محاكمة تونسية قدمت المساعدة لشقيقها الإرهابي

TT

محاكمة تونسية قدمت المساعدة لشقيقها الإرهابي

نظرت الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بالعاصمة التونسية، في قضية فتاة تونسية لا يزيد عمرها عن21 سنة، على خلفية اتهامها بدعم وإسناد عناصر إرهابية، وتقديم المساعدة لتنظيمات إرهابية متحصنة بجبل «المغيلة» في سيدي بوزيد (وسط تونس).
وأمام المحكمة، اعترفت بدعم خلية إرهابية بجبل «المغيلة»، وأكدت أمام قاضي التحقيق أن المجموعة الإرهابية يتزعمها شقيقها، وقالت إنها كانت تتواصل مع أحد عناصر الخلية الإرهابية عبر «فيسبوك»، واتفقت معه على إسناد الإرهابيين بالمواد الغذائية وبطاقات شحن الهواتف الجوالة والطعام، وجلب الأموال لدعم أنشطتهم الإرهابية.
وأثبتت التحريات أن المتهمة موقوفة بأحد السجون التونسية منذ نحو سنتين ونصف، ودافع لسان الدفاع عنها خلال الجلسة القضائية، وأكد أنها لا تتبنى أي فكر متشدد، وأن هدفها كان مساعدة شقيقها لا غير، وطلب الإفراج عنها بعد قضاء كل هذه المدة وراء القضبان.
وجاء في اعترافاتها أمام القضاء التونسي، أن شقيقيها قد التحقا بالتنظيمات المتطرفة المتحصنة بالجبال الغربية للبلاد، وأكدت مقتل أحدهما في مواجهات مسلحة مع وحدات الأمن والجيش التونسي، وأن شقيقها الثاني ما زال ينتمي إلى التنظيمات الإرهابية، وأنها كانت تمده بكل أنواع المساعدة على غرار الأغذية والأموال.
وتتهم السلطات التونسية مجموعة جبل «المغيلة» الإرهابية، بالتورط في ذبح الشقيقين السلطاني خلال السنوات الماضية، والإعداد لارتكاب جرائم إرهابية. وكانت هذه العناصر قد ذبحت أحد التونسيين مؤخراً بهذا الجبل نفسه.
يذكر أن السلطات التونسية سعت إلى تضييق الخناق على المجموعات الإرهابية، وعملت على الكشف عن الخلايا الإرهابية النائمة التي تقدم المساعدة للعناصر الإرهابية الحاملة للسلاح في وجه مؤسسات الدولة، وشددت العقوبات الصادرة ضد من يتبنى الأفكار المتطرفة.
وكانت المحكمة الابتدائية بالعاصمة التونسية قد أصدرت قبل أيام أحكاماً بالسجن، تراوحت بين 6 و10 سنوات، بحق 15 عنصراً شبابياً تعلقت بهم شبهة الإرهاب، إثر إقدامهم سنة 2017 على تقديم الأدوية والمعدات الطبية والأغذية والملابس والأغطية لعناصر خلية الكاف الإرهابية (نحو 160 كيلومتراً شمال غربي تونس) التي كانت تنصب كمائن قاتلة ضد الوحدات العسكرية والأمنية.
وأكدت مصادر قضائية تونسية أن العناصر الإرهابية كانت تمكن هؤلاء الشباب من مبالغ مالية متراوحة بين 200 و400 دينار تونسي (ما بين 66 و133 دولاراً) عن كل عملية، وهو ما جعل كثيراً منهم يواصل تقديم خدماته لفائدة تلك العناصر الإرهابية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.