المبعوث الرئاسي الروسي يبحث في دمشق «الدستورية» و«جولة آستانة»

حددت الخارجية الروسية أولويات النقاشات المنتظرة على جدول أعمال جولة مفاوضات آستانة المقررة يومي 25 و26 أبريل (نيسان) الجاري. وكشفت تفاصيل مباحثات أجراها في دمشق أول من أمس، المبعوث الرئاسي الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف الذي التقى الرئيس بشار الأسد، وعدداً من المسؤولين السوريين، وركز خلال محادثاته على ملفات تشكيل اللجنة الدستورية وآليات إطلاق عملية سياسية مثمرة، وتطرق خلالها إلى مسألة دفع جهود موسكو لتطبيع العلاقات بين دمشق والبلدان العربية.
ولفت بيان أصدرته الخارجية الروسية حول مجريات الزيارة إلى أن موسكو تنوي إيلاء أهمية خاصة خلال جولة مفاوضات آستانة، لحسم ملف تشكيل اللجنة الدستورية، فضلاً عن دفع مسار تبادل الأسرى والسجناء، وتحديد مصير المفقودين، وهو ملف راوح طويلاً من دون حل في جولات المفاوضات السابقة. وبات معلوماً أن موسكو اتفقت مع شريكيها في مسار آستانة تركيا وإيران، على عقد اجتماع خاص على هامش جولة المفاوضات للجنة تبادل الأسرى بحضور ممثلين عن الأمم المتحدة، بالإضافة إلى طرفي الحكومة والمعارضة في سوريا.
ورغم تكرار الحديث عن أن القضايا المتعلقة بعودة اللاجئين وإعادة الإعمار ستكون حاضرة أيضا على جدول أعمال الاجتماعات، فإن التركيز كما بدا من البيانات الرسمية الروسية ينصب أكثر على مسألة تشكيل الدستورية ومحاولة إحراز تقدم على صعيد الوضع الإنساني انطلاقاً من ملف الأسرى.
وفي عرض لأبرز الملفات التي تناولها لافرنتييف خلال لقائه الأسد، ذكرت الخارجية أن المحادثات تناولت «النظر في مسائل ضمان التسوية السياسية المستدامة» للأزمة السورية «وفقاً لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2254»، موضحة أن «اهتماماً خاصاً تم إيلاؤه في هذا السياق إلى مهمة تشكيل اللجنة الدستورية وإطلاق عملها في أسرع وقت ممكن».
كما شددت على أن المحادثات شملت أيضا «بحث مهمات ترتيب الأمور في سوريا خلال فترة ما بعد النزاع وتطبيع علاقات الجمهورية العربية السورية مع الدول العربية».
وكانت موسكو أعلنت خلال أعمال منتدى التعاون العربي الروسي الذي انعقد في العاصمة الروسية قبل أيام، أنها تواصل جهوداً لحض الأطراف العربية على تطبيع علاقاتها مع دمشق وإعادة سوريا لشغل مقعدها في جامعة الدول العربية. وعلى الرغم من أن المنتدى تجنب في بيانه الختامي الإشارة إلى هذه النقطة، ما عكس تمسك الجانب العربي بالموقف السابق حول ربط التطبيع مع دمشق بوقوع تطور على صعيد التسوية السياسية، لكن الوزير سيرغي لافروف أكد في وقت لاحق أن موسكو تواصل جهودها على هذا الصعيد.
ونشرت الرئاسة السورية تفاصيل لقاء الأسد ولافرنتييف، الذي كان على رأس وفد روسي شمل نائب وزير الخارجية سيرغي فيرشينين، وممثلين عن وزارة الدفاع الروسية، وقالت إن «اللقاء تناول الملفات المدرجة على جدول أعمال الجولة المقبلة من محادثات آستانة، وتم التأكيد على أهمية التنسيق المتواصل بين الجانبين حول القضايا المطروحة للخروج بنتائج إيجابية تحقق ما يصبو إليه الشعب السوري، وفي المقدمة التخلص من الإرهاب واستعادة الأمن والاستقرار إلى كل الأراضي السورية».
وكانت موسكو أكدت توجيه الدعوة إلى المبعوث الدولي إلى سوريا غير بيدرسون لحضور جولة آستانة المقبلة، لكن اللافت أن لافروف وجه انتقادات لاذعة بعد ذلك إلى الأمم المتحدة وحذرها من «الانخراط في محاولات أطراف غربية تعمل لتقويض مسار آستانة»، وفسر مراقبون هذه اللهجة بأن موسكو ترجح موقفاً سلبياً من جانب الأمم المتحدة حول الاقتراحات التي أعدتها روسيا وتركيا وإيران لتشكيلة اللجنة الدستورية، لذلك فقد حرص لافروف على التذكير بأن «دور الأمم المتحدة هو مجرد وسيط ومراقب وفقا لمقررات مؤتمر سوتشي للحوار، ولا يجب أن تتدخل في تركيبة اللجنة الدستورية بفرض شروط على الأطراف».
على صعيد آخر، أعلن في موسكو أن نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف، المسؤول عن الملف الاقتصادي في الحكومة، توجه إلى دمشق، الجمعة، لإجراء محادثات مع مسؤولين سوريين بينهم الأسد.
وأفاد بيان نشره مكتب بوريسوف على الموقع الرسمي للحكومة بأن المسؤول الروسي يسعى للتركيز خلال لقائه الأسد، على ملفات التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين.
ومن المخطط وفقاً للبيان أن يعقد بوريسوف لقاءات مع نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، الذي يعد أيضا رئيساً للجانب السوري من اللجنة الحكومية الثنائية للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتقني، بالإضافة إلى لقاء منفصل مع وزير شؤون الرئاسة السورية محمد عزام.