مؤتمر برلمانات دول الجوار العراقي الست يبدأ اليوم في بغداد

ينعقد تحت شعار «العراق... استقرار وتنمية»

TT

مؤتمر برلمانات دول الجوار العراقي الست يبدأ اليوم في بغداد

تستضيف العاصمة العراقية بغداد، اليوم السبت، مؤتمر رؤساء برلمانات دول جواره الست (المملكة العربية السعودية والكويت وإيران وتركيا وسوريا والأردن)، وذلك بدعوة من رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي. ويعد هذا المؤتمر الذي يعقد تحت شعار «العراق... استقرار وتنمية» الأول من نوعه الذي يجمع دولاً تتناقض في سياساتها حيال بعضها، ويريد العراق عبر الدبلوماسية الشعبية تجسير الفجوة بين بعضها، خصوصاً أن عقد هذا المؤتمر يأتي بعد جولة قام بها رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، إلى هذه الدول خلال الشهور الماضية. وفي تغريدة له على حسابه في «تويتر»، كتب الحلبوسي أن «العراق الشامخ الأبي المنتصر على الإرهاب، يتشرف بحضور جيرانه في بغداد العروبة والإسلام والسلام». وكان رئيس البرلمان السوري حمودة يوسف الصباغ، أول الواصلين إلى بغداد مساء أول من أمس، في حين اعتذر رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني عن الحضور، وسيمثل إيران عضو في لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الإيراني، فيما يتوقع مشاركة رؤساء المجالس التمثيلية والنيابية في السعودية والكويت والأردن وتركيا.
من جهته، عد محمد الكربولي عضو البرلمان العراقي، عن المحور الوطني الذي ينتمي إليه الحلبوسي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، «مشاركة الدول المجاورة للعراق كلها في مثل هذا المؤتمر، وفي مثل هذا الوقت، رسالة مهمة تؤكد أن العراق بات يستعيد دوره المحوري في الساحتين العربية والإقليمية». وأضاف الكربولي: «كما أنه يؤكد من جانب آخر أهمية الدور الذي بات يلعبه رئيس البرلمان العراقي الشاب في هذه المرحلة التي بات الجميع فيها بحاجة إلى تفاهمات حول مختلف القضايا، بصرف النظر عن طبيعة التقاطعات مع بعض هذه الدول».
من جهتها، أكدت إلا طالباني، عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان، لـ«الشرق الأوسط» أن «مؤتمر رؤساء برلمانات دول الجوار الست للعراق مهم جداً من وجهة نظرنا، سواء على مستوى العلاقات الثنائية التي تربطنا مع كل واحدة من هذه الدول أو على مستوى العلاقات فيما بينها، مع إدراكنا أن هناك تقاطعات مع بعض هذه الدول»، مبينة أن «قدرة العراق على احتضان الجيران، حتى المختلفين، تعد مؤشراً مهماً بشأن استعادته دوره المحوري وثقة الجيران بهذا الدور، وهو ما يرتب علينا البناء على ذلك مستقبلاً».
إلى ذلك، أشاد نواب من كتل مختلفة بانعقاد هذا المؤتمر البرلماني في بغداد. ففي تصريح له، أكد النائب عن «ائتلاف دولة القانون» محمد شياع السوداني، وزير العمل والشؤون الاجتماعية السابق، أن «برلمان العراق يحقق ما عجزت عنه الحكومات والهيئات الدولية»، مشيراً إلى أن «اجتماع برلمانات كل من العراق والكويت والسعودية والأردن وسوريا وتركيا وإيران، وجهاً لوجه في بغداد، أمر في غاية الأهمية، خصوصاً وأن العراق أصبح محور اعتدال ونقطة التقاء».
أما النائب زياد الجنابي، فقد أكد في بيان أن اللقاء «دليل واضح على أن جولات رئيس البرلمان الأخيرة في دول الجوار قد أثمرت نتائجها من خلال عقد هذا المؤتمر الذي سيصب في مصلحة خدمة العراق أولاً، ودول الجوار كافة، والاتفاق على توحيد أغلب التشريعات التي تتعلق ببرلمانات هذه الدول». وتابع أن «عقد مثل هكذا مؤتمرات تساعد في تمتين العلاقات بين الدول المشاركة، وكذلك ستمكن الجميع من تجاوز العقبات وحل المشكلات بصورة مباشرة وواضحة دون استخدام قنوات أخرى قد تضر بمصالح الجميع».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.