أميركا تدرس رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب

قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية، أمس، إن الولايات المتحدة ستبحث رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب إذا رأت تغييرات جوهرية في حكومته وبعد حدوث انتقال سياسي سلس.
وقال المسؤول لـ«رويترز»: «مستعدون لبحث رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب إذا حدث تغير ملموس في البلاد وانتقال سلس». وأشار إلى أن المجلس العسكري الانتقالي الجديد في السودان ليس من بينهم مطلوبون للعدالة الدولية. وكانت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قد أوقفت المحادثات المتعلقة بتطبيع العلاقات مع السودان بعد أن عزل الجيش الرئيس عمر البشير الأسبوع الماضي.
من جهتها قالت وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني، أمس، إن الاتحاد الأوروبي يأمل أن تسفر عملية الانتقال في السودان بعد إقالة الرئيس عمر البشير، عن «تشكيل حكومة مدنية». وأضافت خلال نقاش مع نواب البرلمان الأوروبي المجتمعين في آخر جلسة عامة قبل الانتخابات الأوروبية في مايو (أيار): «كما هي الحال في جميع التحولات، هناك فرص ولكن هناك أيضاً مخاطر».
وتابعت أن «هذا التغيير في السلطة يندرج ضمن الاضطرابات في أفريقيا. فرياح التغيير بدأت تهب»، مشيرةً إلى «التقارب بين إثيوبيا وإريتريا».
وقد هدد الاتحاد الأفريقي، الاثنين، بتعليق عضوية السودان إذا لم يتخلَّ الجيش الذي يحكم البلاد منذ إقالة البشير، عن السلطة، لصالح «سلطة سياسية مدنية» في غضون 15 يوماً.
في السياق نفسه، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الأوغندي هنري أوكيلو أوريم، إن بلاده تفكر في منح اللجوء للرئيس السوداني المخلوع عمر البشير المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية. وصرح الوزير لوكالة الصحافة الفرنسية، بأنه «إذا تم الطلب من أوغندا منح البشير اللجوء، فيمكن التفكير في هذه المسألة على أعلى مستويات قيادتنا». وقال إنه نظراً إلى دور البشير الرئيسي في التوسط لاتفاق سلام في جنوب السودان المجاور، فإن «الحكومة الأوغندية يمكن أن تفكر في منحه اللجوء».
وأضاف أن «أوغندا تتابع من كثب التطورات في السودان، ونطلب من القيادة الجديدة هناك احترام تطلعات الشعب السوداني ومن بينها الانتقال السلمي للحكم المدني». وأطاح الجيش الأسبوع الماضي بحكم البشير الذي استمر ثلاثة عقود عقب احتجاجات عمّت أنحاء البلاد. ويطالب قادة المظاهرات بمحاكمة البشير، إلا أن المجلس العسكري الانتقالي الذي يحكم البلاد قال إنه لن يسلم البشير للخارج.
وأوغندا بين العديد من الدول الأفريقية التي استقبلت البشير ولم تسلمه للمحكمة الجنائية الدولية رغم أنها من الموقِّعين على ميثاق تأسيسها. ويواجه البشير تهم الإبادة وارتكاب جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية خلال النزاع في إقليم دارفور.
من جهة أخرى، عيّن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس، مبعوثاً جديداً للسودان للعمل مع الاتحاد الأفريقي في التوسط لإنهاء الأزمة التي تسبب بها تولي المجلس العسكري الانتقالي السلطة في البلاد. وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام، إنه تم تعيين نيكولاس هايسوم، المحامي الجنوب أفريقي الذي عمل مبعوثاً للأمم المتحدة في الصومال وأفغانستان والسودان وجنوب السودان، ليدعم جهود الوساطة التي يقودها الاتحاد الأفريقي بين الجيش والمحتجين.
ودعا الاتحاد الأفريقي الجيش السوداني إلى تسليم السلطة لحكومة مدنية خلال 15 يوماً، ووصف تولي الجيش للسلطة بأنه «انقلاب». وهدد مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد بتعليق عضوية السودان في المنظمة التي تضم 55 بلداً إذا لم يتحرك باتجاه إقامة حكم مدني. وصرح دوجاريك للصحافيين: «لقد أصدر الاتحاد الأفريقي بياناً واضحاً جداً»، مؤكداً أن هايسوم «سيبذل كل ما في وسعه لدعم هذه الجهود». وناقش غوتيريش تعيين هايسوم هاتفياً مع موسى فقي، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي.