المغرب: أساتذة التعاقد يمددون إضرابهم حتى الخميس المقبل

حمَّلوا الوزارة مسؤولية تدهور الوضع وخرق الاتفاق

TT

المغرب: أساتذة التعاقد يمددون إضرابهم حتى الخميس المقبل

يبدو أن ملف الأساتذة المتعاقدين بالمغرب يتجه نحو مزيد من التأزم والتعقيد خلال الأيام المقبلة، بعد أن عقدت التنسيقية الوطنية لهؤلاء الأساتذة مجلسها الوطني أول من أمس في مدينة مراكش، وأعلنت فيه تمديد الإضراب حتى 25 من أبريل (نيسان) الجاري، محملة وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي مسؤولية انهيار الاتفاق، الذي وقعه الجانبان السبت الماضي. وهاجمت التنسيقية الوطنية للأساتذة المتعاقدين في بيان، تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، تصريحات وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي، حول سقف الحوار المزمع عقده الثلاثاء المقبل، واعتبرتها «مستفزة».
وسجلت التنسيقية الوطنية للأساتذة المتعاقدين أن قرار الاستمرار في الإضراب «قابل للتمديد»، الأمر الذي يمثل رسالة تصعيد واضحة ضد الوزارة والحكومة، بعدما صرح الوزير الوصي على القطاع بأن موضوع الإدماج في الوظيفة العمومية «لن يطرح نهائياً في الحوار المقبل مع الأساتذة، ولن يتم أبداً».
وعبر الأساتذة المتعاقدون عن تفاجئ كثير من أعضاء التنسيقية بما عدوه «خرقاً سافراً من طرف بعض المديريات الإقليمية للتربية والتكوين لاتفاق 13 أبريل»؛ حيث جرت مطالبة الأساتذة عند التحاقهم بمقرات العمل بتوقيع محاضر استئناف العمل، ووجهت لبعضهم استدعاءات امتحان التأهيل المهني، وهي الأمور التي التزمت الوزارة بها في الاتفاق الأولي.
وحملت التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين «فرض عليهم التعاقد» كما تسمي نفسها: «المسؤولية التامة عن الأوضاع المزرية في المنظومة التعليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، والتعليم العالي والبحث العلمي»، مجددة التأكيد على «مواصلة النضال حتى إسقاط مخطط التعاقد، والإدماج في النظام الأساسي لوزارة التربية الوطنية». ودعا المجلس الوطني أعضاء التنسيقية الوطنية للأساتذة إلى «الالتزام التام بمخرجات المجلس الوطني، حفاظاً على وحدة التنسيقية، واستمراريتها للدفاع عن المدرسة العمومية»، كما عبر عن استعداد الأساتذة لتعويض الزمن الدراسي المهدور للتلاميذ بعد حل الملف بشكل نهائي. ويأتي موقف التنسيقية الوطنية للأساتذة المتعاقدين التصعيدي ليزيد من حدة التوتر، الذي يسيطر على قطاع التربية والتعليم في البلاد؛ حيث دعا التنسيق النقابي، الذي يضم النقابات التعليمية الخمس (النقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، والجامعة الحرة للتعليم المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للشغالين، والنقابة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الفيدرالية الديمقراطية للشغل، والجامعة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، والجامعة الوطنية للتعليم «التوجه الديمقراطي»، المنشقة عن الاتحاد المغربي للشغل) قبل يومين، إلى إضراب وطني لمدة أسبوع، ابتداء من 22 من أبريل الحالي، مصحوباً باعتصام ممركز.
وحمل التنسيق النقابي الخماسي حكومة سعد الدين العثماني، ووزارة التعليم، مسؤولية استمرار الاحتقان. وجددت النقابات دعوتها الحكومة للاستجابة لمطالب التنسيق النقابي الخماسي، بخصوص ما سمتها «المشكلات التعليمية المشتركة والفئوية المطروحة منذ سنوات، وذلك في إطار حوار تفاوضي حقيقي، يفضي إلى نتائج ملموسة، ويرفع الحيف عن مختلف فئات الشغيلة التعليمية».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.