السيسي يراجع «الكفاءة القتالية» للقوات المصرية وسط اضطرابات بالجوار

تفقد قاعدة «محمد نجيب» العسكرية شمال غربي القاهرة

TT

السيسي يراجع «الكفاءة القتالية» للقوات المصرية وسط اضطرابات بالجوار

أجرى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي زيارة، أمس، إلى قاعدة «محمد نجيب» العسكرية شمال غربي القاهرة، التي افتتحت قبل عامين، وقال المتحدث الرئاسي السفير بسام راضي إنها لـ«تفقد إجراءات التفتيش ورفع الكفاءة القتالية للقوات».
وتأتي الزيارة في وقت تشهد فيه دولتا الجوار المصري، ليبيا في الغرب، والسودان في الجنوب، اضطرابات داخلية واسعة هذه الأيام، وسط ترقب مصري.
وعرض التلفزيون المصري تفقد الرئيس السيسي للقاعدة العسكرية، بمرافقة رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، والفريق أول محمد زكي وزير الدفاع، والفريق محمد فريد رئيس الأركان، وعدد من الوزراء وقادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة.
شملت الجولة عرض فيلم تسجيلي عن القاعدة، التي افتتحت في يوليو (تموز) 2017 بالمنطقة الشمالية العسكرية، تحت عنوان «القوات المسلحة المصرية درع وسيف»، أوضح أنها «تضم تشكيلات مقاتلة قادرة على حماية الحدود الشمالية مع مرونة التدخل على الاتجاهات الاستراتيجية كافة»، فضلاً عن امتلاكها «القدرة على استعادة الطائرات المقاتلة التي تعمل على جميع المحاور لتأمين حدود الوطن».
وتضم القاعدة 72 ميداناً للتدريب التكتيكي لجميع التخصصات، وكثيراً من المنشآت الإدارية والملاعب الرياضية وحمامات السباحة وقاعات مؤتمرات، ما جعلها ملتقى لكثير من التدريبات المشتركة، من أبرزها التدريب المصري الأميركي المشترك «النجم الساطع 2017»، و«النجم الساطع 2018» بمشاركة 9 دول، و16 دولة بصفة مراقب، والتدريب العربي المشترك «درع العرب 1» بمشاركة 6 دول عربية، والتدريب الجوي المصري السعودي المشترك «فيصل»... وغيرها.
وفي كلمته، أكد قائد المنطقة الشمالية العسكرية اللواء أركان حرب علي عادل عشماوي، أنه «منذ افتتاح القاعدة العسكرية، أصبحت قبلة تتجه إليها الدول الصديقة لإجراء التدريبات العسكرية المشتركة»، موجهاً الشكر للقيادة العامة للقوات المسلحة على دعمها اللامحدود ومتابعتها المستمرة لجميع الأعمال التي تقوم بها المنطقة الشمالية العسكرية، وأكد أن رجال المنطقة الشمالية يجددون عهدهم وقسمهم أمام الرئيس السيسي بأن يظل ولاؤهم المطلق لمصر ولشعبها.
وعرض التلفزيون لقطات للرئيس السيسي، يرافقه وزير الدفاع ورئيس الأركان وقادة الأفرع الرئيسية، لتفقد القوات الموجودة بأرض العرض، كما اصطحب الرئيس السيسي مجموعة من طالبات وطلبة الجامعات المصرية وطلاب الكليات العسكرية وكلية الشرطة لتفقد استعداد وجاهزية قوات قاعدة محمد نجيب العسكرية.
وتشهد الأراضي الليبية حالياً مواجهات مسلحة بين الجيش الوطني بقيادة خليفة حفتر، الذي يحظى بدعم مصري، ويسيطر على غرب ليبيا، في مواجهة قوات موالية لحكومة الوفاق الوطني، التي يرأسها فائز السراج، وتسيطر على العاصمة طرابلس. في حين أحكم مجلس عسكري انتقالي، قبضته على السلطة في السودان، بعد عزل الرئيس عمر البشير، إثر احتجاجات شعبية حاشدة ضده.
وأول من أمس، اعتبر الرئيس المصري الجماعات والميليشيات المتطرفة في ليبيا، تمثل «تهديداً ليس فقط على ليبيا، بل أيضاً لأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط بأسرها»، مشدداً خلال اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، على موقف بلاده الساعي إلى وحدة واستقرار وأمن ليبيا، ودعمها جهود مكافحة الإرهاب.
كما أكد اهتمام مصر بتطورات الأوضاع في السودان، بعد عزل البشير، مشيراً إلى دعم مصر لخيارات الشعب السوداني، استناداً إلى موقف مصر الثابت بالاحترام الكامل لسيادته وعدم التدخل في شؤونه الداخلية.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».