كشف زياد التركي رئيس الاتحادين السعودي والدولي لـ«الاسكواش» عن حاجة اتحاده المحلي إلى المزيد من الاهتمام الجماهيري باللعبة، موضحاً أنهم يفتقدون كثيراً من مكونات الاسكواش التي من أبرزها الملاعب المخصصة التي تبدو عائقاً كبيراً لنشر اللعبة في البلاد.
وأحدث التركي نقلة نوعية في رياضة «الاسكواش» على المستوى العالمي أسهمت بشكل كبير في نقل بطولات اللعبة على الهواء مباشرة لـ154 دولة على مستوى العالم.
وتسلّم التركي الشغوف بلعبة «الاسكواش» زمام إدارة اللعبة على مستوى العالم منذ عام 2008، وذلك بعد تنظيمه على نفقته الشخصية لعدة بطولات عالمية في المنطقة الشرقية منذ عام 2005، ورفع لقيمة الجوائز التي أسهمت في مطالبة لاعبي العالم بترشيحه لإدارة اللعبة المحببة لهم.
التركي الذي وصفته صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية بأنه «سلطان الاسكواش في العالم» للنقلة النوعية التي أحدثها في اللعبة تحدث لـ«الشرق الأوسط» عن طموحاته في تطوير اللعبة والمراحل التي عملها على المستوى الدولي، كما تطرق لرياضة «الاسكواش» المحلية التي يتولى إدارتها وأهم الصعوبات التي تواجهها لتنافس كبرى الدول العالمية في اللعبة... فإلى نص الحوار:
> ما الصعوبات التي تواجه الاتحاد السعودي لـ«الاسكواش»؟
- يمكن القول إن الاهتمام برياضة «الاسكواش» ضعيف، ولا توجد لدينا ملاعب خاصة باتحاد اللعبة، ومعظم الملاعب في المملكة غير صالحة للعب، وليست قانونية ولا نظامية بحيث تستطيع إقامة عليها البطولات وبعض الأندية، حتى لو كان لديها ملاعب فهي ليس تحت مظلة الاتحاد وبلا شك تعطل نشر رياضة «الاسكواش»، وتقلل من نسبة مشاركة اللاعبين وبالتالي نحن بحاجة إلى دعم كبير لنشر هذه الرياضة.
> هل ناقشتم مع هيئة الرياضة السعودية ذلك؟
- بكل تأكيد، كان هناك تواصل مع الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، وتم تقديم خطابات أكثر من مرة، وللأمانة في الوقت الحاضر نحن متفائلون خيراً، والأمير عبد العزيز حين تسلم زمام رئاسة الهيئة طلب من جميع الاتحادات الرياضية الاحتياجات المطلوبة لكل اتحاد، ونحن كما ذكرت لك قدمنا خطاباً شرحنا فيه جميع المتطلبات وننتظر الدعم.
> ما الفوائد التي خرج منها اتحاد «الاسكواش» من البطولات الدولية التي أُقيمت في السعودية؟
- بين عام 2005 و2010 أقمنا كثيراً من البطولات في المنطقة الشرقية، وكان آخرها بطولة العالم، وفي شهر يناير (كانون الثاني) 2018 نظمنا أول بطولة للسيدات للمحترفات في تاريخ المملكة ليس لرياضة «الاسكواش» فقط، بل لجميع الرياضات، وكان التنظيم والتجهيزات والجوائز على حسابي الشخصي (وقد قاربت المليون ريال)، إضافة إلى مبلغ 400 ألف ريال دعم من الهيئة العامة للرياضة، وكذلك تحملت الهيئة السكن والإعاشة والنقل للاعبات المحترفات والمشاركات في البطولة.
> كيف كانت أصداء البطولة التي شارك فيها العنصر النسائي؟
- كونها أول بطولة تُقام في المملكة يشارك فيها العنصر النسائي لم نكن نعرف كيف ستكون ردة الفعل ولا يوجد لدينا الفرصة للإعلان عنها ونشرها بالشكل الذي نريده، ولكن الذي حصل بعد إقامة البطولة أن جامعة الأميرة نورة وجامعة الملك سعود للسيدات طلبتا من الاتحاد إقامة بطولات ودورات تدريبية في اللعبة، وبالفعل أُقِيمت دورة تدريبية خاصة بالقسم النسائي في جامعة الملك سعود، وتمت الاستعانة بمدربة محترفة في اللعبة أشرفت على الدورة، وهو أمر أعطى حراكاً بين الفتيات، حيث تصل إليّ رسائل تتضمّن ضرورة إقامة البطولات على مدار السنة، كما نفتخر باللاعبة ندى أبو النجا التي شاركت في البطولة العالمية مع المصنفة رقم 5 في العالم وهي أول لاعبة سعودية محترفة تلعب في المملكة، ونتمنى أن نشاهد مثلها خلال السنوات المقبلة.
> متى بدأت بالشغف بلعبة «الاسكواش»؟
لا أخفي عليك أنني من المحبين بشدة لرياضة «الاسكواش»، وبدأت بإقامة البطولات من عام 2005، ورصدت أكبر جائزة، وجرت تسميتها «البطولة السعودية الدولية»، حتى نبرز اسم المملكة في الخارج، وحرصنا على النقل التلفزيوني ونقلت البطولة على الهواء مباشرة لـ154 دولة في العالم، وبعد هذا المجهود أصرّ اللاعبون على انضمامي لمجلس الإدارة، وأصبحتُ رئيساً للاتحاد، وتحولت رياضة «الاسكواش» من رياضة مجهولة إلى رياضة تنتشر بقوة على مستوى العالم وبالتحديد في أميركا وبريطانيا، فعملنا نقلة كبيرة للارتقاء باللعبة والجوائز المالية، وكانت مليون دولار، والآن أصبحت 7 ملايين وستمائة ألف دولار، وهذا يؤكد الجهد الكبير الذي قدمناه لهذه الرياضة، وأنا كسعودي ورئيس اتحاد «الاسكواش» العالمي، أفتخر بما قدمته لهذه الرياضة التي أصبحت تنتشر بشكل سريع، وعندما أقمنا بطولة العالم في السعودية عام 2010 كانت قيمة الجوائز 325 ألف دولار، وكان البعض يستغرب من هذا الرقم الكبير، ومع مرور الوقت ارتفعت الجوائز، وكان آخرها بطولة العالم في شيكاغو، وكانت الجوائز نصف مليون للرجال ونصف مليون للسيدات، وللمعلومية تم دمج اتحاد السيدات مع الرجال، وبعد 3 سنوات زادت عوائد الدخل بنسبة 60 في المائة، ومستوى الدخل للعشرة الأوائل زاد بنسبة 74 في المائة، وجميع هذه الأمور جاءت بأيدٍ سعودية، وحقيقة ما يحز في النفس أن جميع البطولات المعروفة بالتصفيات لتحديد بطل السنة نضطر لإقامتها في دبي، كوننا لا نستطيع إقامتها في السعودية.
> كم عدد اللاعبين الذين يمارسون لعبة «الاسكواش» على مستوى المملكة؟
- المسجلون رسمياً في سجلات الهيئة العامة للرياضة تقريباً عددهم ما يقارب 451 لاعباً، وهؤلاء اللاعبون يمارسون اللعبة، وحالياً لدينا ثلاثة لاعبين صغار تم التركيز عليهم، وأنا أدعمهم مادياً ضمن برنامج المواهب السعودية، ويشاركون في بطولات خارجية وأوروبية وآسيوية، وأخيراً استطاع اللاعب ياسر آل عباس الحصول على المركز الأول في بطولة النرويج الدولية تحت 13 سنة، التي أقيمت 2019 كأول ميدالية ذهبية للاسكواش السعودي في البطولات الدولية، ويوجد لدينا اللاعب محمد آل نصفان واللاعب سالم المولد، وهم لاعبون متميزون ولديهم الرغبة في التطوير ويعشقون اللعبة والمستقبل أمامهم، ولدينا برنامج متكامل لهم، وللاعبي المنتخب للنهوض بمستوياتهم والوصول إلى العالمية، وذلك تمشياً مع رؤية المملكة 2030، التي تهتم بجميع المجالات بالمملكة.
> هل تم تشكيل لجنة تهتم بشؤون العنصر النسائي لتفعيل اللعبة على مستوى الشابات؟
- لدينا حالياً أضواء الدخيل، وتم انضمامها لمجلس إدارة الاتحاد، وعملنا برنامجاً تم تنفيذه، وتم استقطاب مدربة، وأقمنا دورة مدربات وبطولة في جامعة الملك سعود، وجارٍ عمل برنامج نسائي بالتعاون مع الهيئة، ومعهد إعداد القادة وسيتم تقديمه قريباً.
> ما الخطط المستقبلية التي ترون أنها تُسهِم في نشر اللعبة؟
- في نظري يجب أن تقام بطولات في جميع الرياضات وليس فقط رياضة «الاسكواش»، وعندما تشاهد الرياضة أمامك، وتحظى بالدعم، فسوف تستمر هذه الرياضة، وأعتقد أنه لا بد من إقامة بطولات، مثلاً بطولة كبرى في السنة وبطولات مصغرة على مدار السنة، حتى تنتشر اللعبة على نطاق أوسع، ولا أخفي عليك أنه تم رفع خطة متكاملة للجنة الأولمبية تتمثل في إقامة بطولة كبرى للرجال والسيدات، وكذلك بطولات للشباب والشابات صغيرة على مستوانا، مثل مشاركة ندى أبو النجا التي أصبح لها تصنيف عالمي بعد أن شاركت أكثر من مرة، وبالتالي لا بد من إبراز الرياضة من خلال المشاركة في البطولات العالمية حتى نكتسب الخبرة والاحتكاك مع النجوم، وأيضاً يجب ألا نغفل البنية التحتية، بحيث يتم إنشاء «مجمع اسكواش» على مستوى عالٍ حتى نستطيع أن نقيم عليه برامجنا وأنشطتنا ونستضيف البطولات الداخلية والخارجية.
> كيف تقيم اللاعبين الحاليين، وما تصنيفنا على المستوى الدولي؟
- في الفترة الحالية تركيزنا منصبّ على الفئات السنية، الناشئين والبراعم، ولا يوجد لدينا لاعب ينافس على المستوى الدولي، وخطتنا هي على المدى، الطويل وفي الوقت الحاضر لا يمكن مثلاً منافسة مصر أو إنجلترا فـ«الاسكواش» تحتاج إلى نَفَس طويل ومزيد من الوقت وتدريبات مكثفة وتحتاج إلى مدربين عالميين، ولدينا شباب وشابات يريدون اللعب، لكن لا بد من خَلْق الأجواء وتوفير احتياجات اللعبة.
> كيف ترى تعاون الأندية مع اتحاد «الاسكواش»؟
- عدد الأندية المسجلة رسمياً في لعبة «الاسكواش» بالهيئة 20 نادياً تقريباً وعدد الأندية التي تشارك في بطولات الاتحاد تقريباً 14 نادياً، ولكن الاتحاد يقوم بالصرف على هذه الأندية حتى تستطيع المشاركة في البطولات، وكذلك يقدم لهم المضارب والأحذية والمستلزمات سنوياً، وذلك لضعف الإنفاق المادي لتلك الأندية على اللعبة، ولدينا مدربون يتم توزيعهم على المناطق لتدريب اللاعبين الناشئين والشباب المتميزين للانضمام للمنتخبات الوطنية.
> هل توجد اتفاقية مع وزارة التعليم لنشر اللعبة على نطاق أوسع؟
- الاتفاقيات التي نبرمها فقط مرتبطة مع اللجنة الأولمبية، ومثلاً لو أردنا الاتفاق مع وزارة التعليم من خلال عمل برنامج في الرياض أو الدمام أو جدة، فأين يتم تدريب الشباب، فأنا كاتحاد لا يوجد لدي بنية تحتية أو مركز خاص في رياضة «الاسكواش»، فالملاعب تُعتبر مشكلة كبيرة تواجهنا، وللمعلومية الملعب المتنقل دفعته من حسابي الخاص، ويتم تنقله بين دبي والرياض لإقامة البطولات، وأنا ضد فكرة أن الاتحاد يكون له مركز خاص فيه؛ فالاتحادات لا بد أن يكون لها مدينة رياضية متكاملة، كما هو معمول في مدينة مانشستر في بريطانيا، يشمل جميع الألعاب وهذا يساعد اللاعبين على ممارسة أكثر من رياضة، إذا شاهد الملاعب الرياضية في مكان واحد ويكون فيه تحدّ بين اللاعبين، وربما نشاهد مواهب من خلال الاحتكاك في هذه الرياضات وعلى سبيل المثال ابني كان يمارس رياضة «الاسكواش» في إحدى المدن الرياضية التي تشمل جميع الرياضات، ومع مرور الوقت كان يمارس بعض الرياضات وتميز فيها، كرياضة الركبي والغولف، وأنا سبق أن مارست «التجديف» ونجحت فيها.
> ما الاستراتيجية التي وضعت لرياضة «الاسكواش» من أجل تطويرها؟
- الاستراتيجية التي وضعناها منصبّة نحو التركيز على اللاعبين الناشئين الموهوبين والمشاركة بهم في البطولات الدولية والآسيوية لاكتساب الخبرات، وكذلك عمل تعاون مع الاتحاد المصري لـ«الاسكواش» إذ إنهم أبطال العالم في اللعبة. في جميع الدرجات نقيم معسكرات الاتحاد الخارجية في مصر للاستفادة من الخبرات العالمية الموجودة هناك.
> كيف تجد التعاون بين الاتحاد السعودي والاتحاد الدولي لتطوير رياضة «الاسكواش»؟
- بالتأكيد هناك تعاون مشترك بحكم رئاستي للاتحاد الدولي للمحترفين وطموحي لا حدود له، وأتمنى أن تقام بطولة عالمية كل سنة في المملكة، وكانت آخر بطولة هي بطولة العالم 2010 قبل أن أترأس الاتحاد، وكذلك البطولة العالمية النسائية في يناير 2018م وأتمنى ألا تتوقف البطولات وتُقام في كل سنة على مستوى مدن المملكة، ونشاهد البطولات السابقة تقام في أماكن معروفة مثلاً في الأهرامات بمصر أو عند محطة قطار أو أمام النافورة في دبي، ولن تصدق أقمنا بطولة في بلكونة في الصين، ومثلاً نستطيع إقامتها في الدرعية أو العلا أو قرية قديمة، وسيشاهد العالم معالمنا التاريخية، لكن يجب أن يكون هناك ملاعب رياضية في مكان واحد ويكون فيه تحدّ بين اللاعبين، وربما نشاهد مواهب من خلال الاحتكاك في هذه الرياضات.
رئيس اتحاد «الاسكواش» السعودي: أحلم بتنظيم بطولة عالمية في الدرعية والعُلا
زياد التركي قال إن اللعبة تحظى بزخم كبير في أوساط الشباب والشابات
رئيس اتحاد «الاسكواش» السعودي: أحلم بتنظيم بطولة عالمية في الدرعية والعُلا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة