«المنتدى الأفريقي للتنمية المستدامة» يدعو لتعزيز التعاون «جنوب ـ جنوب»

دعا المنتدى الأفريقي للتنمية المستدامة، الذي احتضنته مدينة مراكش المغربية حول موضوع «إعطاء وسائل العمل للسكان وضمان الاندماج والمساواة» إلى تعزيز التعاون «جنوب - جنوب».
وطالب المنتدى، في إعلان مراكش، الذي أصدره خلال اختتام أشغاله، مساء أول من أمس، البلدان الأفريقية، بـ«تقاسم التجارب بين دول القارة لرفع التحديات المتعددة والمعقدة، ووضع شراكات متعددة الأطراف ومخططات وبرامج عمل، على المستوى الإقليمي، وذلك من أجل تحقيق التنمية المنشودة».
وتميزت أشغال المنتدى بمناقشة وتتبع وتقييم التقدم المحقّق، وتبادل الخبرات في مجال التنمية المستدامة في أفريقيا، وتقديم توصيات تروم تسريع تنفيذ أجندة 2030 على المستوى الإقليمي، كمقدمة للمنتدى السياسي رفيع المستوى، والقمة العالمية للتنمية المستدامة بنيويورك على التوالي في شهري يوليو (تموز) وسبتمبر (أيلول) المقبلين.
وأكد الوزراء الأفارقة للبيئة والمسؤولون رفيعو المستوى بالقارة، وأصحاب القرار والخبراء، وممثلو الحكومات والمنظمات الحكومية والبرلمانيون، والقطاع الخاص والمجتمع المدني بالدول الأعضاء، المشاركون في المنتدى، على التزامهم بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتبني التوجهات المتضمنة في «برنامج 2030» للاجتماعات الإقليمية، ذات الطابع العام أو القطاعي، بالإضافة إلى المضامين الأساسية، التي تم تبنيها خلال الدورة الخامسة للمنتدى الأفريقي للتنمية البشرية.
وطالبوا جميع الدول بتنفيذ مضمون الرسائل الرئيسية المنبثقة عن المنتدى، بالإضافة إلى دعوة المملكة المغربية إلى تقديمها باسم أفريقيا في المنتدى السياسي رفيع المستوى للتنمية المستدامة، والقمة العالمية للتنمية المستدامة، المقرر عقدهما بنيويورك.
وبعد أن شددوا على الأهمية الاستراتيجية لتعبئة الموارد المالية الكافية والمتوقعة والإضافية، لتسريع وتيرة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة في أفريقيا، دعا المشاركون أيضاً إلى وضع استراتيجيات لتمويل فعال، ودعوة شركاء التنمية إلى تنفيذ التزاماتهم من أجل دعم أفريقيا.
في غضون ذلك، جدد المشاركون تأكيدهم على صعوبة قيام عدد من البلدان الأفريقية بحصر مؤشرات أهداف التنمية المستدامة، داعين أيضاً إلى إنشاء صندوق التضامن لتطوير الإحصاءات المخصصة لدعم البلدان الأفريقية في جمع البيانات الإحصائية الضرورية.
كما أوصوا بتعزيز وتشجيع الابتكار والتكنولوجيا لسد الثغرات في مجال البيانات لبلورة سياسات للتنمية الإقليمية والوطنية، وتعزيز دور جميع الأطراف المعنية والبرلمانيين على وجه الخصوص، في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة.
وأشاد المشاركون في المنتدى بالمبادرات التي أُطلقت بمناسبة قمة العمل الأولى، التي دعا إليها العاهل المغربي الملك محمد السادس على هامش مؤتمر الأطراف الثاني والعشرين للتغيرات المناخية، من قبيل إنشاء لجنة المناخ في حوض الكونغو برئاسة الكونغو، ولجنة الساحل للمناخ برئاسة النيجر، ولجنة المناخ للدول الجزرية برئاسة سيشل، التي أقرها الاتحاد الأفريقي. بالإضافة إلى الجهود المبذولة من قبل الدول الأفريقية لتفعيل هذه المبادرات، مشيرين إلى أهمية اتخاذ التدابير الملائمة للتحكم السريع في أثر الاحتباس الحراري، من خلال حده في مستوى لا يتجاوز 1.5 درجة، وفقاً لتوصيات التقرير الأخير لمجموعة الخبراء الحكوميين حول تغير المناخ.
وبعد أن سلطوا الضوء على العلاقة القائم بين السلام والأمن والتنمية المستدامة، أشاد المشاركون بالتقدم المحرز بأفريقيا في هذا المجال تجدر الإشارة إلى أنه تم بهذه المناسبة دراسة واعتماد الرسائل الرئيسية، المنبثقة عن الدورة الخامسة للمنتدى الأفريقي حول التنمية المستدامة، بالإضافة إلى الإعلان عن تنظيم الدورة المقبل في أبريل (نيسان) 2020 بزيمبابوي.