  في المسجد الأقصى مارس الماضي (أ.ف.ب)
مواجهة الأمن الإسرائيلي لفلسطينيين في أعقاب إغلاق «باب الرحمة» في المسجد الأقصى مارس الماضي (أ.ف.ب)
TT

مئات المستوطنين يواصلون اقتحام الأقصى مستغلين الأعياد اليهودية

مواجهة الأمن الإسرائيلي لفلسطينيين في أعقاب إغلاق «باب الرحمة»  في المسجد الأقصى مارس الماضي (أ.ف.ب)
مواجهة الأمن الإسرائيلي لفلسطينيين في أعقاب إغلاق «باب الرحمة» في المسجد الأقصى مارس الماضي (أ.ف.ب)

اقتحم مئات المستوطنين، أمس، المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، الذي تسيطر عليه إسرائيل كلياً، على فترتين؛ صباحية ومسائية، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال وعناصرها الخاصة.
وشارك قائد شرطة الاحتلال في القدس في اقتحام المسجد، متزعماً فريقاً من كبار ضباط الشرطة، فيما نفذ المستوطنون جولات استفزازية في المسجد، وسط محاولات متكررة لإقامة طقوس وشعائر «تلمودية» في المكان، ما أجج التوتر.
وتأتي اقتحامات اليوم الرابع لـ«عيد الفصح» اليهودي، ضمن اقتحامات يومية مكثفة منذ بدء العيد قبل أيام. وقال فراس الدبس، مسؤول قسم الإعلام بدائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، إن «237 متطرفاً اقتحموا المسجد الأقصى المبارك في فترة الصباح»، ونحو مثلهم في فترة المساء.
ونشط المستوطنون في اقتحام الأقصى في فترة العيد، تلبية لدعوة من «اتحاد منظمات الهيكل»، الذي جدد الدعوة من أجل المشاركة الواسعة في اقتحامات المسجد الأقصى، وتقديم قرابين الفصح فيه خلال الأيام المتبقية للعيد (حتى نهاية الأسبوع الحالي).
وطالبت منظمات «الهيكل»، الشرطة، بإخلاء المسجد الأقصى من الفلسطينيين، والسماح لها بتقديم قرابين الفصح داخله. وتخالف اقتحامات المستوطنين بهذا العدد اتفاقاً قائماً بين إسرائيل والمملكة الأردنية، بصفتها راعية المقدسات الإسلامية، وينص على تحديد عدد اليهود الذين ينوون زيارة المسجد الأقصى، وامتناعهم عن القيام بأي صلوات أو طقوس دينية. ويعرف هذا الاتفاق بـ«الوضع القائم»، منذ احتلت إسرائيل الشق الشرقي في مدينة القدس عام 1967.
واقتحامات الأمس جاءت بعد يوم شهد اقتحام أكثر من 400 مستوطن للمسجد، قادهم وزير الزراعة في حكومة الاحتلال، أوري أرئيل. وانتشر حراس وسدنة المسجد الأقصى في مرافقه، وتصدوا لمحاولاتٍ متكررة من عصابات المستوطنين لإقامة شعائر وصلوات «تلمودية» في المسجد، خصوصاً في محيط مبنى باب الرحمة.
وتقول الشرطة الإسرائيلية إنها أيضاً لن تسمح بأداء صلوات «تلمودية» في المكان. وعززت إسرائيل من قواتها في البلدة القديمة في القدس، واتخذت المزيد من الإجراءات المشددة على دخول الفلسطينيين للمسجد الأقصى.
ونشرت الشرطة الإسرائيلية مزيداً من العناصر في البلدة القديمة في القدس، ونصبت حواجز إضافية من أجل تأمين حركة المستوطنين.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».