ظريف يلتقي إردوغان بعد الأسد ويلمح لـ«وساطة» بين أنقرة ودمشق

عرض وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مضمون مباحثاته مع الرئيس السوري بشار الأسد على الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال لقائه معه في أنقرة، أمس (الأربعاء)، ملمحاً إلى أن بلاده تسعى لإعادة العلاقات بين دمشق وأنقرة إلى طبيعتها.
والتقى ظريف إردوغان عقب مباحثات مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو تركزت في جانب كبير منها على التطورات في سوريا. وقال في مؤتمر صحافي مشترك، عقده مع نظيره التركي عقب المباحثات: «أجريت لقاءً مطولاً مع الأسد في سوريا (أول من أمس)، وسأعرض تقريراً عن اللقاء على السيد إردوغان».
وأضاف ظريف أن بلاده ترغب في أن تسود علاقات ودية بين دول المنطقة، قائلاً: إن طهران لم تتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، واكتفت فقط بالإفصاح عن تطلعاتها.. «سنعمل على إعادة العلاقات إلى طبيعتها بين جميع الدول، بما فيها بين تركيا وسوريا».
وتابع: لقد كانت لنا مع روسيا وتركيا محادثات جيدة حول لجنة صياغة الدستور السوري، كما كانت لنا محادثات أيضاً مع الأمم المتحدة، كما كانت للجانب السوري محادثات تفصيلية مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة. وعبّر ظريف عن أمله في تسوية قضيتين مهمتين من أجل البدء بأعمال اللجنة الدستورية سريعاً: «الأولى التشكيلة العامة للجنة، والثانية هي المبادئ العامة السائدة على عمل اللجنة وبطبيعة الحال على السوريين أنفسهم البحث في التفاصيل».
ولفت إلى أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد عقد اجتماع في مدينة نور سلطان في كازاخستان في سياق مسار آستانة (في 25 و25 أبريل/نيسان الحالي)، معرباً عن أمله في إحراز تقدم بمرحلة جديدة إلى الأمام بالتعاون مع الأصدقاء الأتراك والروس، وبمشاركة الأطراف السورية والأمم المتحدة.
وبالنسبة لمطالبات تركيا بإقامة منطقة آمنة لحماية في شمال شرقي سوريا حدودها من تهديدات وحدات حماية الشعب الكردية، قال ظريف: «نحن على علم تماماً بهواجس أصدقائنا في تركيا إزاء التهديدات، وقد أعلنا للأصدقاء في المنطقة دوماً بأن السبيل الأفضل لصون أمن جميع دول المنطقة هو انتشار الجيش السوري (جيش النظام) على الحدود مع تركيا، والاطمئنان إلى عدم قيام أي جماعة إرهابية بالتعرض لتركيا وشعبها». وأضاف: «من المؤكد أن أمن واستقرار الشعب التركي مهم جداً بالنسبة لإيران، ويوجد بيننا تعاون جيد في المجال الأمني».
وكان ظريف صرّح، لدى وصوله إلى أنقرة، بأنه سيتحدث مع المسؤولين الأتراك حول إخراج «الجماعات الإرهابية» من إدلب، التي تخضع لاتفاق بين تركيا وروسيا تم إعلانه في سبتمبر (أيلول) الماضي، ينص على إنشاء منطقة منزوعة السلاح ونشر دوريات مشتركة بين مناطق النظام والمعارضة.
وتدعم إيران النظام السوري اقتصادياً وسياسياً، إلى جانب دعمه عسكرياً عبر تمويلها ميليشيات تقاتل إلى جانب قوات الأسد.
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قرار الولايات المتحدة بتصنيف الحرس الثوري الإيراني «منظمة إرهابية» بمثابة «تطور خطير قد يؤدي إلى فوضى».
وقال جاويش أوغلو، خلال المؤتمر الصحافي مع ظريف: إن العقوبات الأميركية تضر بشعب إيران، وإن بلاده ستواصل العمل على إقناع الولايات المتحدة بالعدول عنها.
وأضاف جاويش أوغلو: «عندما نبدأ بإضافة جيوش الدول الأخرى إلى قوائم الإرهاب، ستحدث شقوق خطيرة في نظام القانون الدولي. ستتقلص الثقة في النظام العالمي وستنجم فوضى كاملة». وتابع: «ضميرنا لا يقبل معاقبة الشعب الإيراني الشقيق... مثل هذه الخطوات تعرّض الاستقرار والسلام والهدوء والتنمية الاقتصادية في المنطقة للخطر».