نازحو سيناء يتحدون الإرهاب بالعودة للتصويت

TT

نازحو سيناء يتحدون الإرهاب بالعودة للتصويت

مرت أربعة أعوام منذ نزحت الناشطة المجتمعية والمرشحة البرلمانية السابقة منى برهومة من مسقط رأسها في مدينة رفح في محافظة شمال سيناء بسبب إجراءات ملاحقة عناصر تنظيم داعش وبدء عمليات إزالة مساكن الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة لإقامة منطقة حدودية عازلة.
لكن إجراءات الاستفتاء على تعديل الدستور المصري أعادت برهومة مع عدد من النازحين إلى مدينة العريش ومناطق شرق بئر العبد، لتدلي بصوتها في منطقة حي الكوثر بمدينة الشيخ زويد على بعد نحو 5 كيلومترات من حي الأحراش الذي كانت تقيم فيه. وتقول برهومة التي قطعت 35 كيلومتراً من العريش لتدلي بصوتها في الشيخ زويد وهي تحتضن علماً مصرياً: «توجهت بصحبة أهلنا من رفح والشيخ زويد المقيمين في العريش، لنعود إلى مدينة الصمود والتحدي الشيخ زويد، حيث مقر لجان الانتخاب بحي الكوثر للإدلاء بأصواتنا إيماناً منا بواجبنا الوطني ومن دون أي توجيه». وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «مهما ابتعدنا عن قرانا في المنطقة الحدودية، فإنها ستظل في قلوبنا وسنظل نزورها ونشتاق إلى دروبها ونأمل بأن نعود إليها يوماً ما».
وحسب الإحصاءات الرسمية لمجلس مدينة رفح، فإن تعداد السكان بلغ في 2011 نحو 56 ألف نسمة، نزح معظمهم بسبب إقامة المنطقة العازلة واستقروا في مناطق العريش وبئر العبد وغرب قناة السويس في محافظتي الشرقية والإسماعيلية.
نازح آخر، وهو مدير العلاقات العامة والإعلام بمديرية التربية والتعليم في شمال سيناء سلامة رشيد، قال لـ«الشرق الأوسط»: «قبل ثلاث سنوات تركنا قلوبنا معلقة في الشيخ زويد، واليوم نعود إليها للتصويت في الاستفتاء على الدستور من أجل حياة كريمة، فقد انتقلنا من مدينة العريش (الآمنة نسبياً) إلى الشيخ زويد رغم المخاطرة، وتمكنت من الإدلاء بصوتي بلجنة مدرسة الشيخ زويد التجريبية للغات». وأضاف: «حملت زيارتي إلى مدينتي الشيخ زويد عبق الذكريات والحنين إلى الطفولة، وكان لا بد منها لنقول للإرهاب لا، ونقول للوطن نعم».
وبحسب آخر الإحصاءات الرسمية لمجلس مدينة الشيخ زويد في العام 2014 يبلغ تعداد سكان المدينة التي تبعد نحو 35 كيلومترا إلى الشرق من العريش، قرابة 70 ألف نسمة، ونزح منهم هرباً من نيران الإرهاب قرابة 45 ألفاً إلى مناطق العريش وشرق بئر العبد. وبحسب محمد دهمش، وهو من سكان مدينة الشيخ زويد، فإن لجان المدينة شهدت «إقبالاً من الأهالي من أبنائها والنازحين من سكانها الذين توافدوا عبر حافلات خصصتها المحافظة للإدلاء بأصواتهم في مسقط رأسهم».
أما محمد سامي لهلوب، وهو أحد شباب مدينة الشيخ زويد النازحين، فقال لـ«الشرق الأوسط» إنه دشن «مبادرة لتأييد التعديلات الدستورية بالتعاون مع بعض شباب المدينة، تحدياً للإرهاب».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.