وفد مصري رفيع في السودان لـ«دعم خيارات الشعب»

جددت مصر دعمها الكامل لخيارات الشعب السوداني، في تحديد مستقبله، عقب الإطاحة بالرئيس عمر البشير. وذلك خلال زيارة قام بها وفد رفيع المستوى للخرطوم، أمس، بعد ساعات من اتصال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري الانتقالي.
وذكرت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» المصرية (الرسمية)، في بيان مقتضب، أمس، أن «وفدا مصريا رفيع المستوى يجري زيارة لدولة السودان للوقوف على تطورات الأوضاع الجارية والمتسارعة التي يمر بها السودان الشقيق في هذه اللحظة الفارقة من تاريخه؛ للتأكيد على دعم مصر الكامل لخيارات الشعب السوداني وإرادته الحرة».
وأجرى الرئيس السيسي مساء أول من أمس، اتصالاً هاتفياً برئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني. وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بسام راضي، إن السيسي أكد دعم مصر الكامل لأمن واستقرار السودان، ومساندتها لإرادة وخيارات الشعب السوداني في صياغة مستقبل بلاده، والحفاظ على مؤسسات الدولة، معرباً عن استعداد مصر لتقديم جميع سبل الدعم للأشقاء في السودان، ومؤكداً الروابط الأزلية التي تجمع شعبي وادي النيل وحرص مصر الكامل على دعم السودان لتجاوز هذه المرحلة بما يتوافق مع تطلعات الشعب السوداني.
وأضاف أن السيسي استمع إلى تقدير البرهان لتطورات الأوضاع في السودان والجهود التي يبذلها المجلس العسكري الانتقالي في التعامل مع الأوضاع الراهنة، حيث أعرب عن ثقته في قدرة الشعب السوداني ومؤسسات الدولة على استعادة الاستقرار وتحقيق الأمن والحفاظ على مقدرات دولة السودان.
وأوضح المتحدث الرسمي أن السيسي أكد أهمية تكاتف الجهود الإقليمية والدولية الرامية لمساعدة السودان على تحقيق استحقاقات هذه المرحلة ومواجهة الأزمة الاقتصادية لما فيه صالح الشعب السوداني.
وتعول مصر على دور كبير للجيش السوداني، ضمن مؤسسات الدولة، في تحقيق الاستقرار لجارتها الجنوبية. تقول السفيرة، منى عمر، مساعدة وزير الخارجية الأسبق للشؤون الأفريقية، لـ«الشرق الأوسط»، إن «العلاقات بين الجارتين مصر والسودان حتمية، ولا يوجد خيارات أخرى بين البلدين، سوى علاقات وطيدة، بصرف النظر عمن يحكم في الخرطوم، ومن هنا تفضل مصر ترك الاختيارات للشعب السوداني».
وتوضح عمر أن «هناك إصرارا مصريا واضحا على عدم تدخلها في خيارات الشعب السوداني، من اليوم الأول للاحتجاجات»، مشيرة إلى أن «الدعم المصري مرهون بالمواقف الشعبية الجارية».
واعتبرت الدبلوماسية المصرية أن «الشعب السوداني أكثر حصافة من شعوب كثيرة في دول (الربيع العربي)، فهو لم يكتف بالإطاحة فقط بالبشير بل أصر على عدم استمرار رئيس المجلس العسكري السابق واعتصم حتى تغييره، ولا تزال لديه مطالب أخرى يصر على تحقيقها».
بدورها، ترى أماني الطويل، مدير البرنامج الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «مصر تفضل بحكم قربها الجغرافي من السودان ومصالحها الاستراتيجية، أن تتخذ موقفا بعيدا عن التفاعلات، لأن قربها قد يسبب خسائر سياسية لها»، موضحة أن «القاهرة حرصت منذ اليوم الأول للأحداث على عدم اتخاذ مواقف جذرية تجاه أي فصيل، والتأكيد على دعم خيارات الشعب السوداني، في ظل سيولة كبيرة تشهدها الأحداث، وأنه لم تتضح معالم السلطة النهائية بعد».