المغرب: دعوات لحل أزمات «الأصالة والمعاصرة» المعارض

قياديون انتقدوا «الحسابات الانتهازية الضيقة» لبعض الفاعلين داخل الحزب

TT

المغرب: دعوات لحل أزمات «الأصالة والمعاصرة» المعارض

في خطوة لإخراج حزب «الأصالة والمعاصرة» المغربي المعارض من الأزمة الداخلية التي تعصف به، أطلق خمسة من مؤسسيه وقيادييه نداء من أجل «تقويم الحزب»، بعد «التفاقم المقلق للأزمة التي يتخبط فيها».
وجاء إصدار النداء على بعد أيام من موعد انعقاد المجلس الوطني للحزب (برلمان الحزب)، المقرر في الخامس من مايو (أيار) المقبل، والذي سيجري خلاله تحديد موعد تنظيم المؤتمر العام المقبل للحزب، كما جاءت هذه المبادرة بعد تعرض حكيم بنشماش، الأمين العام الحالي للحزب، الذي يشغل منصب رئيس مجلس المستشارين (الغرفة الثانية في البرلمان)، الخميس الماضي، لصفعة داخل مقر الحزب بالرباط، وجهها له النائب إبراهيم الجماني، المنتمي للحزب ذاته، احتجاجاً على إقصائه من تمثيل الحزب بمكتب مجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان).
وأوضح موقعو «نداء المسؤولية»، وهم الأمناء العامون السابقون حسن بنعدي، ومحمد الشيخ بيد الله، ومصطفى الباكوري، والقياديان المؤسسان علي بلحاج ومحمد بنحمو، أنهم أقدموا على هذه الخطوة بسبب ما وصفوه بـ«تفاهة الممارسات التي أصبحت تحرك بعض الفاعلين داخل دواليب الحزب، النابعة أساساً من الحسابات الانتهازية الضيقة، أو حتى من بعض النزعات الفوضوية أو العدمية».
كما جاء بعد سلسلة من المشاورات في ظل «التفاقم المقلق للأزمة التي يتخبط فيها الحزب، والتي قد تعصف بأهليته للمساهمة بجدية في مواجهة التحديات الجسيمة، المطروحة على الفاعلين السياسيين لمواكبة مسلسل الإصلاحات المتعددة الأبعاد، التي انخرطت فيها بلادنا، خصوصاً في الظرفية الدقيقة التي نعيشها، في محيط دولي وجهوي مضطرب».
وأعلن قادة ومؤسسو الحزب الخمسة «التزامهم بتحمل المسؤولية المعنوية تجاه مشروع الحزب، الذي انخرطوا فيه وبذلوا الكثير، كل حسب طاقته، من أجل تأسيسه وبنائه»، مشددين على «ضرورة التدخل، مجتمعين بحكمة ونزاهة ورصانة، للمساعدة في تقويم الحزب في الظرفية الراهنة، والتجاوب مع كل الطاقات البناءة، والطموحات الإيجابية التي يزخر بها الحزب مركزياً وجهوياً».
ووعد الموقعون بالتواصل قريباً مع وسائل الإعلام، لإطلاع الرأي العام على التطورات التي يعرفها الحزب، ودعوا أعضاء الحزب إلى «تحمل المسؤولية المعنوية تجاه مشروع الحزب، مع العزم على الحضور والمواكبة الدائمة إلى جانب المناضلات والمناضلين الصادقين في مختلف المحطات المقبلة، حتى تستعيد مختلف الهياكل الحزبية، جهوياً ومركزياً عافيتها، ويجد داخلها كل واحد مكانه واعتباره».
وانتخب بنشماش قبل نحو عام على رأس الحزب، خلفاً لإلياس العماري، الذي استقال من منصبه بعد إخفاقه في قيادة الحزب، الذي يوصف بأنه مقرب من السلطة، نحو تصدر الانتخابات البرلمانية عام 2016، التي فاز بها غريمه السياسي حزب «العدالة والتنمية»، ذو المرجعية الإسلامية.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».