المغرب: الأساتذة المتعاقدون يستعدون لتظاهرة في الرباط

تنطلق الاثنين المقبل قبل يوم من الحوار المرتقب مع وزارة التعليم

TT

المغرب: الأساتذة المتعاقدون يستعدون لتظاهرة في الرباط

بعد إعلانهم تمديد الإضراب حتى 25 من أبريل (نيسان) الجاري، اختارت التنسيقية الوطنية للأساتذة المتعاقدين التصعيد مجدداً ضد الحكومة، ودعت إلى إنزال وطني يبدأ يوم الاثنين المقبل، ويمتد لثلاثة أيام في الرباط، وذلك في إطار برنامج نضالي يتضمن مسيرات واعتصامات، يرتقب أن تزيد من الاحتقان الذي يعيشه قطاع التعليم بالمملكة.
ويأتي الإنزال الوطني للأساتذة المتعاقدين بالتزامن مع اليوم الأول من أسبوع الإضراب الوطني، الذي أعلنت خمس نقابات تعليمية عن خوضه، مصحوباً باعتصام ممركز لمطالبة الحكومة بحل «المشكلات التعليمية المشتركة، والفئوية المطروحة منذ سنوات، وذلك في إطار حوار تفاوضي حقيقي، يفضي إلى نتائج ملموسة، ويرفع الحيف عن مختلف فئات الشغيلة التعليمية». وجددت التنسيقية الوطنية للأساتذة المتعاقدين رفضها لـ«مخطط التعاقد، وما يسمى التوظيف الجهوي العمومي»، وأكدت في بيان لمجلسها الوطني، الذي أنهى أشغاله مساء أول من أمس، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، على مطالبها بـ«إدماج جميع الأساتذة في النظام الأساسي لوزارة التربية الوطنية».
وأعلن أساتذة التعاقد «تشبثهم بالحوار كمدخل أساسي لحل الملف المطلبي في شموليته»، ودعوا الحكومة إلى ما سموه «تغليب مصلحة التلميذ والوطن، لتفادي السنة البيضاء بالحل العاجل للملف»، وذلك في تهديد صريح بتسجيل سنة دراسية بيضاء، في ظل غياب حل توافقي للملف. كما استنكرت التنسيقية الوطنية للأساتذة «الذين فرض عليهم التعاقد»، كما تطلق على نفسها، الإجراءات التي وصفتها بـ«التعسفية»، والتي تواجه بها الوزارة والسلطات الوصية «النضالات السلمية والحق في الإضراب المكفولين دستورياً، وتعتبرها تضييقاً على العمل النقابي».
وفي نبرة لا تخلو من تحدٍّ، أكد البيان ذاته أن التنسيقية الوطنية للأساتذة المتعاقدين عازمة على مواصلة النضال «حتى إسقاط مخطط التعاقد، وإدماج جميع الأساتذة في النظام الأساسي لوزارة التربية الوطنية، والدخول في أشكال نضالية غير مسبوقة في الأيام المقبلة».
وأعلنت التنسيقية، التي تضم نحو 70 ألف أستاذ متعاقد، استعدادها تعويض «الحصص الدراسية لجميع التلاميذ حين يحل الملف نهائياً بكل الوسائل، وإن اقتضى الحال العمل خارج المؤسسات التعليمية وأيام العطل والعطلة الصيفية»، وذلك في رسالة لكسب مزيد من تعاطف الرأي العام المغربي مع قضيتهم.
وتأتي الخطوة التصعيدية من طرف الأساتذة المتعاقدين، التي تسبق بيوم واحد حوار الثلاثاء المقبل، للضغط على الحكومة ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي. وقد أكد مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية «أن الوزارة الوصية هي المسؤولة عن تدبير ملف الأساتذة، ولم يحل على أي قطاع حكومي آخر، خلافاً لما أثير في بعض المواقع الإلكترونية»، في نفي واضح لما أثير بشأن تولي وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، تدبير ملف الأساتذة المتعاقدين.
وسجل الخلفي في اللقاء الصحافي الأسبوعي لمجلس الحكومة، أن هذه الأخيرة تتطلع لحوار الثلاثاء المقبل بين ممثلي الأساتذة المضربين والوزارة «لإنهاء هذا المشكل، وضمان الاستقرار المهني والوظيفي للأساتذة، ومراعاة مصلحة التلاميذ».



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.