تونس: حزب معارض يعلن مرشحه للانتخابات الرئاسية

TT

تونس: حزب معارض يعلن مرشحه للانتخابات الرئاسية

يقدم «التيار الديمقراطي» التونسي المعارض قيادي الحزب محمد عبو، الذي أسسه سنة 2013، كمرشح لخوض الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في 17 من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، لينهي بذلك جدلاً داخلياً استمر حول إمكانية التقدم بمرشح من الحزب، أو الاكتفاء بتقديم دعم سياسي لمرشح تختاره المعارضة.
ويسدل هذا الحزب المعارض الستار على أشغال مؤتمره الانتخابي الثاني، الذي ينظمه في غضون 6 سنوات، بانتخاب مكتب سياسي يتكون من 20 عضواً، ومجلس وطني يتألف من 30 عضواً، حتى يكون بذلك مستعداً أيضاً لخوض الانتخابات البرلمانية، المقرر إجراؤها في شهر أكتوبر (تشرين الأول) القادم. وقررت قيادات الحزب أن يتم الإعلان اليوم (الأحد) عن محمد عبو كمرشح وحيد لخوض الانتخابات الرئاسية، في ظل وجود إجماع داخل الحزب على أهمية التقدم بمرشح، يمكن أن يجلب الكثير من أنصار المعارضة لدعمه، خاصة أن هذه هي المرة الأولى التي يقدم فيها عبو ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية.وكان عبو قد دعا خلال بداية أشغال المؤتمر، أول من أمس، الذي ينتهي اليوم الأحد، إلى إجراء انتخابات «نزيهة وشفافة، في ظل تدفق أموال من الخارج على عدد من الأحزاب الرئيسية في البلاد»، على حد تعبيره. وانتقد دوائر الحكم الحالية، واتهمها بابتزاز رجال الأعمال التونسيين من أجل الحصول على دعمهم في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة. وقال بهذا الخصوص إن حزب التيار الديمقراطي «لن يسمح لأي طرف من الائتلاف الحاكم باستغلال الدولة لتشويه خصومه»، على حد قوله.
وأضاف عبو أن حزبه يعمل على أن يكون مشروعه السياسي في حل من كل ارتباط بشخص واحد، مؤكداً على ضرورة ألا تكون الأحزاب السياسية «مجرد وسيلة للوصول إلى السلطة من أجل الانتفاع بغنائم الحكم، ولخدمة أغراضها الخاصة»، على حد تعبيره.
ويحظى محمد عبو المختص في القانون، ومؤسس حزب التيار الديمقراطي، المنشق عن حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية»، بدعم عدة أحزاب معارضة. غير أن طريق الفوز بالانتخابات الرئاسية، وفق مراقبين للانتخابات الرئاسية التي جرت سنة 2014، سيتطلب قاعدة انتخابية صلبة، ودعم الأحزاب السياسية الكبرى، على غرار حركة النهضة وحزب النداء، والمنظمات النقابية ذات القاعدة الانتخابية العريضة.
على صعيد غير متصل، كشف مختار اللموشي، نائب رئيس مجلس شورى النهضة، عن فتح الباب أمام منتسبي حركة النهضة لتقديم الترشيحات المتعلقة بالانتخابات البرلمانية، المزمع إجراؤها في السادس من أكتوبر المقبل. وحدد الحزب الإسلامي المشارك في الائتلاف الحاكم الحالي، تاريخ 24 من أبريل (نيسان) الحالي كآخر أجل لتقديم الترشيحات قبل إعلانها أمام الناخبين.
وكانت حركة النهضة قد احتلت المركز الثاني خلف حركة نداء تونس، التي أسسها الباجي قائد السبسي، في الانتخابات البرلمانية التي أجريت سنة 2014، غير أنها عادت وانتزعت صدارة الأحزاب السياسية في الانتخابات البلدية، التي جرت في السادس من مايو (أيار) 2018. ومن المنتظر أن تخضع القوائم المرشحة إلى التصويت الداخلي من قبل أعضاء المكتب التنفيذي لحركة النهضة، قبل إقرارها بصفة نهائية.
في غضون ذلك، دعا المكتب التنفيذي لحركة النهضة الناخبين المواطنين غير المسجلين إلى المبادرة بتسجيل أسمائهم ضمن السجلات الانتخابية بجهاتهم، بهدف إنجاح الحملة التي تنفذها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، والهادفة إلى تسجيل نحو 3.5 مليون ناخب غير مسجل. ونبه إلى ضرورة أن تبقى «التجاذبات السياسية وحملات التعبئة والتوجيه السابقة لأوانها في حدود المسؤولية، وترك المجال لبناء توافقات تحتاجها الديمقراطية المحلية الناشئة».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.