توجيه التهمة رسميا إلى لاغارد في فرنسا بشأن ملف تحقيق مثير للجدل

مديرة صندوق النقد الدولي تستبعد الاستقالة من منصبها

كريستين لاغارد
كريستين لاغارد
TT

توجيه التهمة رسميا إلى لاغارد في فرنسا بشأن ملف تحقيق مثير للجدل

كريستين لاغارد
كريستين لاغارد

استبعدت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد أمس الأربعاء الاستقالة من منصبها بعدما وجهت إليها التهمة رسميا في باريس بـ«الإهمال» في سياق قضية تحقيق مثير للجدل، حين كانت تشغل منصب وزيرة الاقتصاد الفرنسية. وأعلنت لاغارد أمس في تصريحات خاصة لوكالة الصحافة الفرنسية أنه تم توجيه التهمة رسميا إليها في باريس بـ«الإهمال» في سياق قضية فساد من تحقيق حول تحكيم مثير للجدل بين رجل الأعمال برنار تابي ومصرف «كريدي ليوني» عام 2008 في فرنسا.
وقرار مغادرة لاغارد من منصبها في يد مجلس إدارة صندوق النقد الدولي. لكن ردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية عما إذا كانت تعتزم الاستقالة، قالت وزيرة الاقتصاد الفرنسية السابقة: «لا، عدت إلى العمل في واشنطن ظهر أمس».
وخلفت لاغارد في 2011 على رأس صندوق النقد الدولي الفرنسي دومينيك ستروس كان إثر فضيحة اعتداءات جنسية في نيويورك.
وتأتي تصريحات لاغارد بعدما استمعت إليها أول من أمس الثلاثاء، لأكثر من 15 ساعة، محكمة العدل للجمهورية، الهيئة القضائية الوحيدة المخولة محاكمة أعضاء الحكومة في وقائع جرت خلال ممارسة مهامهم.
وقالت لاغارد في مقابلة مع الصحافة الفرنسية في مكتب محاميها إيف ريبيكيه إن «لجنة التحقيق في محكمة العدل للجمهورية قررت توجيه التهمة رسميا إلي استنادا على إهمال بسيط».
وتابعت أنه «بعد ثلاث سنوات من التحقيق وعشرات الساعات في الاستماع، أقرت اللجنة بعدم قيامي بأي مخالفة ولذلك اضطررت إلى القول إني لم أكن متيقظة تماما».
وطالما نفت لاغارد ارتكابها أي خطأ، الأمر الذي كررته أمس بقولها «طلبت من المحامي الطعن في هذا القرار الذي اعتبره عاريا عن الصحة تماما». والقضية التي وجه إليها الاتهام فيها متعلقة بطريقة معالجتها لتحكيم مثير للجدل بين رجل الأعمال برنار تابي ومصرف «كريدي ليوني» في 2008 في فرنسا فيما يتعلق ببيع شركة «أديداس» للمعدات الرياضية في 1993. وحصل تابي وقتها من الدولة على 400 مليون يورو، من بينها 45 مليون دولار بسبب الأضرار المعنوية.
واتهم تابي وقتها المصرف بالاحتيال عليه عبر التقليل من قيمة الشركة أثناء الصفقة، وطالب الدولة على اعتبار أنها المساهم الأكبر في المصرف، بدفع تعويضات له.
وأحالت لاغارد القضية وقتها إلى لجنة تحكيم من ثلاثة أعضاء أصدروا حكمهم لصالح تابي.
ويحقق القضاة فيما إذا كان القرار نجم عن تحكيم «وهمي» نظمته السلطات حينذاك هدفه مكافأة تابي على دعمه للرئيس الفرنسي السابق نيكولاس ساركوزي.
وطالما نفت لاغارد أن تكون تصرفت وفقا لأوامر الرئيس السابق. وبعد استجوابها للمرة الثالثة في مارس (آذار) الماضي، قالت إنها «عملت دائما لمصلحة الدولة وبموجب القانون». ولم توجه إلى لاغارد حتى الآن أي اتهامات رسمية قد تجبرها على الاستقالة من صندوق النقد الدولي، لكنها عُدت شاهدا ذا مكانة خاصة، وهو ما تطلب منها العودة للخضوع للاستجواب ما دامت المحكمة طلبت منها ذلك.
وتمحور الاستجواب أخيرا حول ختم في رسالة تعود إلى أكتوبر (تشرين الأول) 2007 يعتقد المحققون أنه سيكون حاسما في تحديد المسؤول عن قرار اللجوء إلى لجنة تحكيم.
وتنفي لاغارد معرفتها بمحتوى الرسالة وقالت للقضاة إنها ختمت مع توقيعها في غيابها. وقد تصل عقوبة «الإهمال» في فرنسا إلى سنة سجن وغرامة تبدأ من 15 ألف يورو.



الاقتصاد الألماني يخشى «ضربة محتملة» من ترمب

ترام يسير في أحد شوارع مدينة هامبورغ الألمانية (د.ب.أ)
ترام يسير في أحد شوارع مدينة هامبورغ الألمانية (د.ب.أ)
TT

الاقتصاد الألماني يخشى «ضربة محتملة» من ترمب

ترام يسير في أحد شوارع مدينة هامبورغ الألمانية (د.ب.أ)
ترام يسير في أحد شوارع مدينة هامبورغ الألمانية (د.ب.أ)

قال رئيس البنك المركزي الألماني يواكيم ناغل، يوم الجمعة، إن اقتصاد ألمانيا سينكمش للعام الثاني على التوالي هذا العام، وسيكون تعافيه باهتاً، وربما يتفاقم بسبب حرب تجارية مع الولايات المتحدة.

وتعاني ألمانيا، أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، منذ سنوات، منذ أن فقد قطاعها الصناعي القوي القدرة على الوصول إلى الطاقة الروسية الرخيصة، وأيضاً مع تضاؤل ​​شهية الصين للصادرات الألمانية.

ومن المتوقع الآن أن يشهد الاقتصاد الألماني ركوداً خلال أشهر الشتاء ثم يتعافى بأبطأ وتيرة ممكنة؛ حيث سيكون الارتفاع المتوقع في الاستهلاك الخاص أقل ما كان مرتقباً، وقد يضعف سوق العمل أكثر وتتعافى استثمارات الأعمال ببطء.

وقال ناغل: «الاقتصاد الألماني لا يكافح فقط الرياح الاقتصادية المعاكسة المستمرة، ولكن أيضاً المشاكل البنيوية. كما تستجيب سوق العمل الآن بشكل ملحوظ للضعف المطول للنشاط الاقتصادي».

ويتوقع البنك المركزي الألماني الآن انكماش الاقتصاد الألماني بنسبة 0.2 في المائة هذا العام، بعد أن توقع في يونيو (حزيران) توسعاً بنسبة 0.3 في المائة، بينما تم خفض توقعات النمو لعام 2025 إلى 0.2 في المائة من 1.1 في المائة سابقاً.

ولكن حتى هذه الأرقام قد تكون مفرطة في التفاؤل، كما حذر البنك، نظراً للتهديدات الناجمة عن الحمائية المتزايدة والصراعات الجيوسياسية وتأثير التغيير الهيكلي على الاقتصاد الألماني.

وأضاف البنك المركزي الألماني أن محاكاة الرسوم الجمركية المتزايدة المتوقعة من إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، تظهر أن الولايات المتحدة ستعاني من أكبر ضربة للنمو، ولكن ألمانيا ستخسر أيضاً ما بين 1.3 و1.4 في المائة من الناتج حتى عام 2027، وقد يرتفع التضخم أيضاً بسبب هذه التدابير.

وقال البنك المركزي الألماني إن التضخم سيرتفع بنسبة 0.1 إلى 0.2 في المائة سنوياً حتى عام 2027 بسبب سياسة الحماية التي ينتهجها ترمب، لكن نموذج المعهد الوطني للاقتصاد القياسي العالمي توقع انخفاضاً بنسبة 1.5 في المائة العام المقبل، و0.6 في المائة في عام 2026. وقال البنك المركزي الألماني: «المخاطر التي تهدد النمو الاقتصادي حالياً تميل إلى الجانب السلبي، والمخاطر التي تهدد التضخم تميل إلى الجانب الإيجابي»، مضيفاً أن الانتخابات الفيدرالية الألمانية في الأشهر المقبلة قد تغير التوقعات المالية.

وهذا الضعف المستمر هو أحد الأسباب الرئيسية وراء خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة يوم الخميس، والتلميح إلى المزيد من التيسير في المستقبل، مع تراجع مخاوف التضخم إلى حد كبير وتحول التركيز نحو النمو.

لكن البنك المركزي الألماني ليس مستعداً بعد لإعلان الفوز في معركة التضخم؛ حيث قال يوم الجمعة إن تضخم أسعار المواد الغذائية قد يقفز، وإن تضخم الخدمات سيظل مرتفعاً، مما يبقي الزيادات في الأسعار أعلى من متوسط ​​منطقة اليورو.

وفي غضون ذلك، أظهرت البيانات يوم الجمعة تراجع الصادرات الألمانية على نحو ملحوظ في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأعلن مكتب الإحصاء الاتحادي في فيسبادن أن الصادرات انكمشت في أكتوبر بنسبة 2.8 في المائة مقارنة بسبتمبر (أيلول) السابق عليه، إلى 124.6 مليار يورو. كما انخفضت الصادرات بنفس النسبة على أساس سنوي.

وانخفضت الصادرات إلى الولايات المتحدة، أكبر سوق للصادرات الألمانية، بنسبة 14 في المائة على أساس شهري لتصل إلى 12.2 مليار يورو. وفي الوقت نفسه، انخفضت الصادرات الألمانية إلى الصين بنسبة 3.8 في المائة. وفي التجارة مع دول الاتحاد الأوروبي، انخفضت الصادرات الألمانية بنسبة 0.7 في المائة.

وكتب كبير الاقتصاديين في مصرف «في بي»، توماس جيتسل، أن بداية الربع الأخير من عام 2024 لا تبشر بالخير مع الانخفاض الذي سجلته الصادرات في أكتوبر الماضي، وأضاف: «حتى لو كان الانخفاض الكبير في الصادرات إلى الولايات المتحدة يتعلق على الأرجح بالطلبيات الكبيرة، فإن التراجع يعطي لمحة عما يمكن أن يحدث في حالة حدوث نزاعات جمركية كبيرة مع الولايات المتحدة».

وتسببت المنافسة المتزايدة في الأسواق العالمية من الصين، على سبيل المثال، فضلاً عن مشكلات هيكلية في الصناعة الألمانية، مثل ارتفاع تكاليف الطاقة والأعباء البيروقراطية الكثيرة، في إنهاك ألمانيا بوصفها دولة تصديرية لفترة طويلة. وكانت الصادرات قد انخفضت بالفعل في سبتمبر الماضي.

وانخفضت الواردات إلى ألمانيا بنسبة 0.1 في المائة في أكتوبر مقارنة بسبتمبر إلى 111.2 مليار يورو. وبالمقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي، كانت هناك زيادة بنسبة 1.7 في المائة. وكان الميزان التجاري إيجابياً عند 13.4 مليار يورو.