القبة الحديدية لحماية «اليوروفيجن» في تل أبيب

بعد تهديدات مصدرها غزة

TT

القبة الحديدية لحماية «اليوروفيجن» في تل أبيب

في أعقاب انتشار تهديد من أحد العناصر في التنظيمات الفلسطينية المسلحة، أقدم الجيش الإسرائيلي، أول من أمس الثلاثاء، على نشر عدة بطاريات من منظومة «القبة الحديدية» (المنظومة الدفاعية المضادة للصواريخ قصيرة المدى)، في المناطق الوسطى المحيطة بمدينة تل أبيب، وذلك تحسباً لإطلاق صواريخ من قطاع غزة خلال مسابقة الغناء الأوروبية «يوروفيجن»، التي تنظم بالمدينة في 14 و18 من شهر مايو (أيار) المقبل.
وقال مصدر عسكري إسرائيلي، إنه على الرغم من التقدم الحاصل في المفاوضات مع حركة «حماس»، وسماح إسرائيل بإدخال الأموال القطرية ومضاعفة قيمتها للحركة، فإن «الجيش يأخذ تهديدات الفلسطينيين على محمل الجد، ويستعد فعلاً لاحتمال أن تحاول حركة (حماس) أو غيرها من الفصائل المسلحة، تعطيل الحدث أو تخريبه عبر إطلاق صواريخ». وأكد المصدر أن «هناك من يفكر في غزة بأن (اليوروفيجن) هي أفضل مناسبة لتسليط الضوء على معاناة المواطنين في القطاع، ولا يجد وسيلة أفضل من تصعيد الأوضاع وإطلاق صاروخ خلال أحداث المسابقة الأوروبية، التي كانت منظمة مقاطعة إسرائيل قد دعت الأوروبيين لنقلها إلى مكان آخر».
وكان التهديد الفلسطيني قد ورد من شخص مجهول تكلم عبر مقطع فيديو تناقلته وسائل إعلام مختلفة. وجاء في التهديد أن «فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لن تسمح لحكومة الاحتلال بإقامة مسابقة (يوروفيجن) في حالة عدم إيفاء الاحتلال بتفاهماته الأخيرة مع المقاومة بغزة». واحتوى الفيديو كلمات كتبت باللغة العربيّة، وتمثّل بجملة: «التزم بتطبيق التفاهمات لكي تتمكن من إقامة الاحتفالات». وأظهر الفيديو كذلك، مشاهد من إعلان المسابقة الغنائية المُقرر إجراؤها في تل أبيب، ثم صورة جوية للمكان الذي ستُجرى المسابقة فيه.
وتعتبر السلطات الإسرائيلية أن المسابقة التي تشارك فيها 41 فرقة ممثلة عن الدول الأوروبية بوفود رسمية، الحدث الأكبر والأبرز خلال عام 2019، علماً بأن توقيت المسابقة يتقاطع مع ذكرى النكبة الفلسطينية. وقد أوردت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية، في سبتمبر (أيلول) الماضي، بياناً وقعه 100 فنان عالمي، أعلنوا من خلاله مقاطعتهم لـ«يوروفيجن»، بسبب أنها ستقام في إسرائيل.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».