اجتماعات في دبي لقادة حركات سودانية معارضة

TT

اجتماعات في دبي لقادة حركات سودانية معارضة

قال نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال، إن وفداً من حركته وصل إلى دولة الإمارات العربية المتحدة لإجراء مشاورات حول تحقيق السلام في بلاده. وأوضح ياسر عرمان في بيان، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، أن الوفد الذي وصل إلى دبي بدعوة من قيادة دولة الإمارات يضم قوى ملتزمة بميثاق الحرية والتغيير لتحقيق تطلعات السودانيين في البحث عن حزمة متكاملة تربط بين قضيتي السلام والديمقراطية والمواطنة بلا تمييز، وبين استقرار البلاد، مرحباً بالإجراءات التي تم اتخاذها ضد قادة النظام السابق. وقال: «ندعو إلى الاستجابة للمطالب التي طرحها الثوار والمعتصمون، وإلى وحدة قوى الحرية والتغيير والمعارضة»، وأضاف: «لقد انتهى ما يسمى المشروع الحضاري وفاشية الإسلام السياسي، الذي خرب الدين والسياسة، وندعو للعمل جميعاً من أجل بناء سودان جديد وحل التحديات الماثلة لمصلحة جميع السودانيين وإنهاء دولة التمكين بلا رجعة وتصفية مؤسساتها لمصلحة دولة الوطن».
ونفى عرمان ما أوردته إحدى الوكالات التي نسبت تصريحات لأحد المصادر من حركته، وقال إن «فبركات فلول الإخوان المسلمين الذين أطاحت بهم ثورة الشعب غير مؤثرة وغير مجدية»، كما نفى أي حديث عن عمل عسكري تقوم به أي من أطراف الجبهة الثورية التي تضم عددا من الحركات المسلحة. وقال: «نحن ملتزمون التزاماً كاملاً بوقف العدائيات»، مشيراً إلى عدم وجود أي حديث سلبي عن قوات الدعم السريع أو نائب رئيس المجلس العسكري محمد حمدان حميدتي، وتابع: «هذه فبركات من عناصر النظام القديم وندعو إلى توجيه كل الطاقات للاقتلاع الكامل التمكين». ذكرت مصادر في أبوظبي أمس، أن دولة الإمارات العربية، شرعت في وساطة لأول مرة بين المجلس العسكري الانتقالي السوداني والحركات المسلحة التي تقاتل في ولايات دارفور ومنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان بهدف إقرار السلام.
ونسبت وكالة الأنباء الألمانية إلى مصادر نافذة في الحركة الشعبية قولها إن دولة الإمارات استضافت أول من أمس اجتماعاً لقادة الحركة الشعبية بزعامة مالك عقار وحركة جيش تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي. وأوضحت تلك المصادر، أن الحركات قد توقع على مذكرة تفاهم في دبي تحمل خطوطا عريضة حول رؤيتها لحل الأزمة السودانية، تمهيداً لعقد لقاءات مباشرة مع المجلس العسكري في الخرطوم. ولم يتم التأكد من صحة هذه المعلومة من مصدر إماراتي رسمي.
وكان الناطق الرسمي باسم المجلس العسكري شمس الدين كباشي، قد قال في بيان في وقت متأخر من ليل أول من أمس، إن المجلس العسكري شرع في اتصالات بحاملي السلاح في منطقتي النيل الأزرق ودارفور بهدف إقرار السلام، مؤكداً أن هناك عدة خطوات سيتخذها المجلس لتعزيز الثقة بتلك الحركات، مرحباً بقرار الحركة الشعبية قيادة عبد العزيز الحلو وقف إطلاق النار في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان حتى يوليو (تموز) المقبل ووصفها بالخطوة الإيجابية.
إلى ذلك، قال مكتب رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، في بيان اطلعت عليه «الشرق الأوسط»، إن الرئيس سلفا كير عرض المساعدة في التوسط في عملية الانتقال السياسي في السودان. وأضاف: «سلفا كير أكد أنه مستعد لدعم الطموحات الديمقراطية للسودان والمساعدة في انتقال سلس وسلمي هناك»، مشيراً إلى أن كير عرض الوساطة في المفاوضات بين مختلف القوى السودانية لتحقيق الانتقال السلس للسلطة إلى عهد جديد في السودان.
وكان الاتحاد الأفريقي شجب يوم الاثنين الماضي استيلاء الجيش السوداني على السلطة، وهدد بتعليق عضوية السودان ما لم يسلّم المجلس العسكري الانتقالي السلطة لإدارة مدنية خلال 15 يوما.



بنك الأهداف الأميركية يتوسّع في مناطق سيطرة الحوثيين

على مدار الساعة تستهدف المقاتلات الأميركية مواقع مختارة للحوثيين (الجيش الأميركي)
على مدار الساعة تستهدف المقاتلات الأميركية مواقع مختارة للحوثيين (الجيش الأميركي)
TT

بنك الأهداف الأميركية يتوسّع في مناطق سيطرة الحوثيين

على مدار الساعة تستهدف المقاتلات الأميركية مواقع مختارة للحوثيين (الجيش الأميركي)
على مدار الساعة تستهدف المقاتلات الأميركية مواقع مختارة للحوثيين (الجيش الأميركي)

وسَّعت الولايات المتحدة من بنك أهدافها في مناطق سيطرة الحوثيين مع انقضاء أسبوع على بدء ضرباتها الجوية على مواقع الجماعة في شمال اليمن، لتشمل إلى جانب مخابئ القادة ومراكز القيادة والسيطرة، مخازن الأسلحة ومواقع إطلاق الصواريخ والمسيَّرات.

ومع تحديد الإدارة الأميركية هدفها بمنع استهداف الحوثيين لحركة الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن، دون الخوض في الصراع الداخلي اليمني، بات من المؤكد أنها سوف تستهدف قيادات ومراكز سيطرة، ومواقع إطلاق الصواريخ والمسيَّرات.

ولهذا امتدت الضربات من استهداف مخابئ قادة الصف الأول للحوثيين ومراكز القيادة والسيطرة، إلى المناطق التي تضم المخازن السرية للأسلحة، والتي تتمركز في محافظتي صنعاء وصعدة، وإلى مواقع إطلاق الصواريخ والطيران المسيَّر، وتوسَّعت رقعة الاستهداف لتشمل معظم المحافظات الخاضعة لسيطرة الجماعة.

مواقع تخزين الأسلحة في طليعة الأهداف الأميركية (إعلام محلي)

ولأن الحوثيين عادة ما يقومون بنقل الأسلحة من المخازن المعروفة إلى مواقع جديدة، خصوصاً في محافظتي صعدة والحديدة، فقد تركزت الضربات الأميركية خلال الأيام الماضية على هاتين المحافظتين، مع استمرار استهداف مواقع مختارة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، ولكنها توسَّعت لتشمل نحو 7 محافظات، حوَّلها الحوثيون إلى مواقع لإطلاق الصواريخ والمسيَّرات أو تخزين الأسلحة بعيداً عن أعين السكان حتى لا يتم الإبلاغ عنها واستهدافها.

صعدة وصنعاء

تظهر الضربات، خلال الأسبوع الماضي، أن محافظة صعدة تحتل الأولوية في بنك الأهداف الأميركية، حيث استُهدفت بأكثر من 30 غارة حتى الآن، لأنها تحتل أهميةً خاصةً قد تعادل أهمية صنعاء، بوصفها مركز ولادة حركة الحوثيين، وهي اليوم معقلهم الرئيسي، وفيها يعيش عبد الملك الحوثي منذ ولادته، ويدير مناطق سيطرته من أحد الكهوف الجبلية، ولم يُعرف عنه ظهوره في أي تجمعات أو أماكن خارجها، وينحدر منها جل قيادات الصف الأول للجماعة والجناح العسكري والأمني.

وإلى جانب ذلك، توفر الطبيعة الجبلية للمحافظة مأوى مناسباً لقيادة الجماعة، وزاد من أهميتها وجود كهوف طبيعية تمت تهيئتها لتكون مواقع للاختباء وقيادة العمليات في أثناء الحرب بين الجمهوريين والملكيين في ستينات القرن الماضي. وقد استحدث الحوثيون مزيداً من هذه الكهوف بمساعدة خبراء إيرانيين، حيث تم استحداث خنادق إضافية في الجبال وتحتها؛ لتخزين الأسلحة وإدارة العمليات القتالية وإخفاء قادتهم، خصوصاً الجناح العسكري والمخابراتي، ولهذا فرَّ إليها أغلب القيادات من صنعاء؛ للاحتماء من الضربات الأميركية.

مخابئ قادة الحوثيين في طليعة أهداف الولايات المتحدة (إعلام محلي)

أما العاصمة المختطفة صنعاء فاحتلت المرتبة الثانية في عدد الغارات التي استهدفتها، وتكمن أهميتها إلى جانب كونها عاصمة البلاد، في وجود المقرات الرئيسية لقيادة الجيش والاتصالات وأكبر المطارات، وثاني أهم قاعدة عسكرية جوية ومركز المخابرات.

كما أنها مقر لمجلس حكم الحوثيين لمناطق سيطرتهم، ويوجد بها قادة الصف الأول للجماعة، ومن بينهم المرشحون لخلافة عبد الملك الحوثي، مثل أخيه عبد الخالق، الذي عُين قائداً لقوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة السابقة، ومحمد علي الحوثي، عضو مجلس الحكم، الذي يتزعم أحد أجنحة الجماعة.

كذلك يوجد في المدينة عبد الكريم الحوثي، وزير الداخلية في الحكومة التي لا يعترف بها أحد، وهو أيضاً عم عبد الملك، إلى جانب أنه يتزعم أحد الأجنحة التي تنافس بقوة على النفوذ والأموال، حيث يتحكم الرجل بقوات الشرطة والأمن المركزي، ويشرف على جهاز مخابرات مستقل تم إنشاؤه مؤخراً وأُطلق عليه جهاز استخبارات الشرطة، وعُين على رأسه علي حسن الحوثي النجل الأكبر لمؤسس الجماعة.

الحديدة وحجة

كما تركزت الغارات على محافظة الحديدة ذات الأهمية الاستراتيجية، ويوجد بها ثاني أكبر مواني اليمن، وهي الآن المنفذ البحري الوحيد المتبقي تحت سيطرة الجماعة الحوثية، وتعد أهم مصدر لجمع الأموال، سواء من عائدات دخول البضائع للسكان في تلك المناطق، الذين يقدر عددهم بنحو 60 في المائة من سكان البلاد، أو من خلال الضرائب التي تتم جبايتها من كبار التجار وأهم المصانع التي توجد في هذه المحافظة.

وإلى جانب ذلك، يوجد في المحافظة ميناء الصليف وميناء رأس عيسى النفطي، ومقر قيادة القوات البحرية وقوات خفر السواحل والكلية البحرية، كما تضم مواني صغيرة مثل ميناء اللحية وميناء الحيمة، ويستخدم الحوثيون معظم هذه المواني لتهريب الأسلحة وتدريب مقاتلين من الصومال وإثيوبيا.

أحد مواقع الحوثيين المستهدفة في محافظة الجوف (إعلام محلي)

وتأتي محافظة حجة في المرتبة الثالثة من الأهمية لأسباب مرتبطة بموقعها، حيث تمتد من ساحل البحر الأحمر إلى أعلى المرتفعات الجبلية، كما أنها مخزون بشري للمقاتلين الحوثيين، حيث تطل المحافظة على البحر عبر ميناء ميدي الخاضع حالياً للقوات الحكومية، كما أن مرتفعاتها الجبلية المطلة على البحر حوَّلتها إلى مركز للمراقبة واستهداف السفن.

ولا يقتصر بنك الأهداف الأميركية على المحافظات الرئيسية لأنشطة الحوثيين العسكرية، لكنه امتد إلى محافظات أخرى، مثل البيضاء جنوب شرق صنعاء، حيث يتم تخزين الصواريخ والطائرات المسيَّرة هناك، ويستغل الحوثيون المرتفعات الجبلية التي تطل على خليج عدن لإطلاق الصواريخ والمسيَّرات على السفن.

وكذلك الأمر في محافظة الجوف المجاورة لمحافظة مأرب، حيث قامت الجماعة بنقل عدد من الصواريخ والطيران المسيَّر إلى هناك، كما تحشد قواتها بغرض مهاجمة منابع النفط والغاز الخاضعة للحكومة الشرعية.